Skip to main content
Measles Unit in Biringi Hospital, Ituri Province
الحصبة

مرض مُميت تسهُل الوقاية منه

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

في العقد الماضي، نفّذت منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 100 حملة تلقيح، معظمها في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان والنيجر وتشاد ونيجيريا، واستهدفت العديد من هذه الحملات الأشخاص النازحين بسبب النزاع.

النزاع وانخفاض التحصين: أفضل الظروف لتفشّي المرض

إنّ المناطق ذات معدلات التحصين المنخفضة هي الأكثر عرضة لتفشّي الحصبة، وقد تشمل الأماكن المكتظة وذات الكثافة السكانيّة المرتفعة مثل مخيمات اللاجئين أو النازحين وسياقات الحرب والنزاع حيث يتضرر أو ينهار النظام الصحي.

ففي سوريا مثلاً، دمّرت الحرب نظامًا صحيًّا جيدًا، ما تسبّب في هبوط معدّلات تغطية التلقيح. أظهر مسح تغطية للّقاح أجرته منظمة أطباء بلا حدود في كوباني عين العرب في شمال سوريا في يونيو/حزيران 2015 أنّ 17 في المئة فقط من الأطفال تلقّوا التلقيح الكامل. لذلك، دعمنا حملات التحصين والتلقيح الروتينية في سوريا منذ أن بدأنا العمل هناك بعد اندلاع الحرب في عام 2011.

هذا وأدّت الأزمة السياسية والعسكرية التي بدأت في عام 2013 في جمهورية إفريقيا الوسطى إلى زعزعة استقرار البلاد، كما أدّت إلى انخفاض معدّل تغطية التلقيح ضد الحصبة في البلاد. وفي عام 2012، جرى تلقيح 64 في المئة من الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن سنة واحدة ضد الحصبة. وبعد ذلك بعامين، انخفضت نسبة التلقيح إلى 25 في المئة.

أما خارج ظروف النزاع، فإن المناطق ذات النظام الصحي الضّعيف أو ذات الموارد المحدودة مُعرَّضة أيضًا لوباء الحصبة، ويرجع ذلك إلى عدم وجود موارد كافية في الكثير من الأحيان للقيام بأنشطة التحصين الروتينية وحملات التلقيح الوقائي، ما يجعل معدّلات تغطية التلقيح منخفضة.

إنّ جمهورية الكونغو الديمقراطية معرّضة بشكل خاص لتفشّي مرض الحصبة بسبب المناطق النّائية والبعيدة عن المكاتب المركزية للمناطق الصحية. وفي غالب الأحيان، تُعقّد التضاريس الصعبة الخدمات اللوجستية التي تعمل على إيصال المواد اللازمة لتنفيذ حملات التلقيح الروتينية أو التلقيح استجابةً للتفشيات في هذه المناطق.

 

وحدة الحصبة في مستشفى بيرينغي، مقاطعة إيتوري

الحماية من الفيروس هي أفضل طريقة للوقاية من المرض

إنّ اللقاح هو أفضل طريقة للوقاية من الحصبة.

يجب تحصين الأطفال بشكل كامل ضد الحصبة – من خلال جرعة من اللقاح في عمر 12 شهرًا وجرعة أخرى خلال سنّ الثانية، وعادة ما تكون بين عمر 15 و18 شهرًا. لكن هذا غالبًا ما لا يتحقّق في السياقات غير المستقرّة حيث تتعطّل برامج التلقيح الحكومية أو لا يمكن للجميع الحصول عليها.

في هذه السياقات، تعد اللقاحات الاستدراكية مهمة، إذ غالبًا ما نرى أطفالًا أكبر عمرًا مصابين بالحصبة في مخيمات اللاجئين، فنوسع أنشطة التلقيح لدينا لتشمل الأطفال حتى سن 15 عامًا.

إنّ إطلاق حملة تحصين حتى قبل ظهور حالة إصابة واحدة بالحصبة يقلّل بشكل كبير من فرص حدوث الوباء. لهذا السبب نتصدّى لخطر تفشي مرض الحصبة عن طريق إجراء حملات تلقيح جماعية للأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

فعلى سبيل المثال، في جمهورية إفريقيا الوسطى في عام 2016، أطلقنا، بالتعاون مع وزارة الصحة، حملة تلقيح واسعة النطاق لضمان تحصين جميع الأطفال دون سنّ الخامسة في البلاد بشكل كامل. وصلت الحملة إلى أكثر من 220,000 طفلٍ تلقوا لقاحات ضد تسعة مستضدات مسببة لأمراض، بما في ذلك الحصبة.

كما نقوم بتلقيح الأطفال ضد الأمراض – ومن ضمنها الحصبة - خارج حملات التلقيح، فعلى سبيل المثال، نقدم اللقاحات للأطفال الذين نعالجهم من سوء التغذية في مرافقنا وبرامجنا الصحية.
 

فيديو

5 دقائق لفهم مرض الحصبة

MSF/Armelle Loiseau

الاستجابة لتفشّي المرض

خلال التفشي، يتعيّن على فرقنا التحرك بسرعة إذ يمكن أن تنتشر الحصبة بسرعة كبيرة إلى العديد من الأشخاص، علماً أنه يمكن لشخص واحد أن ينقل العدوى إلى حوالي 18 شخصاً آخرين. في مناطق تجمعات اللاجئين - حيث يعيش عدد كبير من الناس ضمن مسافات قريبة وغالبًا ما يكون مستوى تغطية التحصين متدنٍّ، ما يجعل الظروف مثالية للانتشار السريع للمرض - يتمّ الإعلان عن تفشّي الحصبة عندما تظهر حالة إصابة واحدة.

فعلى سبيل المثال، شهدت فرق منظمة أطباء بلا حدود ارتفاعًا في حالات الحصبة بين اللاجئين الروهينغا في مخيم كوكس بازار المكتظ في جنوب شرق بنغلاديش في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2020، وقد امتلأت أجنحة العزل في مستشفياتنا. إنّ الروهينغا معرّضون بشكل خاص لمرض الحصبة، بسبب نقص التلقيح الروتيني قبل فرارهم من ميانمار.

عندما يتم الإعلان عن تفشّي المرض، يتلقى أيّ طفل مصاب بالحصبة العلاج ويتم نقله،  إلى المستشفى إذا لزم الأمر. تقوم فرقنا أيضًا بإعداد حملة تلقيح على الفور، فحتى بعد بداية انتشار المرض، يمكن لتحصين الأشخاص المعرضين للخطر أن يقلّل بشكل فعّال من عدد الإصابات والوفيات.

في الأشهر الستّة الأولى من عام 2020، قامت فرق منظمة أطباء بلا حدود بتلقيح أكثر من نصف مليون شخص ضد الحصبة استجابة لثلاثة تفشّيات نقوم بالتّصدي لها في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد.

يمكن أن تنطوي حملات التلقيح على إجراءات لوجستية مكثّفة، خصوصاً في الأماكن النائية أو التي تفتقر إلى الموارد، حيث يتطلّب لقاح الحصبة سلسلةَ تبريدٍ أثناء النقل.

بينما ينشر العاملون في مجال الصحة المجتمعية الخبر مع القادة المحليين، يُقيم الطاقم التمريضيّ محطات تلقيح تحت الأشجار أو بالقرب من المدارس.

 

فيديو

حملة تلقيح ضد الحصبة في لبنان

فرق الاستجابة للطوارئ

تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليًّا واحدة من أسوأ حالات تفشّي المرض في البلاد. من يناير/كانون الثاني 2018 إلى أكتوبر/تشرين الأول 2019، قامت فرق منظمة أطباء بلا حدود بتلقيح نحو 1.5 مليون طفل في 30 منطقة صحية مختلفة وقدمت العلاج والرعاية لأكثر من 50,000 شخص في 52 منطقة صحية.

أنشأت منظمة أطباء بلا حدود استجابةً للتفشي "فريق طوارئ الحصبة"  يُعنى بتعزيز قدرة الاستجابة خلال تفشي الحصبة الحالي. وحتى ديسمبر/كانون الأول 2019، عمل فريق طوارئ الحصبة على طول محور نهر كاساو في جنوب غرب البلاد على تلقيح الأطفال.

وقد تم حلّ فريق طوارئ الحصبة في نهاية عام 2019 وتسليم أنشطته إلى فريق محليّ قائم متخصص في الاستجابة الطارئة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهو "فريق الطوارئ في الكونغو".

حملة الحصبة في جمهورية الكنغو الديمقراطية

التحديات اللوجستية

إلى جانب إنشاء مواقع تلقيح سريعة في المناطق المكتظة بالسكان أثناء تفشّي المرض، نستخدم العيادات المتنقّلة وفرق التوعية في المناطق المتضرّرة بشدة، بهدف علاج الأطفال داخل مجتمعاتهم المحلية وتلقيح الأطفال الذين لم يجرِ تحصينهم سابقًا ضد الحصبة.

لكن القيود اللوجستية هائلة، ففي بعض المناطق، يجعل الافتقار إلى طرق معبّدة السفر صعبًا للغاية، ولا سيما في البلدان التي تشهد موسم الأمطار.

قد يستغرق الأمر أيامًا للتنقّل بين مختلف المناطق، حتى عند استخدام المركبات ذات الدفع الرباعي. وللوصول إلى مواقع أبعد، نستخدم الدراجات النارية وحتى القوارب أو الزوارق لنقل كميات كبيرة من الأدوية أو اللقاحات أو الأغذية العلاجية.

يجب الحفاظ على اللقاحات في درجات حرارة معيّنة، ما يتطلب إنشاء سلسلة تبريد. وللحفاظ على برودة اللقاحات لمدة تصل إلى يوم واحد خلال حملات التلقيح، التي تجري غالبًا في درجات حرارة عالية، يملأ مسؤولو الشؤون اللوجستية آلاف المبردات بأكياس ثلج ويحمّلونها على الشاحنات أو السيارات أو الدراجات النارية أو حتى القوارب مع جميع المستلزمات اللازمة لتلقيح آلاف الأطفال يوميًّا.

وفي المناطق التي تفتقر إلى الكهرباء، يتم استخدام المولّدات لثلاجات اللقاح.

وحدة الحصبة في مستشفى بيرينغي، مقاطعة إيتوري.
تبتسم سكولاستيك بينما تقوم بتوضيب أغراضها لمغادرة وحدة الحصبة التي تديرها أطباء بلا حدود في مستشفى بيرينغي، فقد تلقّى طفلها أفاغا الذي كان مصابا بالحصبة العلاج وشُفي من المرض. مقاطعة إيتوري، جمهورية الكنغو الديمقراطية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
Alexis Huguet

رعاية المرضى

أثناء تفشّي المرض وفي عياداتنا الخارجية للأطفال ومستشفياتنا، تقدم فرقنا الرعاية الطبية للأطفال المصابين بالحصبة، مع التركيز بشكل خاص على الأطفال الصغار وأولئك الذين يعانون من سوء التغذية ويعدّون الأكثر عرضة للإصابة بعوارض شديدة من المرض. حيث يمكن أن يؤدي سوء التغذية الحاد والالتهاب الرئوي والملاريا إلى مضاعفات وزيادة خطر وفاة الأطفال المصابين بالحصبة.

ونظرًا لعدم وجود علاج للحصبة، فإننا نركّز على منع الجفاف ومراقبة الحمى وإدارة المضاعفات التي تشمل عدوى العين والأذن والإسهال والالتهاب الرئوي.

كما يتلقّى الأطفال مكملات فيتامين أ، التي ثبت أنها تقلّل من وفيات الحصبة.