
سوريا
وتعرضت المناطق المدنية للقصف بشكل دوري وحُرمت من المساعدات الإنسانية، في حين تبقى إمكانية الحصول على الرعاية الصحية محدودة جداً في العديد من المناطق. نعمل في سوريا حيثما نستطيع إلى ذلك سبيلاً، إلا أنّ انعدام الأمن المستمر والقيود المفروضة على إمكانية الوصول تحدّ بشدّة من أنشطة المنظّمة وتعرقل قدرتها على تقديم المساعدة الإنسانية التي تتناسب مع حجم الاحتياجات.
لماذا تعمل أطباء بلا حدود في سوريا؟


منذ بدء تظاهرات عام 2011 في سوريا، أصبح العاملون الطبيون الذين يعالجون الجرحى في خطر ما دفعهم إلى تأسيس شبكات طبية سرية. هذا وترافق تصاعد حدة النزاع مع تصاعد الحملة على المساعدات الطبية في مناطق سيطرة المعارضة. ومع عدم حصولنا على تصريح حكومي لمساعدة المرضى والجرحى، بدأنا بتقديم الدعم للشبكات الطبية الموجودة تحت الأرض ودخلنا إلى شمال سوريا لتقديم الرعاية الطبية في منطقة معزولة عن قنوات المساعدات الرسمية إلى حد كبير.


بات النظام الصحي الذي كان يؤدي وظيفته على نحو كامل في السابق مدمراً. حيث تعرضت مئات المرافق الطبية إلى القصف، وقُتل العديد من أفراد الطاقم الطبي أو فرّوا من النزاع ، وهناك نقص في الإمدادات. وشاهدنا عودة ظهور أمراض يمكن الوقاية منها، مع عدم كفاية الخدمات لتلبية الاحتياجات الأساسية، فكيف لها الاستجابة إلى الإصابات الجماعية وحالات الطوارئ الحادة؟. ومع ورود أعداد كبيرة من حالات الطوارئ، وجدت الطواقم الصحية السورية نفسها مرغمة على ابتكار غرف عمليات والعمل وسط ظروف مروّعة.


يتركز الجزء الأكبر من أنشطتنا في سوريا على الاحتياجات الصحية للأشخاص الذين يعانون من أمراض شائعة والنساء الحوامل وتحسين تغطية اللقاحات للحد من أمراض الأطفال. نعاين العديد من الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري علماً بأن عدم تلقي العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وأصبحت العيادات المتنقلة جزءاً رئيسياً متزايداً من استجابتنا، كما تعد احتياجات الصحة النفسية هامة أيضاً حيث فقدت الكثير من العائلات أفرادها في ظلّ انعدام الأمن المستمرّ.


ومنذ المراحل الأولى، أصبح تقديم المساعدة لمعالجة الجرحى من الأولويات جرّاء القصف الممنهج للمناطق المدنية. افتتحنا مرافق جراحية في الشمال وقدمنا الإمدادات والتدريب للطواقم الصحية على امتداد البلد وقمنا بإعداد مراكز للعناية بالإصابات على الطرف الآخر من الحدود ضمن الأراضي الأدرنية. ومع تدهور الظروف المعيشية في الشمال وازدياد عدد الإصابات من الحوادث المنزلية قمنا بإنشاء وحدة جراحية للحروق.


يقدَّر عدد النازحين في سوريا بـ 6.2 مليون شخص. وقد فاقم إغلاق الحدود والظروف المعيشية المروّعة ومحدودية المساعدات من معاناتهم. يعيش الأشخاص الذين فروا من العنف في مخيمات أو ملاجئ مؤقتة أو مع عائلات مضيفة. تقع برامجنا الرئيسية في محافظات حلب وإدلب والرقة والحسكة.


استُخدم الحصار كأداة حرب على نطاق واسع في سوريا، وبلغ ذروته في بلدة مضايا، حيث مات الرجال والنساء والأطفال جوعاً. تُفرض القيود على وصول المواد الأساسية مثل الإمدادات الطبية وسط القصف المكثف. وفي أغلب الأحيان يمنع حتى إجلاء المرضى من الأطفال. ومع عدم قدرتنا على دخول هذه المناطق، قدمنا الدعم عن بعد للمرافق الطبية في المناطق المحاصرة. سيطر الجيش على هذه المناطق واحدة تلو الأخرى ولا زال عدد قليل منها تحت الحصار.
2009
2009

اللاجئون السوريون في لبنان: التأقلم مع الواقع ليس مهمّة سهلة
اللاجئون السوريون في لبنان: التأقلم مع الواقع ليس مهمّة سهلة
لأن تداعيات الّلجوء قد تكون أقسى على اللاجئين من صدمة الحرب،
لأن ليس بيدهم تغيير الظّروف،
لم يبق أمامهم خيار سوى التأقلم مع الواقع...وهذه ليست مهمّة سهلة.

شتاء قاسٍ آخر يستعد له النازحون في شمال غرب سوريا

النازحون في شمال غرب سوريا يخاطرون بحياتهم للبقاء على قيد الحياة

تلقي عشرات المصابين العلاج جراء غارة جوية في إدلب

ارتفاع حاد في حالات كوفيد-19 يضع تحديات جديدة أمام الاستجابة الانسانية في شمال غرب سوريا

الآثار الممتدة لتفشي وباء كوفيد-19 في شمال شرق سوريا على خدمات الرعاية الصحية وعواقبها الوخيمة
