تاريخ التحديث: 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023
انفجرت عقود من القمع والنزاع والحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، فلسطين، منذ عام 2007، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما هاجمت حماس إسرائيل على نطاق واسع. وفي المقابل، شنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق على غزة.
في غزة، تعرضت المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى للهجوم وأمسى الكثير منها خارجًا عن الخدمة. تفرض إسرائيل حصارًا على غزة، يُحرم على إثره الناس من الحصول على الكهرباء أو الغذاء أو الماء أو المواد الطبية. يحاول الناس البقاء على قيد الحياة في ظروف في غاية الصعوبة.
ندعو إلى وقف إطلاق النار فورًا للحؤول دون وقوع المزيد من الضحايا في غزة واستعادة تدفق المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها، إذ قُتل وجُرح الآلاف ولم يتبقّ أي مكان آمن في غزة اليوم.
استجابة أطباء بلا حدود ومعلومات حول الوضع في غزة
تعدّ أنشطتنا في غزة محدودة، إذ أنّنا قد أصبحنا غير قادرين على تنسيق أنشطتنا أو مشاريعنا بالشكل المعتاد كما كانت عليه قبل الحرب نظرًا لشدة القصف وعدم القدرة على التنبؤ به وعدم القدرة على الحصول على إمدادات جديدة.
وفي حين أنّ معظم زملائنا الفلسطينيين كانوا قد توجهوا إلى جنوب القطاع، اختار بعض الأطباء والممرضين البقاء في شمال غزة حيث يواصلون تقديم الدعم للأشخاص المصابين ويشمل ذلك بعض المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود وبالتعاون مع طواقم الرعاية الصحية المحلية. يقدّم بعض زملائنا الرعاية في مستشفى الشفاء ومستشفى الناصر ومستشفى القدس.
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني، دخل فريق جديد تابع لمنظمة أطباء بلا حدود مكون من 15 شخصًا – يتألف من جراحين وأطباء تخدير واختصاصيين في العناية المركزة، مع بعض التنسيق والدعم اللوجستي – إلى جنوب غزة من مصر عبر معبر رفح. وينحدر أعضاء الفريق من بلدان مختلفة من جميع أنحاء العالم.
وفي الوقت الحالي، سيتواجد فريقنا في جنوب قطاع غزة لدعم المستشفيات الموجودة هناك والجراحين الفلسطينيين الذين يعالجون في المتوسط من 9 إلى 10 إصابات حروق يوميًا. وما لم يتم وقف إطلاق النار الذي طالبنا به مرارًا وتكرارًا، فإننا ندرك أن قدرتنا على التحرك في القطاع ستكون مقيّدة بشكل كبير.
ندعم كذلك السلطات الصحية المحلية بتبرعات من مخزوننا الطبي حيث نتمكّن من القيام بذلك. ففي 18 أكتوبر/تشرين الأول تبرعنا بمخزون طبي تبلغ قيمته مليون دولار أمريكي يشمل كل ما تبقى لدينا من أدوية ومعدات طبية إلى مستشفى الشفاء. وقد مرّ عدد محدود من الإمدادات الطبية التي أرسلناها إلى مصر من أجل المرافق الطبية في غزة.
يعمل فريقنا المتواجد خارج القطاع بجد على إعداد الإمدادات الطبية والإنسانية لإرسالها إلى غزة عندما يكون الوصول الآمن مضمونًا ومفتوحًا.
تلتزم أطباء بلا حدود بدعم الأشخاص المتضررين جراء القصف الإسرائيلي العنيف والهجمات العشوائية على غزة، ونتضامن مع العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى في غزة.
في الضفة الغربية، نواصل إدارة أنشطة تركز على الرعاية الطارئة ورعاية الصحة النفسية في الخليل ونابلس وجنين.
الخليل: تم تعليق عمل عياداتنا المتنقلة في مناطق مسافر يطا حاليًا. لذلك، فقد قام فريقنا بإعداد مجموعات طبية تحتوي على الأدوية لتوزيعها على نحو 40 مريضًا لدى منظمة أطباء بلا حدود يعانون من أمراض مزمنة.
أجرى فريقنا الطبي تقييمات هاتفية بين السكان الفلسطينيين والنازحين، حيث قام بإحالة الأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمات طبية أو نفسية أو اجتماعية. ويواصل الأشخاص والمجموعات المتضررة تقديم خدمات الصحة النفسية، علمًا أنّه يتم تقديم معظمها عن بعد.
يُشار إلى أنّنا قد قدمنا تبرعات من المعدات والمجموعات الطبية لمستشفى عالية، وإلى نقاط الاتصال المجتمعية في بيت عمر، الرشايدة، ومركز رعاية الطوارئ في أم الخير. وأجرينا كذلك تدريبات للموظفين في مستشفى المحتسب الواقع في مدينة الخليل القديمة.
نابلس: تُجري فرقنا جلسات الإسعافات النفسية الأولية في ثلاث مناطق في نابلس وطوباس وقلقيلية.
جنين: تعمل فرقنا في مستشفى جنين على توفير رعاية الطوارئ ورعاية الإصابات البالغة للأشخاص المصابين جراء القصف والتوغلات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية بشكل شبه يومي، وخصوصًا في مخيم جنين للاجئين. يعمل فريقنا أيضًا على إعداد تمرين محاكاة وتدريب لخطة الإصابات الجماعية في مستشفى خالد سليمان.
وتبرعنا بسيارة توك توك للسماح للمسعفين المحليين بنقل المرضى المصابين إلى المستشفى، إذ غالبًا ما تغلق القوات الإسرائيلية مدخل مخيم اللاجئين ولا تسمح لسيارات الإسعاف بالمرور. تبرعنا أيضًا بالأدوية والمعدات لسبع عيادات، استعدادًا للولادات الطارئة في حال عدم تمكن النساء الحوامل من الوصول إلى المستشفى.
مازال أكثر من 400 من سكان غزة الذين كانت لديهم تصاريح عمل في إسرائيل محتجزين في خمسة مراكز احتجاز في جنين. تقدم فرقنا الدعم النفسي لأولئك الذين عانوا من انهيار نفسي بعد أن علموا بمصير أسرهم في غزة. نوفّر كذلك الأدوية للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة في مراكز الاحتجاز ونعمل على نقلهم إلى المراكز الصحية.
وفي مخيمي نور شمس وجنين للاجئين، تبرعنا بمجموعات الإسعافات الأولية للمسعفين المتطوعين.
لدينا فرق على أهبة الاستعداد في مصر لإرسال الإمدادات الطبية إلى غزة. وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر، أرسلنا 26 طنًا من الإمدادات الطبية – التي يمكن أن تغطي احتياجات 800 عملية جراحية – على متن طائرة تابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى مصر، بتنسيق من الهلال الأحمر المصري، متجهة إلى مرافق الرعاية الصحية في غزة. ولدى وصول الشحنة إلى مصر، تمكنا من إرسال جزء منها إلى غزة، لكن إرسال الإمدادات الطبية لا يزال صعبا بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على معبر رفح.
نحن على تواصل مع السلطات المصرية والمنظمات ذات الصلة في مصر لبدء الأنشطة في مصر لتوفير الرعاية الصحية للجرحى أو المرضى الفلسطينيين المسموح لهم بالخروج من غزة، إذا لزم الأمر.
وصفت فرقنا الوضع في غزة على أنّه "كارثي"، فقد انهار النظام الصحي وأمست معظم مستشفيات غزة خارج الخدمة، حيث انقطعت الكهرباء والمياه بسبب نقص الوقود وبسبب الأضرار الناجمة عن الغارات. وتتعرض تلك التي تعمل باستمرار للهجوم، وكذلك سيارات الإسعاف، كما ويتعرض المرضى والطاقم الطبي للإصابة والقتل. كما أمست الإمدادات الطبية شحيحة. تُجري فرقنا في مستشفى الشفاء حاليًا عمليات جراحية بدون استخدام مواد التخدير ومسكنات الآلام. ويعد الاتصال مع موظفينا متقطعًا، إذ نفقد الاتصال بهم باستمرار. ويشار إلى أننا لم نتمكن من التواصل مع فريقنا في مستشفى الشفاء منذ 16 نوفمبر/تشرين الثاني.
إن النداءات المتكررة التي أطلقتها القوات الإسرائيلية لإخلاء شمال قطاع غزة بالكامل هي أمر مثير للغضب؛ فهي تعدّ سياسة النقل القسري للمدنيين والمرضى لجعل شمال غزة منطقة حرة لإطلاق النار. إن أوامر الإخلاء هذه للمستشفيات هي بمثابة حكم بالإعدام على المرضى والمصابين الذين يعانون من حالات خطيرة، وتعني ضمنًا أن العاملين في المجال الطبي سيضطرون إلى التخلي عن مرضاهم. ويُشار إلى أنّ المدنيين الذين بقوا في الشمال ما زالوا مدنيين ويجب حمايتهم وفقًا لذلك.
إنّ القصف في غزة لا هوادة فيه، فقد قتل أحد زملائنا، محمد الأهل وهو تقني مختبر، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني عندما قصفت المنطقة المجاورة لمنزله. وقد قُتل اثنان من موظفينا، وهما الدكتور محمود أبو نجيلة والدكتور أحمد السحار، وطبيب ثالث هو الدكتور زياد التتري، في غارة جوية على مستشفى العودة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني. وبينما تأمر إسرائيل سكان غزة بالفرار إلى الجنوب، فإنها تواصل في الوقت نفسه حملة القصف في الجنوب، مما يترك الناس بلا مكان آمن يذهبون إليه.
تفرض الحكومة الإسرائيلية حصارًا بلا ضمير على جميع أنحاء قطاع غزة، يشمل منع الغذاء والمياه والوقود والكهرباء. وقد اضطر أكثر من مليون شخص إلى الفرار إلى الجنوب، حيث يتكدسون في منطقة صغيرة. وينام النازحون في ظروف قاسية، في ظل نقص خطير في مستويات الغذاء والماء، إذ يضطر الناس إلى شرب المياه المالحة. ويشار إلى أنّ الكهرباء منعدمة كما تعد ظروف النظافة سيئة للغاية، إذ تحتوي بعض الملاجئ على مرحاض واحد لكل 600 شخص. وتزيد هذه الظروف بشكل كبير من احتمال تفشي الأمراض.
أعلنت القوات المسلحة الإسرائيلية الضفة الغربية منطقة مغلقة. ولا تزال معظم نقاط التفتيش في جميع أنحاء الضفة الغربية مغلقة، مما يؤدي إلى تفاقم القيود المفروضة على حركة الأشخاص ويؤثر على قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والرعاية الطبية.
في بلدات الضفة الغربية، يشهد الناس انفجارًا في أعمال العنف ضدهم. وقد تعرضت مدينة جنين على وجه الخصوص لأضرار بالغة، حيث أدت التفجيرات والتوغلات التي قامت بها القوات الإسرائيلية في مخيم اللاجئين إلى مقتل وجرح عشرات الأشخاص.
وفي جنين، أبلغت فرقنا عن علاج المرضى الذين ظهرت عليهم علامات التقييد والضرب، على يد القوات الإسرائيلية، حسبما ورد.
وقد شهدت فرقنا الطبية في مستشفى جنين إطلاق القوات الإسرائيلية النار على المستشفى نفسه، بينما عالجت أيضًا الطواقم الطبية التي أطلق الجنود النار عليها بينما كانوا لا يزالون في سيارة الإسعاف. كذلك، يُشار إلى أنّ القوات الإسرائيلية تمنع سيارات الإسعاف من التحرك، وتغلق المداخل المؤدية إلى مخيم اللاجئين.
يجب أن تتوقف هذه الهجمات على الرعاية الطبية.
أمّا في الخليل، فقد تم تهجير العائلات بعد أعمال العنف التي ارتكبها المستوطنون والقوات الإسرائيلية، والتي تشمل حرق منازلهم. يواجه المرضى في مدينة الخليل القديمة، والمعروفة بمنطقة H2، صعوبة في الوصول إلى عيادتنا المتنقلة عندما تكون هناك، وذلك بسبب القيود الشديدة المفروضة على الحركة.
ندعو إلى:
- وقف إطلاق النار بشكل فوري وغير مشروط لإنقاذ حياة الغزيين واستعادة تدفق المساعدات الإنسانية.
- رفع الحصار للسماح بعبور الإمدادات الإنسانية بشكل مستمر ومتزايد إلى غزة.
- حماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية ومرافق الرعاية الصحية في كلا الجانبين وفي جميع الأوقات، فالمستشفيات وسيارات الإسعاف ليست أهدافًا.
- توفّر الضمانات الأمنية الأساسية التي تسمح لطواقمنا بالتنقل لتقديم الخدمات الإنسانية والطبية.
- حصول جميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية عليها، بما في ذلك المرضى والجرحى.
- السماح للسكان بالوصول إلى الإمدادات الأساسية كالطعام والمياه والمرافق الطبية بشكل آمن.
- السماح بدخول الإمدادات الإنسانية الأساسية إلى قطاع غزة بشكل متزايد، ولا بد من السماح بوصول الأدوية والمعدات الطبية والطعام والوقود والمياه.
- إتاحة فرصة المغادرة لكل من يرغب في ذلك من دون المساس بحق العودة.
- وضع حد لأعمال العنف التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية والتهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية.
- التوقف عن التدابير التقييدية التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي تعيق قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية.
أحدث المقالات حول حرب غزة وإسرائيل

مستشفيات جنوب غزة تغص بمئات الجرحى مع تصعيد القوات الإسرائيلية للقصف

غزة: "يجب أن يتوقف كلّ هذا الآن". رسالة إلى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الإسلامي

الهجوم على قافلة منظمة أطباء بلا حدود في غزة: جميع العناصر تشير إلى مسؤولية الجيش الإسرائيلي

مقتل طبيبين مع أطباء بلا حدود إثر ضربة على مستشفى العودة شمال غزة

أطباء بلا حدود تستنكر هجومًا متعمّدًا لقافلتها التي كانت تنقل العاملين معها

آلاف المدنيين عالقون تحت خطر الموت، بمَن فيهم أكثر من مئة عامل مع أطباء بلا حدود وعائلاتهم

غزة: المرضى والكوادر الطبية عالقون في المستشفيات تحت النيران – على الهجمات أن تتوقف فورًا

القوات الإسرائيلية والمستوطنون يصعدون العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية

على القوات الإسرائيلية وقف الهجوم على مرافق الرعاية الطبية في جنين

إجلاء موظفي أطباء بلا حدود من غزة

لا بد من وقف فوري لإطلاق النار في غزة لإيقاف سفك الدماء
