Skip to main content
informal settlement along the Roia River in Ventimiglia, Italy

أشخاص مرتحلون يواجهون العنف والصد على الحدود الإيطالية الفرنسية

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • شهدت أطباء بلا حدود على تعرض أناسٍ ضعفاء للغاية لعمليات صدّ عشوائية تمارسها الشرطة الفرنسية.
  • تحث أطباء بلا حدود إيطاليا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية على وقف عمليات الصدّ الممنهجة والعشوائية.
  • ندعو إلى وقف الاعتقالات التعسفية بحق الأشخاص المرتحلين ووقف استخدام العنف على الحدود.

فينتيميليا - يتعرض الناس لعمليات صدّ ممنهجة على الحدود الإيطالية الفرنسية تمارسها الشرطة الفرنسية وغالبًا ما تتسم بالعنف والمعاملة غير الإنسانية إلى جانب الاعتقالات التعسفية، حيث يُترَكون في إيطاليا بدون ما يكفيهم من المأوى وخدمات الرعاية الصحية. 

وتدعو منظمة أطباء بلا حدود إيطاليا وفرنسا وغيرها من البلدان الأوروبية إلى تنفيذ كافة الإجراءات اللازمة للحؤول دون إلحاق مزيدٍ من الأذى بحقّ الناس الضعفاء الذين يعبرون تلك البلاد وإلى وقف عمليات الصدّ الممنهجة والعشوائية.

وفي تقريرٍ جديد بعنوان "المرور ممنوع: الكفاح المتواصل للأشخاص المرتحلين الذين يواجهون عمليات الصد وهم عالقون على الحدود الإيطالية الفرنسية"، توثق منظمة أطباء بلا حدود الظروف التي أبلغ عنها مئات الأشخاص الذين يعبرون مدينة فينتيميليا في شمال غرب إيطاليا وهم يحاولون اجتياز الحدود باتجاه البلدان الأوروبية. 

وكانت فرقنا التي تدير عيادة متنقلة في المدينة من أجل مساعدة الأشخاص الذين يعبرونها قد قدمت في الفترة الممتدة من فبراير/شباط وحتى يونيو/حزيران 2023 العلاج الطبي والإرشادات الخدمية لما مجموعه 320 مريضًا بينهم 215 أبلغوا عن أنهم يعانون من مشاكل حادة كالأمراض الجلدية والتنفسية والهضمية والمشاكل والإصابات العضلية العظمية، في حين أن 14 منهم كانوا يعانون من أمراض مزمنة على غرار السكري والأمراض القلبية الوعائية. نفذت طواقمنا أيضًا أنشطة توعية صحية ونظمت جلسات اجتماعية طبية جماعية شملت 684 شخصًا. 

قضينا الليلة في البرد وتعرضنا لعملية صدّ هذا الصباح حيث أعادونا إلى إيطاليا، لكن لم تصلني أية أخبار عن زوجتي. جان*، طالب لجوء من ساحل العاج.

وفي هذا السياق، يقول منسّق مشروع أطباء بلا حدود في فينتيميليا، سيرجيو دي داتو، "شهد فريقنا على تعرض أشخاص ضعفاء للغاية لعمليات صد عشوائية تمارسها الشرطة الفرنسية لا تراعي ظروفهم الفردية وتفتقر إلى التقييم المناسب". 

وكشف العديد من الأشخاص الذين قابلتهم فرقنا عن مخالفات في الإجراءات ترتكبها السلطات الفرنسية عند إخطارهم برفض دخولهم، منها مثلًا عدم دقة البيانات الشخصية أو نقص المعلومات أو عدم وجود وسطاء ثقافيين، علمًا أن هذه الممارسات لا تستثني حتى الأشخاص الضعفاء كالقصر والنساء الحوامل والأمهات الجدد والمسنين وأصحاب الأمراض الشديدة. وقد أبلغ أكثر من ثلث القاصرين غير المصحوبين الـ48 الذين ساعدتهم فرقنا بأنهم تعرضوا لعمليات صد وأعيدوا إلى إيطاليا، في حين أبلغ العديد من الأشخاص عن تعرضهم لاعتقالات تعسفية داخل حاويات أثناء الليل دون أية إجراءات حماية خاصة بالنساء والأطفال.

وكشف أشخاص بأن تأمين الغذاء والماء لا يكون منتظمًا، كما أنهم يُحرَمون غالبًا من الرعاية الطبية، في حين أن مرافق الإصحاح غير كافية، علاوة على أنهم يجبرون على افتراش الأرض للنوم في ظروف تتسم بالاكتظاظ.

ماييتي، امرأة عمرها 20 عامًا من غينيا، تأمل في أن تدرس في فرنسا "أثناء الرحلة من مالي إلى الجزائر، تركوني [أي المهربين] في مبنى مهجور في الصحراء لمدة أسبوعين. هددوني وضربوني وتركوني دون طعام، ثم في نهاية المطاف أطلقوا سراحي، لكن سرعان ما انتهى بي الأمر في سجن آخر لمدة أسبوع".
مايتي*، امرأة تبلغ من العمر 20 عامًا من غينيا كوناكري

هذا وقد كشف أفراد طاقمنا العاملين في مدينة فينتيميليا خلال فترة جمع البيانات لوحدها عن وجود ما لا يقل عن أربع حالات انفصال أسري وقعت أثناء عمليات الصد وتسبب بعضها بصدمات للضحايا الذين كان بينهم أطفال.
وقال رجلٌ من ساحل العاج يدعى جان*، "أوقفتنا الشرطة يوم أمس في نيس. زوجتي حامل، وقد نُقلَت إلى المستشفى لأنها فقدت وعيها عند تقييد يديها بالأصفاد.

أما أنا وابني البالغ من العمر سنتين فقد أخذونا إلى مركز شرطة الحدود في مينتون، قضينا الليلة في البرد وتعرضنا لعملية صدّ هذا الصباح حيث أعادونا إلى إيطاليا، لكن لم تصلني أية أخبار عن زوجتي". 

يصعب كثيرًا على الأشخاص الذين يعبرون فينتيميليا تأمين المأوى وخدمات الرعاية الصحية والمياه النظيفة ومرافق الإصحاح المحدودة للغاية. ورغم افتتاح أول مركزين "للمساعدات الأولية" مؤخرًا في المدينة يسمحان للمهاجرين الضعفاء جدًا الذين تعرضوا لعمليات صد وأعيدوا من فرنسا بقضاء بضعة ليالٍ فيهما، إلا أن ثمة العشرات من المرتحلين لا يزالون مضطرين للنوم في الشوارع أو في ملاجئ عشوائية بدائية، علمًا أن اثنين من أصل أربعة من هذه المراكز الموعود بها لا تزال غير عاملة، في حين تتولى جمعيات محلية وأهلية تأمين خدمات أساسية كالمسكن والرعاية الصحية والدعم القانوني. يشار إلى أن الأمراض الجلدية والالتهابات الهضمية والبولية والتهابات الجهاز التنفسي العلوي ليست سوى بعضٍ من الأمراض التي سجلتها فرقنا وهي نتيجةٌ مباشرة لظروف المعيشة السيئة.

تجمع سكني عشوائي على طول نهر رويا في فينتيميليا في إيطاليا
مشهد لتجمع سكني عشوائي يقع على طول نهر رويا في فينتيميليا في إيطاليا، ويلتجئ إليه الأشخاص المرتحلون الذين يعبرون إيطاليا قبل أن يحاولوا اجتياز الحدود إلى فرنسا. إيطاليا، في 17 مايو/أيار 2023.  أطباء بلا حدود/كانديدا لوبيس.
MSF/Candida Lobes

ويقول دي داتو، "لا بد من منح الأشخاص المرتحلين الذين يعبرون البلاد حق الحصول على حماية وخدمات شاملة تلبي احتياجاتهم بغض النظر عن وضعهم القانوني.

فهذا المأزق الأشبه بعنق الزجاجة في فينتيميليا ليس حالةً معزولة إنما يعكس توجهًا أكبر لسياسات الهجرة الأوروبية التي تبدّي الاحتواء والتأمين على الحقوق الأساسية والحماية الدولية".

وبناءً على الشهادات والبيانات الطبية التي جمعها فريقنا في فينتيميليا وعلى الحدود الإيطالية الفرنسية، فإن منظمة أطباء بلا حدود تحثّ إيطاليا وفرنسا وغيرها من البلدان الأوروبية على تنفيذ كافة الإجراءات اللازمة للحؤول دون إلحاق مزيدٍ من الأذى بحقّ الناس الضعفاء وتدعوها تحديدًا إلى:

  • وقف عمليات الصد الممنهجية والعشوائية والممارسات المهينة وغير الإنسانية على الحدود الداخلية والخارجية للاتحاد الأوروبي. 
  • وقف الاعتقالات التعسفية بحق الناس المرتحلين ووقف استخدام العنف على الحدود. 
  • الحرص على معاملة إنسانية تحفظ كرامة الناس وتأمين الرعاية الصحية وظروف عيش كريمة للأشخاص الذين يعبرون فينتيميليا ومختلف أنحاء إيطاليا وأوروبا. 
  • تأمين وزيادة الممرات الآمنة والقانونية لصالح الأشخاص الذين يطلبون المساعدة والحماية في أوروبا.
  • ضمان حقوق جميع الأطفال الأجانب الذين يطلبون اللجوء على الأراضي الفرنسية والأوروبية.

*تم تغيير الأسماء للحفاظ على الخصوصية

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في إيطاليا منذ عام 1999 حيث تدعم المهاجرين واللاجئين الذين يصلون إليها بحرًا، فتقدم لهم في مراكز الاستقبال والتجمعات السكنية العشوائية المساعدات الطبية والإنسانية والنفسية والاجتماعية والرعاية الصحية بالتعاون مع السلطات الإيطالية. 

المقال التالي
الاستجابة للزلازل في تركيا وسوريا
تحديث حول مشروع 6 فبراير/شباط 2024