Skip to main content
Mobile clinic in the South Omo zone

إثيوبيا: أطباء بلا حدود تدعو إلى استئناف توزيع المساعدات الغذائية فورًا

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • تشهد فرق أطباء بلا حدود الطبية ارتفاعًا مقلقًا في معدلات الإصابة بسوء التغذية الحاد في إثيوبيا
  • في منطقة غامبيلا، تضاعف عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين تعالجهم فرقنا من سوء التغذية الحاد عن أرقام 2022
  • في المنطقة الصومالية في إثيوبيا يتواجد العدد الأكبر من الأطفال دون سن الخامسة من المصابين بسوء التغذية الحاد

أديس أبابا – مع تجاوز معدلات سوء التغذية مستويات طارئة في مناطق متعددة من إثيوبيا، تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى استئناف توزيع المساعدات الغذائية بشكل فوري بعد تعليقه في البلاد في مطلع يونيو/حزيران 2023.

يعتمد أكثر من 20 مليون شخص في إثيوبيا على المساعدات الغذائية بشكل كبير، لا سيما النازحون واللاجئون منهم.

وتشمل الفئات الأكثر عرضة للخطر النساء الحوامل، والأمهات اللواتي أنجبن حديثًا، والأطفال دون سن الخامسة، والأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري.

في هذا الصدد، توضح مديرة أنشطة أطباء بلا حدود في إثيوبيا، كارا بروكس، "حتى قبل سريان قرار التعليق، كانت فرقنا الطبية تشهد ارتفاعًا مقلقًا في معدل سوء التغذية الحاد الذي تجاوز بكثير عتبة الطوارئ البالغة 15 في المئة والتي تحددها منظمة الصحة العالمية".

وتضيف، "يمثل تعليق التوزيع هذا تدهورًا مقلقًا، إذ جاء بعد فترة مطولة من التوزيع المتقطع وغير المنتظم للمساعدات الغذائية خلال فترة مأساوية على المستوى الإنساني في كافة أنحاء البلاد. فالسكان يعانون من أسوأ نوبة جفاف منذ أربعة عقود ويعانون من ضائقة اقتصادية وأعمال عنف متكررة".

وفي ظل ضيق نطاق حملات التلقيح، يزيد سوء التغذية من خطر الإصابة بأمراض معدية كالحصبة والكوليرا، فيما تتفشى الأمراض في عدة مناطق من إثيوبيا. سامرين حسين، المنسقة الطبية في أطباء بلا حدود

بحسب بيانات فريق أطباء بلا حدود بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان من هذا العام، والتي شملت ثمانية آلاف امرأة حامل وأم أنجبت حديثًا، واللواتي أجرين فحوصات في مرافق أطباء بلا حدود في شاير وشيرارو في تيغراي، فإن 72.5 في المئة منهن يعانين من سوء التغذية الحاد.

وتُعتبر الأمهات المصابات بسوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خلال الولادة وتزداد احتمالية أن يعاني أطفالهنّ من تبعات صحية سلبية.

إضافة إلى ذلك، أجرت فرق أطباء بلا حدود فحوصًا لمجموع 17,803 أطفال لم يتموا الخامسة من العمر في عيادة شاير وشيرارو، وتبينت إصابة 21.5 في المئة منهم بسوء التغذية الحاد متوسط الدرجة و6.5 في المئة بسوء التغذية الحاد شديد الدرجة والذي يعدّ مهددًا للحياة.

جاء قرار تعليق التوزيع على خلفية تحقيق في قضية نهب المساعدات الغذائية على نطاق واسع، والتي عُلّق توزيعها بدايةً في تيغراي فقط، قبل أن يُطبَّق القرار في جميع أنحاء البلد.

هذا وأُعلن عن التعليق بعد أشهر من توزيع متقطع وغير منتظم للمساعدات الغذائية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع معدلات سوء التغذية التي شهدتها مرافق أطباء بلا حدود.

تشهد المنطقة الصومالية في إثيوبيا العدد الأكبر من الأطفال تحت سن الخامسة من المصابين بسوء التغذية الحاد، كما يسجل التلقيح فيها المستويات الأدنى في البلاد، ما يعرّض المجتمعات المحلية لخطر تفشي الأمراض.

في المركز الصحي في مخيم كولي للاجئين في منطقة غامبيلا، تضاعف عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعالجهم فريق أطباء بلا حدود إثر معاناتهم من سوء التغذية الحاد. وفي عام 2023، استقبلت فرق أطباء بلا حدود ما معدله 86 طفلًا في الشهر مقارنة بمعدل 44 طفلًا خلال الفترة نفسها من عام 2022.

يواجه اللاجئون تحديات ملحوظة للحصول على ما يكفي من الطعام، فبسبب وضعهم كلاجئين في إثيوبيا، لا يستطيعون العمل ويعتمدون على المساعدات بشكل أساسي. وسبق أن واجهوا اقتطاعًا طال حصصهم الغذائية، إذ تم تخفيض الحصص الغذائية لمجموع 400 ألف شخص ينحدر من جنوب السودان في منطقة غامبيلا من 84 في المئة إلى 60 في المئة من الحد الأدنى الموصى به يوميًا، والذي يبلغ 2,100 سعرة حرارية.

نحن نشهد كيف يدفع نقص الغذاء بالمجتمعات الأكثر حاجة نحو آليات تكيف ضارة، كبيع ممتلكاتهم للحصول على طعام واللجوء إلى التسول وعمالة الأطفال. سامرين حسين، المنسقة الطبية في أطباء بلا حدود

وتوضح المنسقة الطبية في أطباء بلا حدود، سامرين حسين، "يتسبب تدني الاستهلاك الغذائي بتعريض الناس لخطر الإصابة بسوء التغذية ونقص المغذيات الدقيقة كفقر الدم، كما يضعّف جهازهم المناعي. وفي ظل ضيق نطاق حملات التلقيح، يزيد سوء التغذية من خطر الإصابة بأمراض معدية كالحصبة والكوليرا، فيما تتفشى الأمراض في عدة مناطق من إثيوبيا". 

وتردف قائلة، "نحن نشهد كيف يدفع نقص الغذاء بالمجتمعات الأكثر حاجة نحو آليات تكيف ضارة، كبيع ممتلكاتهم للحصول على طعام واللجوء إلى التسول وعمالة الأطفال. سيزداد الوضع سوءًا في ظل التعليق المطوّل لتوزيع المساعدات الغذائية".

تدعو أطباء بلا حدود جميع الأطراف المعنية إلى اتخاذ إجراءات فورية والاستجابة لاحتياجات المجتمعات الأكثر عرضة للخطر، وذلك من خلال التوزيع المستهدف للأغذية والإسراع في استئناف توزيع المساعدات الغذائية بشكل منتظم وكامل، مع تعزيز الإعلان عن مواعيد التوزيع ونقاطه.

في تيغراي بتاريخ 24 يونيو/حزيران 2021، قُتل زملاؤنا ماريا هيرنانديز ماتاس، وتيدروس جبريماريام جبريمايكل، ويوهانس هاليفوم رضا، بطريقة وحشية وبشكل متعمّد، رغم أنه كان واضحًا أنهم يعملون في المجال الإنساني. وبعد تواصل مكثف مع السلطات الإثيوبية، ما زلنا لا نملك أي إجابات ذات مصداقية على ما حدث لزملائنا في ذلك اليوم.

وستواصل منظمة أطباء بلا حدود الدعوة للمساءلة عن هذا الحادث باستخدام جميع الوسائل والسبل الممكنة، على أمل أن يساهم ذلك أيضًا في تحسين سلامة العاملين في المجال الإنساني في إثيوبيا.

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في إثيوبيا منذ 37 عامًا، حيث تقدم المساعدة الطبية للناس المتضررين من النزاعات أو الأوبئة أو الكوارث، أو الأشخاص الذين يعانون من محدودية الرعاية الصحية، بالتعاون مع السلطات الإثيوبية على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية.

ونقدم رعاية الكالازار منذ أكثر من 20 عامًا، بما في ذلك مشروع الكالازار ولدغات الأفاعي في عبد الرفيع بأمهرة، ومن خلال الاستجابات الطارئة. وتسترشد جميع أنشطتنا بالمبادئ الإنسانية المتمثلة بالإنسانية والاستقلالية والحياد وعدم التحيز.

المقال التالي
أفغانستان
تحديث حول مشروع 21 ديسمبر/كانون الاول 2023