
الكوليرا
تنتقل بكتيريا الكوليرا عن طريق الأغذية أو المياه الملوثة، أو من خلال ملامسة البراز أو القيء المتأتّي من الأشخاص المُصابين بالمرض. قد يفقد المريض ما يصل إلى 25 لتراً من السوائل يومياً، ويمكن أن تُسبّب الكوليرا إسهالاً شديداً وتقيؤًا، فتتحوّل بسرعة إلى مرض قاتل، في غضون ساعات، إذا لم يتمّ علاجها.
ومع ذلك، فإنّ علاج الكوليرا بسيط للغاية، يتحقّق عبر تعويض السوائل المفقودة من الجسم. إذ يستجيب معظم المرضى بشكل جيّد لأملاح الإماهة الفموية والتي يسهل على المرضى تناولها، كما ويُعطى المرضى السوائل عن طريق الوريد في الحالات الأكثر خطورة. لا ينبغي أن يموت أي شخص بسبب الكوليرا في ظلّ توفّر علاج، إلا أنّ المرض يحصد حياة أكثر من 100,000 شخصٍ سنويًا.
معلومات مهمة


يمكن أن ينتشر المرض بسرعة في المجتمعات المزدحمة وفي الظروف المعيشية المكتظة، عندما لا يمكن للأشخاص الوصول إلى المياه النّظيفة، ولا تتوفر عمليّة جمع النفايات أو المراحيض المناسبة. لذلك تمثّل الكوليرا خطراً جسيماً في أعقاب كارثة طبيعية أو أثناء الصّراعات المسلحة، بسبب نزوح السكان أو تدمير البنية التحتية أو نقص الخدمات العامّة. قد ينتشر المرض على وجه الخصوص خلال المواسم الممطرة عندما تتدفق مياه البيوت وما يفيض من المراحيض إضافة للمياه الملوّثة نحو بِركٍ راكدة.


يعتبر علاج الكوليرا بسيطاً في معظم الحالات، إذ يبدأ الأشخاص الذين يعانون من أشكال خفيفة إلى معتدلة من المرض بالتعافي من خلال العلاج بتعويض السّوائل التي فقدها الجسم، عبر تناول أملاح الإماهة الفموية. قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الجفاف الشّديد إلى الحصول على السوائل عن طريق الوريد ويتطلب ذلك الإقامة في المستشفى، فيتم إدخالهم إلى مركز علاج الكوليرا. يبلغ معدّل الوفيات بين المصابين الذين لا يتلقون العلاج حوالي 50 في المئة، أما بين المرضى الذين يتلقون الرعاية المناسبة، فلا يتجاوز ذلك المعدّل 2 في المئة.


تظهر بكتيريا الكوليرا في المناطق التي لا تتوفر فيها مياه الشرب النظيفة وتعاني من محدودية الوصول إلى خدمات الصرف الصحي، لذا فإن تزويد الناس بمياه الشرب النظيفة ومرافق الصّرف الصحي المناسبة أمر حيوي لمنع وكبح أي تفشٍ للمرض. تقوم فرق المياه والصّرف الصحي في منظمتنا بتزويد الأشخاص بأكياس لتنقية المياه، وشحن المياه النظيفة، وتركيب وإصلاح وتنظيف مرافق الصّرف الصحي مثل المراحيض في المناطق المتضرّرة. من الضروري أيضاً توعية الناس حول الممارسات الصّحية الجيدة، مثل غسل اليدين واستخدام المراحيض النظيفة واستخدام المياه الصّالحة للشرب وغسل الطعام، فذلك يحدّ من تفشي المرض.


في حين أثبتت اللقاحات الفموية فعاليتها في الوقاية من الكوليرا استجابةً لتفشي المرض، إلا أنّ الاستراتيجيات الحالية القائمة على إعطاء جرعتين من اللقاح للشخص الواحد تمثّل تحديًا لوجستياً في حالات الطوارئ. يمكن استبدال ذلك باستراتيجية لقاح الكوليرا الفموي ذي الجرعة الواحدة والذي أثبتت التجارب السّابقة والأدلة العلميّة أنها آمنة وسهلة التطبيق، ويمكنها أن تمنع أو تحدّ من انتشار البكتيريا عندما يتحوّل التفشي إلى وباء.


إنّ الاستجابة السريعة أمر حيوي لاحتواء انتشار وباء الكوليرا. من بين الإجراءات التي يمكن أن تساعد في الحدّ من مدى انتشار الوباء والتّقليص من عدد الأشخاص الذين يصابون بالمرض أو يموتون جرّاءه: تنفيذ أنشطة التوعية الصحية، تثقيف الناس حول كيفية المساعدة على الحد من الانتشار، بالإضافة إلى تنفيذ برامج المياه والصرف الصحي، وإنشاء مراكز العلاج مع التحصين في إطار الاستجابة الطارئة.


صمّمت منظمة أطباء بلا حدود مركز علاج الكوليرا ما شكّل مساهمة هامّة في الاستجابة لتفشي الكوليرا. يتم إنشاء مركز علاج الكوليرا خارج المستشفى الرئيسي لمنع انتشار المرض، حيث يكون مستقلاًّ تماماً. أما في الأماكن المفتوحة حيث يعيش السكان، يجب أن يكون المركز أقرب ما يمكن من السّكان المتضرّرين. يمكن جعل الرّعاية غير مركزية بحيث يتم إنشاء مراكز صغيرة الحجم ومعروفة باسم وحدات معالجة الكوليرا ونقاط توفير محلول الإماهة الفموي، تنفذها وتدعمها قبل فرق متنقلة.

الكوليرا لا يزال يفاقم من معاناة اليمنيين

الوضع في موزمبيق يتحول من حالة الطوارئ إلى التعافي

موزمبيق تعلن ظهور حالات الكوليرا في أعقاب إعصار إيداي

أطباء بلا حدود تشهد ارتفاعاً خطيراً في عدد المصابين بالكوليرا

آخر تطورات إعصار إيداي

من الكوليرا إلى مرض الخناق، تهديد جديد أمام النظام الصحي المنهار في اليمن

تزامنا مع انخفاض عدد الإصابات، أطباء بلا حدود تخفض استجابتها للكوليرا

النزوح المستمر هو الواقع الجديد بالنسبة للكثيرين على الجبهة الشمالية
