Skip to main content
Doctors on Rails - MSF Medicalised train in Ukraine

بيانات المرضى ورواياتهم تكشف عن هجمات عشوائية متسقة ضد المدنيين في أوكرانيا

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • تشهد فرق أطباء بلا حدود في أوكرانيا تداعيات الهجمات العشوائية ضد المدنيين الذين علقوا وسط الحرب.
  • يشكّل كبار السن والأطفال أكثر من 40 في المئة من جرحى الحرب الذين نقلوا على متن قطار الإحالة الطبي التابع لأطباء بلا حدود من المناطق المتأثرة بالحرب في أوكرانيا.
  • أفاد المرضى بأنهم قد تعرضوا لإطلاق النار بينما كانوا يحاولون الفرار من القصف العشوائي على المناطق السكنية.
  • تدعو أطباء بلا حدود جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي والتقيد بالتزاماتها بحماية المدنيين.

لفيف/بروكسل – تكشف البيانات الطبية وشهادات المرضى الذين تم إجلاؤهم على متن قطار الإحالة الطبي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود أن الحرب في أوكرانيا تُنَفَّذ في ظل غياب صارخ للاهتمام بتمييز المدنيين وحمايتهم. فقد شكّل كبار السن والأطفال الذين أصيبوا بجروح ناجمة عن انفجارات وبترت أطرافهم نتيجة إصابات بالغة وأصيبوا بجروح شظايا وطلقات نارية أكثر من 40 في المئة من جرحى الحرب على متن القطار. ويشير هذا إلى عدم احترام حماية المدنيين وهو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، وفقًا لما أفادت به أطباء بلا حدود.

وفي الفترة الممتدة من 31 مارس/آذار إلى 6 يونيو/حزيران، قامت منظمة أطباء بلا حدود بإجلاء طبي لـ 653 مريضًا على متن القطار من مناطق متأثرة بالحرب في شرق أوكرانيا إلى مستشفيات واقعة في أجزاء البلاد التي تعدّ أكثر أمانًا. وخلال الرحلة الممتدة من 20 إلى 30 ساعة، راقب الممرضون والأطباء المرضى وقدموا لهم الرعاية بهدف الحفاظ على استقرار حالاتهم. وقد أخبر العديد من الأشخاص فرق أطباء بلا حدود عن الأحداث المروعة التي مروا بها

بين 31 مارس/آذار و6 يونيو/حزيران، نقلنا على متن القطار الطبي التابع لأطباء بلا حدود:

وفي هذا الصدد، يقول منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، كريستوفر ستوكس، "تظهر جروح مرضانا والقصص التي يروونها بلا شك المستوى المروع للمعاناة من العنف العشوائي لهذه الحرب. فقد أصيب العديد من المرضى الذين نُقلوا على متن قطار منظمة أطباء بلا حدود من جراء الضربات العسكرية التي ضربت مناطق سكنية مدنية. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع أن نؤكد على وجه التحديد نية استهداف المدنيين، فإن قرار استخدام الأسلحة الثقيلة بشكل كلي في مناطق مكتظة بالسكان يعني أنه لا مفر من إصابة المدنيين ومقتلهم، وعليه لا يمكن التعذر بعدم معرفة الأمر مسبقًا".

ومن بين ما رواه المرضى، ظهرت العديد من النقاط والجوانب المتسقة والمروعة:

  • تعرض المدنيون لإطلاق النار أثناء إجلائهم أو هُوجِموا أثناء محاولتهم مغادرة مناطق الحرب؛
  • أدى القصف الجوي والمدفعي العشوائي إلى قتل أشخاص يعيشون في مناطق سكنية وتشويهم؛ 
  • تعرض كبار السن لمعاملة وحشية وهُوجِموا بشكل مباشر، وتغاضت القوات المهاجمة كليًا عن وضعهم الهش بشكل خاص؛ و
  • تعتبر أنواع الجروح في الغالب واسعة شاملة ومروعة ويبدو أنها تصيب الجميع وبشكل عشوائي سواء أكانوا ذكورًا أو إناثًا، صغارًا أو كبارًا.

ويعدّ معظم الأشخاص الذين تمت إحالتهم على متن القطار إما مرضى يتلقّون العلاج في المستشفيات منذ مدة طويلة أو جرحى حرب جدد يحتاجون إلى رعاية ما بعد الجراحة إثر التعرض لإصابات بالغة. ومن بين أكثر من 600 مريض نُقلوا وتلقوا الرعاية على متن القطار الطبي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود على مدى شهرين، كان 355 منهم قد أصيبوا كنتيجة مباشرة للحرب. وقد عانت الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى من إصابات ناجمة عن الانفجارات. كما تجدر الإشارة إلى أن 11 في المئة من مرضى إصابات الحرب كانوا دون الـ 18 من العمر بينما تجاوز 30 في المئة منهم سن الـ 60. 

وتقول امرأة تبلغ من العمر 92 عامًا من ليمان الواقعة في منطقة دونيتسك، "كنت متجهةً إلى المرحاض عندما وقع انفجار. فقدت وعيي وسقطت. وبمجرد أن استعدت وعيي، كان وجهي مغطىً بدم جاف. كان لدي كسر مفتوح في الذراع ولا بد أن أنفي قد كُسر أيضًا عندما سقطت. كنت وحيدةً و أتألم وأصرخ طلبًا للمساعدة ولكن لم يسمعني أحد. وفي وقت لاحق، عثر عليّ أحد المتطوعين وقضى يومين في محاولة لاستدعاء سيارة إسعاف كي تنقلني إلى المستشفى".

وقد نجمت 73 في المئة من إصابات الحرب عن جروح الانفجارات بينما نجمت 20 في المئة منها عن الشظايا أو الأعيرة النارية، وما تبقّى كان نتيجة حوادث عنف أخرى. ويشار إلى أنّ أكثر من 10 في المئة من مرضى إصابات الحرب قد فقدوا طرفاً أو أكثر، ويبلغ عمر أصغر هؤلاء المصابين ست سنوات فقط.

نظرة عامة عن أسباب إصابات الحرب بين المرضى الذين نُقلوا على متن القطار الطبي التابع لأطباء بلا حدود خلال الفترة الممتدة من 31 مارس/آذار إلى 6 يونيو/حزيران 2022

قطار الإحالة الطبي في أوكرانيا

وفي هذا السياق، يروي مرضى أطباء بلا حدود ومرافقوهم على متن القطار قصصًا لا يمكن تصورها عن أطفال ورجال ونساء علِقوا وسط النزاع وقُصفوا في الملاجئ وهوجموا أثناء عمليات الإجلاء وأصيبوا بجروح خطيرة جراء انفجارات أو قنابل أو طلقات نارية أو ألغام وشظايا.

وأفاد بعض المرضى بأنهم أصيبوا في منازلهم، في حين تعرض آخرون لنيران الأسلحة الثقيلة أثناء محاولتهم السفر إلى مناطق أكثر أمانًا. وأشار معظم المرضى الذين تحدثنا إليهم حيال تحديد الجهة المسؤولة عن إصاباتهم إلى القوات العسكرية الروسية والمدعومة من روسيا. 

قطار الإحالة الطبي في أوكرانيا
تراقب ممرضة تعمل في أطباء بلا حدود، أنستازيا برودنيكوفا، حالة مريض أصيب جراء الحرب داخل وحدة المرضى المقيمين على متن القطار الطبي أثناء رحلة انطلقت من بوكروفسك الواقعة في شرق أوكرانيا. أوكرانيا، في مايو/أيار 2022.
Andrii Ovod

ويقول رئيس منظمة أطباء بلا حدود، الدكتور برتراند دراغيز، "كما هو الحال في جميع النزاعات، تدعو منظمة أطباء بلا حدود جميع الجماعات المسلحة إلى احترام القانون الإنساني الدولي والتقيد بالتزاماتها بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، والسماح للناس بالفرار إلى بر الأمان، والسماح بالإجلاء الآمن وفي الوقت اللازم للمرضى والجرحى. وبالإضافة إلى ذلك، ندعو إلى توفير ممر لوصول المساعدات الإنسانية كي نتمكن من تقديم المساعدة للناس أينما كانوا".

 ويضيف، "نرى هجمات عشوائية على المدنيين في أوكرانيا بأدنى تقدير. لذلك فإن نداءنا عاجل بشكل خاص".

أطباء بلا حدود في أوكرانيا
عملت منظمة أطباء بلا حدود لأول مرة في أوكرانيا في عام 1999. ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، قمنا بتوسيع نطاق أنشطتنا وإعادة توجيهها بشكل كبير للاستجابة للاحتياجات التي خلّفتها الحرب في أوكرانيا. ويشمل ذلك قطار الإحالة الطبي الذي يستقبل المرضى من المستشفيات القريبة من الخطوط الأمامية في شرق البلاد التي تتلقى أو تستعد لتلقي تدفقات الجرحى الجدد، وينقلهم إلى المستشفيات في غرب البلاد، حيث يمكنهم مواصلة علاجهم. ويُسَيَّر القطار الطبي بالتعاون مع وزارة الصحة الأوكرانية والسكك الحديدية الوطنية.

وفي الفترة الممتدة من 31 مارس/آذار إلى 6 يونيو/حزيران، قامت نقلت منظمة أطباء بلا حدود 653 مريضًا على متن القطار وقدّمت لهم الرعاية. أما في شرق البلاد وجنوبها، فتدير منظمة أطباء بلا حدود أيضًا شبكة إحالة باستخدام سيارات الإسعاف. وبينما تقدّم أطباء بلا حدود المساعدة الطبية في المناطق المتضررة من القتال العنيف في شرق أوكرانيا وجنوبها وعلى متن قطار الإحالة، فإنه لا يمكننا الوصول مباشرة إلى الأماكن التي يأتي منها معظم مرضانا حيث يعدّ القتال أكثر وحشية.

كما تقدم أطباء بلا حدود المساعدة الطبية والإنسانية للنازحين إلى مناطق أخرى في أوكرانيا، ويشمل ذلك توفير الرعاية النفسية وعلاج الناجين من العنف الجنسي وتسيير العيادات المتنقلة والتبرع بالإمدادات الطبية وغيرها من الإمدادات إلى المستشفيات. كما تقدم الفرق الجراحية المساعدة في المستشفيات الواقعة في شرق البلاد وجنوبها، حيث توفر أطباء بلا حدود الإحالات بين المستشفيات باستخدام سيارات الإسعاف. وتقدم فرقنا كذلك المساعدة الإنسانية للأوكرانيين في الدول المجاورة وهي بيلاروسيا وبولندا وروسيا وسلوفاكيا.

المقال التالي
أوكرانيا
تحديث حول مشروع 14 ديسمبر/كانون الاول 2022