Skip to main content
Laylan camp: trucks for belongings

أطبّاء بلا حدود تُحذر من عواقب إنسانية وخيمة في حال إغلاق مخيم ليلان للنازحين

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • بدأت الاستعدادات لإغلاق مخيم ليلان في محافظة كركوك وإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية
  • أعرب سكان المخيم عن مخاوفهم من العودة القسرية في ظلّ انعدام الأمن في قراهم
  • تحث منظمة أطباء بلا حدود السلطات العراقية على إعادة النظر في قرار إغلاق مخيم ليلان للتأكد من أن عمليات العودة المستقبلية تتم على نحو طوعي وآمن

أمستردام/العراق - في وقت مبكر من صباح أمس، وصلت حافلات إلى مخيم ليلان بمحافظة كركوك استعداداً لنقل النازحين العراقيين من المُخيم الى مناطقهم الأصلية، وقد شارك سكان المخيم مخاوفهم من إعادتهم قسراً إلى مناطقهم الأصلية مع فرق أطباء بلا حدود التي تقدم الرعاية الصحية في المُخيم. وتعرب منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها العميق بشأن العواقب الإنسانية التي ستُحدثها عمليات إغلاق المخيمات المُسرَّعة على النازحين المُستضعفين الذين يقطنون المخيمات دون تقديم حلول آمنة ومستدامة.
  
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، أُعيد حوالي 25,000 من النازحين الذين كانوا يستقرون في مُخيمات النزوح الرسمية إلى مناطق سُكناهم الأصلية وذلك بعد مباشرة الحكومة العراقية بعملية إغلاق المخيمات. في حين أن العديد من النازحين يعتبرون تمكنهم من العودة لديارهم حلماً قد تحقق، إلا أنَّ البعض الآخر منهم يرى الأمر كابوساً بسبب انعدام الأمن ونقص المأوى والخدمات في مناطقهم الأصلية.

وصف لنا سكان مخيم ليلان، ومن بينهم المرضى الذين يُراجعون عيادتنا، بالتفصيل سبب خوفهم من العودة إلى قراهم وبلداتهم. تقول امرأة من سكان المخيم: "حتى لو أرادوا إغلاق المخيم فلا ينبغي أن يرسلونا إلى مناطقنا الأصلية الآن. عليهم توفير الأمان لنا. فبسبب العديد من القضايا القبلية وانعدام الأمن، لا يستطيع الكثير من الناس العودة إلى قُراهم".

حتى لو أرادوا إغلاق المخيم فلا ينبغي أن يرسلونا إلى مناطقنا الأصلية الآن. عليهم توفير الأمان لنا. فبسبب العديد من القضايا القبلية وانعدام الأمن، لا يستطيع الكثير من الناس العودة إلى قُراهم. نازحة إلى مخيم ليلان في محافظة كركوك العراقية

يواجه النازحون في بعض الحالات أعمال عنف واعتقال محتمل في مناطقهم الأصلية في حال وجود اشتباه بوجود صلة لدى بعضهم بجماعة الدولة الاسلامية. إن حالات الوصم في العراق ضد أي شخص يُشتبه بصلته بجماعة الدولة الاسلامية يجعل بعض العائلات تخشى بشدة على سلامتها. وتضيف المرأة قائلة: "عندما عاد بعض جيراني إلى منطقتهم، تعرضوا للاعتداء اللفظي واضطروا للاختباء من سُكان منطقتهم حيث كانوا يخشون أن يتعرضوا للأذى من قبل السكان".
 
يعيش أكثر من 7000 شخص في مخيم ليلان، ويشكل النساء والأطفال غالبية السكان. تم إنشاء المخيم في عام 2014 بعد إندلاع  النزاعات في مناطق عديدة من العراق مثل الحويجة وصلاح الدين، مما  أجبر العديد على الفرار وترك منازلهم. أبلغَنا العديد من النازحين أنه ليس لديهم ما يعودون إليه.

وتقول امرأة نازحة أخرى تعيش أيضاً في مخيم ليلان: "لقد دُمِّر منزلنا. لدينا أطفال صغار ولا نعرف ماذا سنفعل بهم إذا تم إجبارنا على العودة. كما أنَّ الطقس يُصبح أكثر برودة يوماً بعد يوم. ليس لدينا ما يكفي من الدخل لاستئجار منزل والبقاء بسلامة ودفء. مخيم ليلان آمن لنا ولدينا ماء وكهرباء. إذا تم إخراجنا من هُنا فلن يكون لدينا ماء ولا كهرباء. كيف يمكننا تدبر حياتنا اليومية بدون هذه الخدمات؟".

إغلاق مخيم ليلان وإجبار النازحين على العودة إلى مناطقهم غير الآمنة

كما أن الكثير من سكان المخيم يعتمدون على خدمات الرعاية الصحية المُقدمة داخل المخيم، بينما يُعتبر حصول النازحين على الرعاية الصحية خارج المخيم محدوداً.

يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في العراق جول بادشاه: "تُعالج منظمة أطباء بلا حدود 300 مريض يعانون من أمراض مزمنة في المخيم وهؤلاء المرضى يحتاجون إلى علاج ورعاية مدى الحياة دون انقطاع. في العادة نقوم نحن بتزويد المُغادرين بكمية أدوية تكفيهم لمدة ثلاثة أشهر بعد مغادرتهم المخيم، وذلك لضمان عدم انقطاعهم عن العلاج لحين وصولهم إلى خدمات الرعاية الصحية من جديد في مناطق عودتهم. لكن مع هذا الإغلاق السريع، لا يوجد لدينا ما يكفي من الوقت لتزويد المرضى بالأدوية الكافية لتغطية تلك الفترة ولإعداد الملفات الطبية اللازمة لهم للتسجيل في برنامج آخر للأمراض المزمنة في مناطق عودتهم".
 
وتعتبر جائحة كوفيد-19 مصدر قلق آخر بالنسبة لفريق أطباء بلا حدود. وبهذا الخصوص يُضيف بادشاه قائلاً: "نشعر بالقلق حيال مغادرة المرضى للمخيم وسط انتشار جائحة كوفيد-19. حيث توجد ثماني حالات مؤكد إصابتها بكوفيد-19 في منطقة العزل بالمخيم. وليس من الواضح كيف سيتم نقل المرضى ومدى سرعة حصول الناس على الرعاية الطبية".

تحث منظمة أطباء بلا حدود السلطات العراقية على إعادة النظر في قرار الإغلاق الوشيك لمخيم ليلان للتأكد من أن عمليات العودة المستقبلية تتم بطريقة أكثر شفافية وعلى نحو طوعي وآمن ويحفظ الكرامة.

تعمل منظمة أطباء بلا حدود حالياً في محافظات بغداد ونينوى وكركوك. تقدم فرقنا الرعاية الصحية الأولية والمتخصصة، وخدمات للحوامل والأمهات الجدد، وعلاج الأمراض المزمنة، والجراحة وإعادة التأهيل لجرحى الحرب، ودعم الصحة النفسية وأنشطة التثقيف الصحي. كما دعمنا المرافق الصحية المحلية في محافظات النجف وذي قار جنوبي العراق في الأشهر الماضية بتدريبات التأهب لحوادث الإصابات الجماعية. في عام 2019، قدمت أطباء بلا حدود أكثر من 45,000 استشارة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، بالإضافة إلى أكثر من 34,000 استشارة للأمومة والصحة الإنجابية.

المقال التالي
مرض الكورونا كوفيد-19
مقال رأي 1 أبريل/نيسان 2021