Skip to main content
Respirator Masks

حاجة ماسّة إلى تآزر الدول الأوروبية لحماية الطواقم الطبية من خطر الإصابة بفيروس كورونا

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • مع التزايد السريع لعدد المصابين بفيروس كوفيد-19 في أوروبا التي أصبحت بؤرة تفشي الوباء، تواجه طواقم الرعاية الصحية نقصاً كبيراً في معدات الوقاية الشخصية
  • تتعرّض حياة العاملين الصحيين لخطر الإصابة بفيروس كوفيد-19 ما يزيد من الضغط على النظام الصحيّ واستجابة مكافحة تفشي الفيروس
  • تحثّ منظّمة أطباء بلا حدود على المزيد من التعاضد والتآزر بين الدول الأعضاء الأوروبية، عبر تشارك الإمدادات الطبية اللازمة لمكافحة الفيروس ورعاية المرضى

بروكسل - مع التزايد السريع لعدد المصابين بفيروس كوفيد-19 في العديد من البلدان الأوروبية، تُعتبر أوروبا اليوم بؤرة لتفشي الفيروس المسبّب لمرض كوفيد-19. وبالتالي، تحثّ منظّمة أطباء بلا حدود الدول الأعضاء الأوروبية على توسيع إطار التضامن بما يتخطّى حدودها الوطنية، بحيث ينبغي توفير الإمدادات الطبية بصورة عاجلة للمناطق بأمسّ الحاجة إليها. وتشمل هذه الإمدادات معدّات الوقاية الشخصية، بدءًا من قناع حماية الوجه (الكمامة)، وذلك من أجل حماية طواقم الرعاية الصحية.

في إيطاليا، بدأت أطباء بلا حدود العمل الأسبوع الفائت في أربعة مستشفيات تقع في المنطقة التي تُعتبر مركز تفشي المرض في البلاد. ولاحظت فرقنا نقصًا متزايدًا في معدّات الوقاية الشخصية، ما يعرّض حياة العاملين الصحيين للخطر ويؤدّي إلى تفاقم حالة الانتشار ويعرقل استمرار عملية إنقاذ حياة الناس.

فقد أصيب حوالي 1,700 عامل صحي بمرض كوفيد-19 في إيطاليا، ما يشكّل ثمانية في المئة من إجمالي الحالات، وذلك في إطار سعيهم الدؤوب لمعالجة الأعداد المتزايدة من المرضى المصابين بمضاعفات شديدة والذين يحتاجون المكوث في المستشفى لوقت طويل ويتطلّبون عناية مركّزة ومتخصّصة.

في حال عدم تدفّق الكميات اللازمة من معدّات الوقاية الضرورية، سيُصاب المزيد من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالفيروس، ما سيؤدّي إلى انخفاض إمكانية تقديم الرعاية اللازمة للمرضى، وارتفاع عدد الإصابات، وبالتالي إضعاف قوة الاستجابة لمكافحة المرض. د كلاوديا لوديساني، رئيسة أطباء بلا حدود في إيطاليا

وفي هذا الإطار، تقول رئيسة أطباء بلا حدود في إيطاليا والتي تنسق حالياً استجابة المنظمة لتفشي مرض كوفيد-19 في البلاد، الدكتورة كلاوديا لوديساني، "حتّى في المستشفيات الأوروبية المجهّزة على المستوى العالي، يُصاب الطاقم الطبي بالانهماك، بحيث يستقبل ما يصل إلى 80 سيارة إسعاف يوميًا، ويعاني نقصًا هائلًا في معدّات الوقاية، ما يعرّضه لخطر كبير. ويضطر بعض الأطباء إلى ارتداء الكمامة نفسها لمدة 12 ساعة".

وتردف قائلةً، "نتلقّى يوميًا نداءات جديدة لتقديم المساعدة وتوفير المزيد من الطواقم والإمدادات الطبية. وفي حال عدم تدفّق الكميات اللازمة من معدّات الوقاية الضرورية، سيُصاب المزيد من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالفيروس، ما سيؤدّي إلى انخفاض إمكانية تقديم الرعاية اللازمة للمرضى، وارتفاع عدد الإصابات، وبالتالي إضعاف قوة الاستجابة لمكافحة المرض".

وفي هذه المرحلة من الأزمة، لا يستطيع أي بلد أن يتأقلم مع الوضع وأن يوفّر الإمدادات اللازمة بمفرده. لذلك، على الدول الأعضاء الأوروبية المسارعة إلى تنفيذ آليات التضامن التي وضعها الاتحاد الأوروبي وتَشارُك الموارد لمكافحة الجائحة في أكثر المناطق المتضرّرة منها.

وقال منسّق فريق عمل أطباء بلا حدود المعني بمكافحة مرض كوفيد-19 في بروكسل، بريس دو لو فين، " إنّ إيطاليا هي اليوم البلد الأكثر حاجة إلى المعدّات الطبية لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية. ولكن قد تواجه دول أخرى الحالة نفسها في الأسابيع القادمة. لذلك، على الحكومات الأوروبية زيادة مستوى الإنتاج والتأكّد من توفّر إمكانية شحن الإمدادات بسهولة إلى بؤر تفشي المرض".

ويضيف قائلًا، "في الوقت الحالي، إنّ إغلاق الحدود قد يحول دون تدفّق الموارد وطواقم العمل إلى المناطق الأكثر تضررًا".

على الحكومات الأوروبية زيادة مستوى الإنتاج والتأكّد من توفّر إمكانية شحن الإمدادات بسهولة إلى بؤر تفشي المرض... لا يتوقف هذا الفيروس عند أي حدود، وعلى ذلك يجب توسيع نطاق التعاون بطريقة عابرة للحدود أيضًا. بريس دو لو فين، منسّق فريق أطباء بلا حدود لمكافحة كوفيد-19

وتحثّ أطباء بلا حدود على تعزيز التعاون بين الدول تفاديًا لتخزين الإمدادات، بحيث يجب تقديم المساعدة للبلدان الأخرى من أجل حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية والذين يشكّلون خطّ الاستجابة الأول ضدّ الفيروس.

ويقول لو فين في هذا الإطار، "لا يتوقف هذا الفيروس عند أي حدود، وعلى ذلك يجب توسيع نطاق التعاون بطريقة عابرة للحدود أيضًا. إنّ مرض كوفيد-19 لا ينفكّ ينتشر، وستواجه كلّ البلدان التحديات نفسها إلّا إذا انصّبت الجهود كلّها في سبيل معالجة الجائحة في بؤر تفشي المرض".

وبالإضافة إلى ضرورة دعم المستشفيات وتأمين الرعاية الفردية للمرضى، يجب إيلاء الأهمية القصوى لتعزيز التدابير الصحية العامة التي أثبتت قدرتها على السيطرة على حالات تفشي الأمراض المعدية الأخرى. ويشمل ذلك إجراء الفحص الممنهج للكشف عن الحالات المرضيّة غير المسجّلة، وتتبّع مخالطي المصابين، وإجراء الفحوصات، وعزل المرضى، وعزل الأشخاص المعرّضين بشكل كبير للإصابة، والتعبئة العامة لتفادي انتقال العدوى، وتصنيف المرضى في المستشفى بشكل دقيق بين المصابين بأعراض خفيفة والمصابين بأعراض شديدة.

أمّا على المستوى الفردي، فيجب اتّباع تدابير النظافة الرئيسية والالتزام بحفظ المسافة اللازمة  بين الأشخاص وذلك للمساهمة في الحدّ من انتشار العدوى وتجنّب اكتظاظ المستشفيات والحفاظ على إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية.

وتُعتبر كلّ هذه التدابير ضرورية للسيطرة على الوباء وتقليص عدد الخسائر في صفوف مرضى المصابين بكوفيد-19 كما في صفوف المرضى الآخرين الذين يحتاجون الرعاية الصحية.

المقال التالي
مرض الكورونا كوفيد-19
بيان صحفي 2 أبريل/نيسان 2020