Skip to main content
Refugees in Athens

اللاجئون الأكثر حاجة يُطردون من أماكن إقامتهم فيفترشون العراء

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • يتزايد عدد مرضى أطباء بلا حدود ذوي الحالات الصحية أو النفسية الشديدة الذين تم تهديدهم بالطرد أو طُردوا من أماكن إقامتهم في اليونان
  • على الرغم من تلقي الحكومة اليونانية تمويلاً من الاتحاد الأوروبي لتوسيع برامج الإيواء في البرّ الرئيسي، إلا أنها بدأت بطرد أكثر من 11 ألف لاجئ للتخفيف من اكتظاظ المخيمات في الجزر اليونانية
  • إنّ إلقاء الأشخاص الأكثر حاجة في الشوارع لمواجهة مصيرهم، خصوصاً في خضم جائحة كوفيد-19، أمرٌ لا إنسانيّ وغير مقبول
  • تدعو منظّمة أطباء بلا حدود الحكومة اليونانية إلى تعليق عمليات طرد الأشخاص الأكثر حاجة (وهم نساء حوامل وناجون من العنف الجنسي والتعذيب وكبار السن ومصابون بأمراض مزمنة) وإيجاد حلول لإيوائهم فورًا

أثينا – صرّحت منظّمة أطباء بلا حدود عن تزايد أعداد اللاجئين المهدّدين بالتعرّض للطرد من أماكن إقامتهم في اليونان والحرمان من المساعدات النقدية والعيش في الشوارع من دون إمكانية الحصول على المأوى أو الحماية أو الرعاية الصحية المناسبة، علمًا أنّهم يعانون ظروف صحية ونفسية قاسية.

ففي إطار البحث عن حل سريع للتخفيف من اكتظاظ المخيمات في الجزر اليونانية، بدأت الحكومة اليونانية بطرد أكثر من 11 ألف مستفيدٍ من الحماية الدولية - كثيرٌ منهم في أمس الحاجة إلى المساعدة - من أماكن الإيواء المدعومة في البلاد.

ومن هنا، تدعو منظّمة أطباء بلا حدود الحكومة اليونانية إلى تعليق عمليات طرد الأشخاص الأكثر حاجة، بمن فيهم الناجين من العنف الجنسي والتعذيب وسوء المعاملة وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، وإيجاد حلول لإيوائهم فورًا في مكان آخر وتوسيع القدرة الاستيعابية لبرامج الإيواء القائمة حاليًا.

في خضم جائحة عالمية، يتعيّن على الحكومات حماية الناس المعرّضين لخطر الإصابة بأعراض حرجة من جراء مرض كوفيد-19 عوضًا عن الإلقاء بهم في الشوارع. مارين بيرثيت، المنسّقة الطبية في أطباء بلا حدود في اليونان

وتقول المنسّقة الطبية في أطباء بلا حدود في اليونان مارين بيرثيت، "يتعرّض مرضى يعانون من حالات طبية خطيرة للطرد، وتنام نساء في مراحل متقدّمة من الحمل في ساحة فيكتوريا في وسط أثينا". 

وتُتابع، "في خضم جائحة عالمية، يتعيّن على الحكومات حماية الناس المعرّضين لخطر الإصابة بأعراض حرجة من جراء مرض كوفيد-19 عوضًا عن الإلقاء بهم في الشوارع وتركهم من دون حماية أو مأوى أو إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الأساسية".

تجدر الإشارة إلى أنه في شهر يونيو/حزيران، توفيت مريضة من مرضى منظّمة أطباء بلا حدود كانت في أمس الحاجة إلى الدعم، وذلك متأثرةً بسكتة قلبية بعد فترة وجيزة من تعرّضها للتهديد بالطرد ومغادرتها لمكان إقامتها على إثر ذلك.

ووفقًا لبيرثيت، "كانت مريضتنا التي توفيت مصابةً بالشلل وتعاني من حالات طبية خطيرة متعددة، تشمل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك، تعرّضت للتهديد بالطرد في مناسبات عدة. في ظل الخوف من فقدان منزلها، نقلتها عائلتها إلى مخيم شيستو، حيث كان ابنها يقيم في مستوعب مع 12 شخصًا آخر؛ ولكنها أُصيبت بعد يومين بسكتة قلبية وفارقت الحياة".

وواجه ما لا يقل عن 30 مريضًا آخر من مرضى أطباء بلا حدود يعانون من حالات طبية خطيرة إما الطرد أو إخطار بالطرد، وها هم الآن أمام احتمال أن يُضحوا بلا مأوى وأن يُحرموا من المساعدات النقدية.

وتُردف بيرثيت قائلةً، "حادثة المرأة التي ماتت هي مجرد غيض من فيض. تعالج المنظّمة مرضى يعانون من السرطان، وأشخاصًا ناجين من التعذيب، وأمهات عازبات مصابات بأمراض مزمنة، ونساء حوامل، ويُطلب من جميعهم الآن النوم في العراء من دون تلقي أي دعم".

تعالج المنظّمة مرضى يعانون من السرطان، وأشخاصًا ناجين من التعذيب، وأمهات عازبات مصابات بأمراض مزمنة، ونساء حوامل، ويُطلب من جميعهم الآن النوم في العراء من دون تلقي أي دعم. مارين بيرثيت، المنسّقة الطبية في أطباء بلا حدود في اليونان

زد على ذلك، تم إخراج ممتلكات العديد من مرضى منظّمة أطباء بلا حدود الذين يعانون من أمراض مزمنة خطيرة من أماكن إقامتهم وقيل لهم إن عليهم المغادرة من دون أي إشارة إلى المكان الذي يجب أن يتوجّهوا إليه. وتم أيضًا إبلاغ عشرات المرضى الآخرين بضرورة المغادرة، بينما تم إيقاف مساعدتهم النقدية، على الرغم من وضعهم الصعب.

في هذه الأثناء، تغصّ ساحات مدينة أثينا باللاجئين الأكثر حاجة، من الأطفال والنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة والأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة شديدة والناجين من التعذيب والعنف الجنسي.

في شهر يونيو/حزيران من هذا العام، تعهدت وزارة الهجرة واللجوء اليونانية بخفض الإنفاق على برنامج الإيواء لطالبي اللجوء بنسبة تصل إلى 30 بالمئة. ومن جهة أخرى، كانت الحكومة اليونانية قد حصلت في فبراير/شباط على تمويل من الاتحاد الأوروبي لتوسيع نطاق مخطط الإيواء في البر الرئيسي. ومع ذلك، لم يتم حتى الآن توفير أماكن إيواء إضافية.

في هذا السياق، ومن أجل توفير الدعم لمئات اللاجئين الذين يفترشون العراء في ساحة فيكتوريا في أثينا، تُحيل منظّمة أطباء بلا حدود من هم في أمس الحاجة إلى الرعاية الطبية إلى مركز الرعاية النهارية في أثينا. ومع ذلك، لا يتم تغطية الاحتياجات الأساسية للاجئين.

تدعو منظّمة أطباء بلا حدود بشكل عاجل الحكومة اليونانية والاتحاد الأوروبي وجميع المنظمات التي تتولى توفير المأوى لإيجاد حلول إيواء فورية لجميع اللاجئين الذين ينامون حاليًا في شوارع أثينا، ووقف عمليات طرد اللاجئين حتى يتم رفع جميع الحواجز الإدارية التي تقف أمام اندماج هؤلاء وحصولهم على الرعاية الصحية.

المقال التالي
الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط
بيان صحفي 20 سبتمبر/أيلول 2020