ومع أن منطقة أقصى الشمال والمناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية شهدت خروج موجات جديدة من النازحين خلال العام، إلا أننا اضطررنا إلى تقليص أنشطتنا حين سُجن أربعة من أفراد طاقمنا وواجهوا اتهامات بالتآمر مع الانفصاليين في منطقة بويا الواقعة في المنطقة الجنوبية الغربية. وصحيحٌ أن السلطات قد برأتهم جميعًا غير أننا لم نستطع استئناف خدماتنا الطبية، لا سيما وأن الحكومة لم تقدم لنا أية ضمانات تكفل حماية طواقمنا ومرضانا. 

هذا ولا يزال قرار السلطات الكاميرونية بتعليق أنشطتنا الطبية في المنطقة الشمالية الغربية الذي صدر في ديسمبر/كانون الأول 2020 ساريًا إلى اليوم، بالتالي فإن هاتين المنطقتين اللتين يتحدث سكانهما باللغة الإنجليزية، والمعزولتين بفعل النزاع منذ عام 2016، لا تزالان عرضةً للإهمال من دون أي دعم رغم حاجة الناس الماسة إليه.   

أما في أقصى الشمال، فقد استجابت طواقمنا لتزايد الاحتياجات الطبية حيث قدمت العلاج للمرضى ودرّبت الطواقم وعزّزت الإمدادات الطبية في المراكز التي تدعمها أطباء بلا حدود. كما أسهمنا في تحسين خدمات الرعاية الصحية على المستوى المجتمعي، إذ عملنا مع متطوعين في مجال الصحة المجتمعية ودرّبناهم على علاج الحالات البسيطة من الأمراض الشائعة. 

وعلى صعيد آخر، أدت الأمطار الغزيرة التي ضربت كوسيري إلى نزوح آلاف الناس من بيوتهم. وعملنا على تعزيز خدمات علاج الملاريا في المنطقة أثناء ذروة المرض التي تلت الأمطار. كما دفعنا غياب الأمن إلى اتخاذ قرارٍ صعب بإنهاء أنشطتنا في فوتوكول، حيث اختُطف عدد من أفراد طاقمنا هناك في يناير/كانون الثاني 2022. 

شهد عام 2022 أيضًا ارتفاعًا كبيرًا في أعداد حالات الكوليرا في العديد من المناطق. وقد دعمت منظمة أطباء بلا حدود عمليات الاستجابة الوطنية في المنطقة المركزية ومنطقة ليتورال والمنطقة الغربية ومنطقة أقصى الشمال، حيث نفذت طواقمنا أنشطة الترصد الوبائي ودرّبت عمال الصحة المجتمعية ونفذت خدمات النظافة الصحية للحدّ من انتشار المرض، إضافةً إلى أنشطة التلقيح ضد الكوليرا. دعمت المنظمة أيضًا عملية الاستجابة الوطنية لجائحة كوفيد-19 في العاصمة ياوندي، حيث ساهمت في إجراء الفحوصات وإعطاء اللقاحات.