Skip to main content
Yemen : surgical emergency hospital in northern Aden
التقرير الدولي عن أنشطة أطباء بلا حدود لعام 2017

اليمن

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
أنشطة أطباء بلا حدود في اليمن تستعر منذ سنة 2015 حرب شاملة في اليمن، وقد أدت تفشيات الأمراض التي وقعت وتصعيد القتال في 2017 إلى مفاقمة الأوضاع الإنسانية التي كانت في الأساس متدهورة.
أنشطة أطباء بلا حدود في اليمن

تعرضت معظم البنى التحتية العامة بما فيها المرافق الصحية للدمار على يد الأطراف المتحاربة. كما أن القيود المفروضة على الاستيراد نتيجة للحظر الذي فرضه التحالف الذي تقوده السعودية سنة 2015 مترافقاً بالتضخم، أدت إلى شل خدمات الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية. كما أن الكثير من عمال الصحة في البلاد والبالغ عددهم 50,000 عامل لم يتلقوا رواتبهم منذ أغسطس/آب 2016 وبالتالي تركوا العمل في قطاع الصحة العام مجبرين على البحث عن مصادر دخل أخرى.

أدت كافة هذه العوامل إلى انهيار النظام الصحي وتفشي أمراض مثل الكوليرا والدفتيريا (الخناق). وحتى في المناطق التي تكون فيها المرافق الطبية عاملة، فإن معظم الناس لم يعودوا قادرين على تحمل تكاليف النقل للوصول إليها. وهذا يعني أنهم غير قادرين على طلب الرعاية في الوقت المناسب وبالتالي فإن أمراضاً يسهل الشفاء منها تضحي قاتلة حين لا تعالج.

واستجابةً لتنامي الاحتياجات الإنسانية عززت أطباء بلا حدود أنشطتها في اليمن عام 2017 من خلال العمل في 13 مستشفى ومركز صحي في 12 محافظة ودعم 20 مرفقاً صحياً عاماً. وقد عادت فرق أطباء بلا حدود إلى مستشفيي حيدان وعبس اللذين قصفهما التحالف الذي تقوده السعودية في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وأغسطس/آب 2016 على التوالي. يعمل مع المنظمة أكثر من 1,790 موظفاً محلياً ودولياً كما أنها تدعم أكثر من 1,000 موظفٍ من موظفي وزارة الصحة، وبالتالي تصبح اليمن واحدةً من أكبر بعثات أطباء بلا حدود من حيث عدد الموارد البشرية.

هذا وأجرت فرق أطباء بلا حدود 19,728 عملية جراحية في اليمن خلال عام 2017. أما في مستشفى جراحة الطوارئ الذي تديره المنظمة في عدن فقد شهد الفريق زيادة في عدد المرضى الذين تم قبولهم للخضوع لعمليات جراحية، علماً أنهم لم يأتوا من خطوط القتال فحسب إنما أيضاً من داخل المدينة، وذلك بسبب تصاعد العنف.

الكثير من الحالات الصحية البسيطة لا يمكن علاجها في الوقت الذي يصل المرضى إلى عيادات أطباء بلا حدود، فعلى سبيل المثال ثمة زيادةٌ في أعداد النساء اللواتي يضعن مواليدهن في البيوت أو يصلن وهن يعانين من مضاعفات. أما في تعز، ثاني أكبر مدن اليمن التي هي مسرحٌ لقتال عنيف منذ أكثر من سنتين، ففد ساعدت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 7,900 امرأة على الولادة خلال عام 2017 في مستشفى الحوبان لرعاية الأم والطفل. وعلى طرفي خطوط القتال في تعز، لا يزال العنف الذي لا يميز أحداً يهدد حياة المدنيين هناك كل يوم.

إضافةً إلى ذلك، فقد تبرعت المنظمة بإمدادات طبية بينها مستلزمات جراحية وأدوية لأكثر من 20 مستشفى ومرفق صحي حكومي في أنحاء البلاد.

قصص من اليمن

الكوليرا: أزمة داخل أزمة

أدخلت فرق أطباء بلا حدود 101,475 مريضاً إلى مراكز علاج الكوليرا التي تديرها خلال العام. وليس وباء الكوليرا الذي تفشى سنة 2017 سوى مثال على تبعات النزاع التي تطال الشعب اليمني. وفي حال لم تكن الحرب قائمة، ما كان الناس ليواجهوا مثل هذه التحديات في الحصول على مياه شرب والتخلص من النفايات والحصول على الرعاية الصحية.

وفي أبريل/نيسان 2017 حين بدأ تفشي الكوليرا، بدأت منظمة أطباء بلا حدود على الفور استجابتها فافتتحت 37 مركزاً لعلاج الكوليرا ونقطة لتعويض السوائل عن طريق الفم في تسع محافظات من أصل 22 محافظة يمنية. وسرعان ما امتلأت وحدة العلاج التي تضم 15 سريراً في مستشفى خمِر في عمران واضطرت المنظمة إلى استبدالها بأخرى أكبر بسعة 100 سرير. أما في حجة والتي كانت من المحافظات الأكثر تضرراً، فقد استقبل مركز عبس لعلاج الكوليرا 15,769 مريضاً، وهو عدد يمثل تقريباً سدس مجمل القبولات في مراكز أطباء بلا حدود خلال تفشي الوباء. وفي محافظة إب قامت المنظمة إضافةً إلى إنشاء مراكز لعلاج الكوليرا بتدريب طواقم المستشفيات لكشف وعلاج المرض وإحالة المرضى الأكثر ضعفاً إلى مراكز العلاج. قدمت الفرق العاملة في مراكز علاج الكوليرا أيضاً تدريبات على أفضل الممارسات للوقاية من انتشار المرض ونظمت أنشطة خارجية لمراقبة جودة الماء وتوزيع وسائل تطهير الماء ونشر التوعية.
 
وفي الأسبوع الثالث من يونيو/حزيران حين بلغ تفشي الوباء ذروته، قبلت فرق أطباء بلا حدود 11,139 مريضاً. وبعد ذلك بدأت أعداد القبولات بالانخفاض ليصل إلى بضع مئات فقط في أكتوبر/تشرين الأول.

Saving lives without salaries in Yemen

الدفتيريا: عودة ظهور مرض مهمل ومنسي

في الوقت الذي انحسر فيه وباء الكوليرا، بدأت الفرق تشهد أوائل المرضى المصابين بالدفتيريا، علماً أن قرابة 70 بالمئة من الحالات المشتبه بها وقعت في إب، في حين توزعت النسبة الباقية في 15 محافظة أخرى. يشار إلى أن هذا المرض الذي تصل نسبة الوفيات فيه إلى 40 بالمئة من الحالات غير المعالجة كان قد استؤصل من معظم بلدان العالم عقب حملات تلقيح منتظمة للأطفال، علماً أن آخر حالة في اليمن كانت قد سجلت عام 1992، في حين وقع آخر تفشٍّ للمرض سنة 1982.

واستجابةً لما حصل افتتحت المنظمة وحدة لعلاج الدفتيريا في مستشفى ناصر الواقع في مدينة إب ومستشفى النصر في الضالع، ودعمت مستشفيين آخرين في يريم وجبلة وقد اشتمل دعم الأخير على وحدة العناية المركزة. كما تم إنشاء نظام إحالة إسعافي لنقل المرضى إلى المستشفى. إضافةً إلى ما تقدم، تدعم المنظمة عملية نقل العينات إلى المختبر وتنفذ أنشطة توعية مجتمعية. كما قامت خلال عام 2017 بعلاج أكثر من 400 مريض يعانون من الدفتيريا.

علاج الفشل الكلوي

منذ سنة 2015 اضطرت أربعة من أصل 32 مركزاً لعلاج أمراض الكلية في اليمن للإقفال. أما المراكز الـ28 المتبقية فهي تستنفد إمداداتها الأساسية الأمر الذي كثيراً ما يؤدي إلى انقطاع العلاج. وقامت منظمة أطباء بلا حدود خلال العامين الماضيين باستيراد أكثر من 800 طن من إمدادات غسيل الكلى ووفرت أكثر من 83,000 جلسة غسيل لنحو 800 مريض، إضافةً إلى دعمها لستة مراكز لغسيل الكلى، علماً أن ثلاثة منها قد تم تسليمها اليوم لمنظمة أخرى. لكن لا يزال أكثر من 4,400 مريض يعاني من الفشل الكلوي بحاجة ملحة إلى الرعاية.

التحديات أمام استمرار عمل برامج أطباء بلا حدود في اليمن

لا يزال احترام المبادئ الإنسانية وسلامة الطواقم والمرافق الطبية على رأس هموم المنظمة، علاوة على القيود المفروضة على الاستيراد نظراً للحصار والآثار المترتبة عليه والتي تطال نظام الرعاية الصحية اليمني.

هذا ولا تزال السلطات في صنعاء وعدن تفرض متطلبات وقيود جديدة غالباً ما تكون تعسفية على عمليات الإغاثة في أنحاء البلاد. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017 فرض التحالف الذي تقوده السعودية حظراً تاماً على الطواقم والشحنات الإنسانية في الموانئ والمطارات الخاضعة لسيطرته، الأمر الذي أعاق قدرة المنظمة على مساعدة السكان المستضعفين الذين هم في حاجة إلى المساعدة. يشار إلى أن مكتب أطباء بلا حدود في جيبوتي قام خلال عام 2017 بتنظيم أكثر من 200 رحلة جوية من جيبوتي إلى اليمن حاملةً أكثر من 500 طنّ من الإمدادات و1,200 موظف للعمل في البلاد.

تابعونا على

المقال التالي
أطباء بلا حدود