Skip to main content
MSF convoy attacked in Gaza
مجموعة من سيارات منظمة أطباء بلا حدود المحترقة، بعد تدميرها عمدًا على يد القوات الإسرائيلية. غزة، فلسطين، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
© MSF

غاراتٌ ومداهمات وعمليات توغّل: أكثر من عام من الهجمات المتواصلة على الرعاية الصحية في فلسطين

مجموعة من سيارات منظمة أطباء بلا حدود المحترقة، بعد تدميرها عمدًا على يد القوات الإسرائيلية. غزة، فلسطين، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
© MSF

على مدار الأشهر السبعة الماضية، تعرّض نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة إلى عملية تفكيك ممنهجة. ويشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيةمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هو هيئة أنشأتها الجمعية العامة لتعزيز الاستجابة الدولية لحالات الطوارئ المعقدة والكوارث الطبيعية. إلى أن 24 مستشفى في غزة بفلسطين خارجة عن الخدمة حاليًا، فيما قُتل 493 عاملًا في مجال الرعاية الصحية. لكن الخيارات التي ستحلُّ محل كلّ مركز طبيٍ أو نظام لتقديم المساعدات دُمّر أو يتعرض للتدمير ستكون مرتجلةً وأقل كفاءة.

ولا يمكن الجزم بحجم الكلفة البشرية غير المباشرة على صعيد الوفيات والإصابات طويلة الأمد التي نتجت عن حرمان الناس من المساعدات والعلاج. وقد اضطر فريق أطباء بلا حدود ومرضاها إلى مغادرة 12 مرفقًا صحيًا مختلفًا ومواجهة 26 حادثة عنف (بمعدل 3.7 شهريًا)، بما فيها ضربات جوية أضرّت المستشفيات، ونيران الدبابات التي استهدفت ملاجئ متفق على أنها في مناطق عدم الاشتباك، وهجمات برية على المراكز الطبية، وإطلاق نار على القوافل. ولم تتسلم أطباء بلا حدود بعد أية إقرارات بالمسؤولية عن أعمال القتل والتشويه والتجريد من الإنسانية التي طالت فرقنا ومرضانا.

يجب تطبيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة لوضع حدّ لمعاناة الناس ووقف دمار غزة.

 وفيما أتت الأشهر السبعة الماضية بالدمار على المجتمعات في قطاع غزة والضفة الغربية وإسرائيل، غير أن العنف الذي يواجهه الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية يسبق السابع من أكتوبر/تشرين الأول بكثير  من منظور طبي إنساني. ولا يجدر بنا أن ننسى بأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة كانت قائمة في الأساس وسببها 16 عامًا من الحصار الذي فرضته إسرائيل.

هذا وكانت أطباء بلا حدود بتاريخ 6 أكتوبر/تشرين الأول تدير أنشطة طبية وإنسانية في فلسطين، وتحديدًا في الخليل وجنين ونابلس ومسافر يطا وقطاع غزة. وفي ذلك اليوم، كان زملاؤنا في غزة يقدمون الرعاية لمرضى أصيبوا بما يعرف برصاص الفراشة الذي أطلقه القناصة الإسرائيليون على المحتجين خلال الأيام والأسابيع التي سبقت الحرب التي اجتاحت المنطقة في 7 أكتوبر/تشرين الأول. هذا وكنا نعالج 87 مريضًا يعانون من إصابات طويلة الأمد (من مجموعة مرضى كان عددهم الأصلي 900) تعرضوا لها أثناء مسيرة العودة الكبرى في 2018 و2019.

كانت فرقنا تواصل أيضًا علاج المرضى الذين أصيبوا في حرب 2021 التي اشتعلت شرارتها بفعل الاستيلاء على عقار في حيّ الشيخ جراح في القدس الشرقية واستيطانه، وأفضت إلى أخطر تصعيد منذ عام 2014، إذ أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين وخلّف مستويات هائلة من الدمار وراح ضحيته مئات القتلى.

غير أن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول وما تلاها من عقاب جماعي تمثّل تحولًا جذريًا في طريقة عمل أطباء بلا حدود في فلسطين. وبغياب أية عمليات لنا في إسرائيل، فإن أول ما رآه زملاؤنا في 7 أكتوبر/تشرين الأول كان الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة، التي أعقبت فورًا هجمات حماس، علمًا أن هذه الأخيرة أدت إلى مقتل نحو 1,200 شخص بحسب التقديرات وأخذ 253 رهينة. يشار إلى أن أطباء بلا حدود عرضت دعمها في 8 أكتوبر/تشرين الأول على وزارة الصحة الإسرائيلية التي رفضته في نهاية المطاف.

 تعرض قافلة أطباء بلا حدود لهجوم في غزة
بقايا مركبة تابعة لأطباء بلا حدود كانت متوقفة خارج المواقع التي تحمل شعار المنظمة بوضوح في مدينة غزة إثر تدميرها بشكل متعمد من قبل القوات الإسرائيلية. فلسطين، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
MSF

كان زملاؤنا في غزة يديرون مشاريع تركز على جراحة العظام والجراحة التقويمية والعلاج الطبيعي ورعاية الحروق والرعاية النفسية والأبحاث والعلاجات في مجال مقاومة المضادات الحيوية. ولم يتضح لهم فورًا ما سيؤول إليه حال مرضانا وكيف سيتسنى لهم مواصلة رعايتهم وما الذي سيسعهم فعله من أجل هؤلاء الجرحى الذي يصابون في هذا التصعيد الجديد.

لكن كان من الواضح أن ثمة تفاقمًا في ازدراء وتجاهل العمل الطبي الإنساني وتدمير المرافق الصحية وملاجئ الفرق، ناهيكم عن قتل زملائنا ومرضانا. وبالتالي صار من شبه المستحيل على أطباء بلا حدود أن تتفاوض لتأمين الحماية التي نسعى إليها عادةً في سياقات النزاع. 

وفي ما يلي تسلسلٌ زمني يبيّن الهجمات التي طالت المرافق والعاملين الطبيين الذين تديرهم أو تدعمهم اطباء بلا حدود في فلسطين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. ويجدر بالذكر إلى أننا ذكرنا الجهة المسؤولة عن الهجمات في حال ثبتت مسؤوليتها، لكننا لا نستطيع في أحيان كثيرة أن نجزم بالجهة التي جاء منها الهجوم.

وكنّا قد أبلغنا أطراف النزاع الرئيسية في غزة بمواقع مرافق المنظمة الطبية التي تديرها أو تدعمها وملاجئها وتحركاتها التي استهدفت أو تعرّضت للهجوم قبل وقوع تلك الهجمات. لكن الاحترام والحماية لم يكونا من نصيب تلك المرافق والتحركات ما أدى إلى مقتل وجرح الكثير من المدنيين.

نطالب بالمساءلة من أجل زملائنا وأفراد أسرهم الذين قُتلوا أو أصيبوا ومن أجل المرضى.

التسلسل الزمني للهجمات

الهجوم على قافلة أطباء بلا حدود في غزة
سيارة أطباء بلا حدود انقسمت إلى نصفين، بعد أن دمرتها القوات الإسرائيلية بشكل متعمد. غزة، فلسطين، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023. 
MSF
هجوم على قافلة أطباء بلا حدود في غزة
تدمير أربع سيارات تابعة لأطباء بلا حدود كانت  تركن أمام عيادة أطباء بلا حدود بضربة من القوات الإسرائيلية. فلسطين، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
MSF

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول في غزة

الهجوم على قافلة أطباء بلا حدود في غزة
سيارة أطباء بلا حدود ملقاة في الشارع بعد أن دمرتها القوات الإسرائيلية بشكل متعمد. غزة، فلسطين، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
MSF
أنشطة أطباء بلا حدود في غزة
صورة من داخل مستشفى ناصر بعد حصاره من قبل القوات الإسرائيلية. في نهاية شهر يناير/كانون الثاني، أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء للمنطقة بأكملها وحاصرت المستشفى، الذي حوصر في قلب قتال عنيف لعدة أسابيع. فلسطين، خان يونس، جنوب غزة، 23 أبريل/نيسان 2024.
Ben Milpas/MSF

وفي ضوء هذا التسلسل الزمني المكثف لهذه الأفعال المشينة، تدعو أطباء بلا حدود جميع الأطراف مرة أخرى إلى احترام المرافق والطواقم الصحية والمرضى وحمايتهم في غزة والضفة الغربية.

يجب تطبيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة لوضع حدّ لمعاناة الناس ووقف دمار غزة. ونطالب بتدفق فوري وغير مقيّد للمساعدات إلى قطاع غزة بأكمله، كما نطالب بالمساءلة من أجل زملائنا وأفراد أسرهم الذين قُتلوا أو أُصيبوا ومن أجل المرضى.

المقال التالي
حرب غزة وإسرائيل
تحديث حول مشروع 22 يناير/كانون الثاني 2025