Skip to main content
Mental health education sessions

عقب إعصار موكا، اختصاصيو الصحة النفسية في ميانمار أكثر أهمية من أي وقت مضى

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

تعطي جلسات الصحة النفسية المجتمعية الأمل للناس في ميانمار الذين واجهوا سنوات من النزاع والنزوح وما زالوا يعيدون البناء إثر الأضرار الناجمة عن إعصار من الدرجة الخامسة ضرب أجزاء من البلاد في منتصف مايو/أيار.

وفي هذا الصدد، تقول مرشدة الصحة النفسية في أطباء بلا حدود، فيو زين*،"غالبًا ما يقول لي المرضى أن جلساتنا تمنحهم الأمل في المستقبل. ويشعرون بمزيد من الهدوء والإيجابية وأنهم أصبحوا أكثر استعدادًا لمواجهة المستقبل نتيجة لدعمنا". 

ضرب إعصار موكا، الذي بلغت سرعة الرياح فيه 280 كم/ساعة، ولاية راخين وشمال غرب ميانمار في 14 مايو/أيار.  ويعيش الناس في هذه المناطق في وضع هش للغاية، إذ يسكن معظمهم في منازل من الخيزران، علمًا أنّ نحو ستة ملايين شخص في راخين يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

يعيش نحو 26,500 نازح في مخيمات في المنطقة، وعدد كبير منهم من الروهينغا، الذين يعاني الكثير منهم من حالات نفسية جراء سنوات من الاضطهاد والقيود الشديدة المفروضة على حريتهم في التنقل.

أنشطة أطباء بلا حدود في ميانمار
يقدم مستشارو أطباء بلا حدود والعاملون الصحيون المجتمعيون الدعم المستمر للمرضى في القرى والعيادات الصحية ومخيمات النازحين. ميانمار، في مارس/آذار 2023.
Henry Kyaw Zin Oo/MSF

يقدم المرشدون النفسيون والعاملون الصحيون المجتمعيون في منظمة أطباء بلا حدود الدعم المستمر للمرضى في القرى والعيادات الصحية ومخيمات النازحين.

وتشمل الخدمات التثقيف النفسي والمشورة للمساعدة في تعزيز مهارات الفهم لدى المرضى والقائمين على رعايتهم وآليات التكيف لديهم، إذ يعانون من مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية التي تتراوح من الاكتئاب والقلق إلى الذهان، وحتى الأفكار أو التصرفات الانتحارية عندما يشعر الناس باليأس التام. 

وفي هذا السياق، تقول مديرة أنشطة الصحة النفسية، سارة تشيسترز، "يساعدنا العمل مع المرضى والقائمين على رعايتهم في البيئات التي يعيشون فيها على تقديم الدعم والمشورة التي تمس حياة المرضى في أكثر اللحظات أهمية".

وتضيف، "يعاني مرضانا صعوبات النزوح الناتج عن النزاعات العرقية أو الدينية، والاعتداء الجنسي ومشاكل الصحة النفسية التي قد تنشأ وتتطور من المواقف العصيبة للغاية حيث يصعب عليهم العثور على الموارد الأساسية والرعاية الصحية والوصول إليها. نحن نساعد في علاج أعراضهم والعمل معهم لتوفير الأدوات والموارد ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن لعيش حياة مثمرة في ظل أصعب الظروف".

يساعدنا العمل مع المرضى والقائمين على رعايتهم في البيئات التي يعيشون فيها على تقديم الدعم والمشورة التي تمس حياة المرضى في أكثر اللحظات أهمية. سارة تشيسترز، مديرة أنشطة الصحة النفسية

يعد الدعم النفسي جزءًا أساسيًا من العمل الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في ولاية راخين، ولكن عقب الإعصار الأخير، قام الفريق بتكييف الطريقة التي يعمل بها لتحسين الرعاية التي يقدمونها للمجتمعات المتضررة. وبدلاً من النهج الفردي الرسمي، الذي يركز على العلاج، تعمل الفرق حاليًا على بناء العلاقات وإتاحة مساحة للناس للتحدث. 

في أعقاب الإعصار، كان اختصاصيو الصحة النفسية والعاملون في مجال الصحة المجتمعية يخرجون كل يوم، ويرافقون الفرق الطبية إلى عيادات منظمة أطباء بلا حدود ومخيمات النازحين في ولاية راخين. إن دعم الناس في مجتمعاتهم يخلق مساحة آمنة لهم للتحدث، وتقيم فرقنا جلسات صغيرة غير رسمية مع التركيز على الاستماع، لدعم الناس خلال الأوقات الصعبة. 

وتقول مرشدة الصحة النفسية، إي نغون فيو، "عادة ما نذهب إلى الأديرة أو القرى المحلية ونعقد جلسات جماعية. الرسالة الرئيسية هي إخبار المرضى أنهم ليسوا وحدهم. نحن نحاول تشجيع الناس على أن آمالهم وأحلامهم يمكن أن تعود للحياة مرة أخرى". 

يمكن لإي نغون فيو التعاطف بشكل كبير مع المرضى لأنها قد فقدت منزل عائلتها أيضًا بسبب إعصار موكا وانتظرت عدة أيام قاسية حتى علمت أن جميع أفراد الأسرة بأمان. وعند عودتها إلى قريتها، وجدت أن دمارًا كبيرًا قد طال الأشجار والمنازل. 

فتقول، "قسمت شجرة جوز هند منزلي إلى نصفين، ودمرته بالكامل، والكثير من المرضى الذين نراهم فقدوا منازلهم وأعمالهم أيضًا. هناك الكثير من المرضى الذين يحتاجون إلى الدعم النفسي".

أنشطة أطباء بلا حدود في ميانمار
يقدم مستشارو أطباء بلا حدود والعاملون الصحيون المجتمعيون التثقيف النفسي والمشورة للمساعدة في تعزيز مهارات الفهم لدى المرضى والقائمين على رعايتهم وآليات التكيف لديهم، إذ يعانون من مجموعة واسعة من المشاكل النفسية. ميانمار، في مارس/آذار 2023.
Zar Pann Phyu/MSF

وتضيف، "بعد الإعصار، قابلت مرضى يحتاجون إلى إسعافات نفسية أولية وحاولت دعمهم قدر الإمكان. كان التحدث إلى المرضى تجربة شفاء بالنسبة لي، وتشجيعهم على التفكير بطريقة معينة، ساعدني على القيام بذلك أيضًا". 

بعد إعصار موكا، كافحت المنظمات الإنسانية لتوسيع نطاق أنشطتها لتلبية الاحتياجات الجديدة. لا تزال هناك عوائق مثل محدودية الوصول إلى المرضى، وقد أثر ذلك على قدرتنا على تقديم المشورة في مجال الصحة النفسية لأولئك الذين يحتاجون إليها.

وفي هذا السياق، يقول مشرف الصحة النفسية في أطباء بلا حدود في شمال ولاية راخين، ميات كاو*، "وجدنا أن هناك احتياجات ضخمة في المجتمع لكننا نواجه صعوبة في الوصول إلى العديد من المرضى الذين يحتاجون إلى الدعم".

شهد موظفو منظمة أطباء بلا حدود ارتفاعًا في الطلب على خدمات الدعم النفسي، لا سيما خلال الأشهر القليلة الماضية، ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى المزيد من المرضى، فإن أعدادًا كبيرة من الناس يفوتهم الدعم. من الضروري أن تتمكن المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المجتمعات وتقديم الرعاية لها والسماح لها بتوسيع نطاق أنشطتها حسب الحاجة.

*تم تغيير الأسماء لحماية الهوية.

المقال التالي
الاستجابة للزلازل في تركيا وسوريا
تحديث حول مشروع 6 فبراير/شباط 2024