Skip to main content
Title 42

الضرب والإقصاء والخطر يغلبون على قصص طالبي اللجوء على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

على مدى سنتين، تذرّعت الحكومة الأميركية بجائحة كوفيد-19 لإغلاق حدودها الجنوبية في وجه طالبي اللجوء بالاعتماد على سياسة تُعرف باسم الفصل 42، وهي سياسة كارثية تعرّض أشخاصًا يرزحون تحت خطر كبير إلى المزيد من العنف والخطر. 

ويسمح الفصل 42 بصد الأشخاص الذين يلتمسون الحماية وبإبعادهم عن الحدود الأميركية، علمًا أن إدارة ترامب تذرّعت به عام 2020 وحذت إدارة بايدن حذو سالفتها بتطبيقه. وقد اعتُمدت هذه السياسة لتشريع إقصاء 1.45 مليون شخص من الولايات المتحدة إلى مدن يسودها الخطر على طول الحدود بين أميركا والمكسيك. وفي هذه المدن، يُهجر الناس ويُتركون من دون سبل للوصول إلى مأوى أو إلى الخدمات الأساسية بينما يتربص بهم خطر التعرض لعنف العصابات الإجرامية والشرطة. 

وكل يوم، تشهد فرق أطباء بلا حدود في المكسيك الخوف الذي يتعرض له المهاجرون وطالبو اللجوء إثر سياسة الفصل 42. وعلى مدى عامين، أشرنا بشكل متكرر إلى عدم توفر أي مبرر شرعي يرتبط بالصحة العامة للفصل 42. فسياسة الفصل 42 تنم عن ظاهرة رهاب الأجانب ولكن يُلجأ إليها بحجة حماية الصحة العامة، علمًا أنها لا تؤدي إلا إلى وضع الأشخاص المعرضين للخطر في سياقات يلمّ بها الأذى. ما من ذريعة تبرّر الاستمرار في إساءة استعمال القرار لمنع طالبي اللجوء من التماس حقهم بالحماية. لذلك، لا بد من أن تضع إدارة بايدن نهايةً للعمل بفصل 42 على الفور. 

تجدون أدناه شهادات من أشخاص أُقصوا مؤخرًا من الولايات المتحدة بموجب الفصل 42 وعلقوا في بييدراس نيغراس على الحدود الأميركية مع المكسيك. 

مارفن أولوا، 37 عامًا، من سان بيدرو سولا، هندوراس "أمسكوني من عنقي ورموني أرضًا، ثم كبلوا يداي. كان وجهي ملتصقًا بالأرض ووضع [رجل من شرطة الهجرة] قدمه على رأسي، ثمّ وصل المزيد من الأشخاص وأجهزوا عليّ".
أنشطة أطباء بلا حدود في المكسيك

سافر مارفن مع زوجته وابنتهما ذات السنتين من هندوراس في أبريل/نيسان 2021 خوفًا على حياته عقب مقتل قريب له. وبعدما رُفض طلب لجوئه إلى المكسيك، عَبَر النهر لبلوغ الولايات المتحدة في فبراير/شباط، ثم احتُجر هناك لفترة وجيزة.

واليوم، يعيش مارفن وعائلته وسط الخوف في منزل مهجور في بييردراس نيغراس بينما يتربّص بهم خطر إقصاء السلطات المحلية لهم. وعلى حد قوله، لا تتوفر أي ملاجئ في المنطقة كما أنه لا يتمكن من تحمل تكاليف الحصول على ملجأ. فيصف أدناه ما تعرض إليه من إساءة جسدية خلال احتجازه في الولايات المتحدة والظروف المعيشية المؤسفة التي يقاسيها طالبو اللجوء بعد إقصائهم إلى المكسيك.

يقول مارفن، "في ليلة 13 فبراير/شباط، عبرنا النهر متوجهين إلى الولايات المتحدة. لكن سرعان ما قبضت علينا شرطة الهجرة. وقد أبرحني رجال الشرطة ضربًا وعندما صرخت عليهم استشاطوا غضبًا". 

ويكمل، "أمسكوني من عنقي ورموني أرضًا، ثم كبلوا يداي. كان وجهي ملتصقًا بالأرض ووضع [رجل من شرطة الهجرة] قدمه على رأسي، ثمّ وصل المزيد من الأشخاص وأجهزوا عليّ. غطت ابنتي عينيها وبدأت بالبكاء، لكنهم لم يلقوا لها بالًا. كانت زوجتي تبكي أيضًا وحاولت إيقافهم، لكنهم أمسكوا بها وأجبروها على التراجع".

كوني رجلًا، كنت لأتمكن من التعامل مع هذا الوضع ولكني لا أريد لعائلتي أن تعاني هنا. مارفن أولوا، مهاجر من سان بيدرو سولا، هندوراس

يضيف، "أخذونا إلى غرفة. سألت إذا كنت أستطيع توكيل محامٍ للدفاع عني، فأجابوا بالرفض. لم يشرحوا لي ما كان يحصل، ولم يتفقدوني حتى للتأكد من أنني على ما يرام. وضعوا سجادة على الأرض وبرحت مكاني، متحملًا الطقس البارد ومتكبدًا الخوف. لم أنم كما يجب، كان جسمي بكامله يؤلمني وكان رأسي متورمًا. وعند الساعة السابعة صباحًا، أتوا لكي يأخذونا إلى هنا ويتركونا على الحدود".

ويتابع، "ساورني القلق على صحتي وخفت من أن أفقد ذاكرتي. التقيت بشخص أعرفه البارحة، لكني لم أستطع التعرف إليه. وأشعر بألم كبير في هذا الجزء من رأسي. لذلك، أقصد مركز أطباء بلا حدود لكي أحصل على أدوية. هذا وتأثرت كثيرًا بالضرب الذي تعرضت له في مركز الاحتجاز في إيغل باس في تكساس. رأيت كاميرات مراقبة وأعتقد أنها صورت كل ما حدث".

ويختم حديثه قائلًا، "أريد أن أبكي لكنني أتظاهر بالقوة. وكوني رجلًا، كنت لأتمكن من التعامل مع هذا الوضع ولكني لا أريد لعائلتي أن تعاني هنا وأن تقاسي الجوع والبرد. أود أن أصل إلى الولايات المتحدة. أريد أن أذهب إلى مكان جديد، إلى بلد آخر يمكننا تلقي المساعدة فيه، فلا تتوفر أي مساعدة هنا". 
 

خوسيه ماريا باز سيلايا، 31 عامًا، من سان بيدرو سولا، هندوراس "أراد [موظف الهجرة] أن يخلع ملابسي فقلت له إن هذا غير مسموح وغير لائق... ضربوني على وجهي ورموني أرضًا وكان وجهي أول ما تلقى الضربة. كبلوا يداي وقدماي كأنني مجرم وأجبروني على الجلوس على ركبتي لمدة ساعة".
أنشطة أطباء بلا حدود في المكسيك

أما خوسيه، فقد ترك هندوراس بسبب الظروف المعيشية القاسية والتهديد الذي تفرضه العصابات في البلد. عمل في قطاع النقل الذي يتعرض فيه الناس لابتزاز العصابات بشكل كبير في هندوراس. وبعد ثالث محاولة لقتله بسبب رفضه الدفع، ترك خوسيه أطفاله الثلاثة الذين يبلغون من العمر 12 و9 و6 سنوات مع والديه وانطلق إلى الولايات المتحدة الأميركية ملتمسًا الأمان. 

استقل القطارات والشاحنات أثناء سفره وسُجن في المكسيك لعدة أشهر. ويقول إنه تعرّض للإساءة الجسدية والنفسية على حد سواء خلال احتجازه. حاول عبور الحدود إلى الولايات المتحدة لكنه سرعان ما احتُجز وتعرض للضرب في حجز الولايات المتحدة الأميركية. 

يقول خوسيه، "سألني رجل من شرطة الهجرة إن كنت أحمل الماريجوانا وقلت له أنني لا أدخن الماريجوانا. أصرّ على السؤال وأجبته الإجابة ذاتها. أراد أن يخلع ملابسي فقلت له إن هذا غير مسموح وغير لائق". فأجابني قائلًا، "لست أنت من يضع القواعد هنا. لست في بلدك أيها المهاجر الوغد". فقلت، "حسنًا، ولكنك لن تخلع ملابسي". وبالفعل، لم أسمح له بذلك. 

ويضيف، "ضربوني على وجهي ورموني أرضًا وكان وجهي أول ما تلقى الضربة. كبلوا يداي وقدماي كأنني مجرم وأجبروني على الجلوس على ركبتي لمدة ساعة".

ينام شخصان منا ويبقى الآخران مستيقظين ليهتمّا بالبقية. يخاف أغلب الناس على حياتهم. خوسيه ماريا باز سيلايا، 3مهاجر من سان بيدرو سولا، هندوراس

ويتابع، "الوضع مروع في بييدراس نيغراس. نعيش تحت تهديد العصابات الإجرامية التي قد تختطفك. ويتملكنا خوف مستمر من حدوث أي مكروه. إننا نهرب من بلادنا تفاديًا للعيش تحت التهديد من دون أن نعلم أننا نتوجه إلى وضع أصعب".

يكمل خوسيه، "أحيانًا لا ننام خوفًا من حدوث مكروه. نبقى في منازل مهجورة في المنطقة مع مهاجرين أو ثلاثة. فينام شخصان منا ويبقى الآخران مستيقظين ليهتمّا بالبقية. يخاف أغلب الناس على حياتهم".
 

المقال التالي
الهجرة من أمريكا الوسطى
تحديث حول مشروع 26 سبتمبر/أيلول 2022