Skip to main content
Kario, Est Darfur State, Sudan

أطباء بلا حدود تسلّم أنشطتها إلى وزراة الصحة السودانية بعد تقديم الرعاية الطبية في شرق دارفور على مدى خمس سنوات

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

منذ عام 2017، تستضيف ولاية شرق دارفور في السودان عشرات آلاف اللاجئين الذين فروا من النزاع الدائر في جنوب السودان. وفي هذا الصدد، وفّرت فرق منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الطبية للاجئين ولأفراد من المجتمع المحلي. وفي يونيو/حزيران 2022، سلّمت أطباء بلا حدود أنشطتها الطبية لوزارة الصحة السودانية. 

عندما بدأ اللاجئون بالتوافد من جنوب السودان إلى ولاية شرق دارفور في عام 2016، لم يتوفر لهم أي مكان ليمكثوا فيه. وقد حط الكثير من اللاجئين رحالهم في عاصمة الولاية "الضعين". وأنشأت السلطات مخيم كاريو للاجئين، على بعد ساعة من العاصمة. 

وفي هذا السياق، أطلقت أطباء بلا حدود استجابة طارئة في عام 2017 بعد تفشي الإسهال المائي الحاد في المخيم وقدمت فرقنا العلاج والرعاية الصحية العامة والمياه النظيفة الصالحة للشرب للاجئين. 

ومع ارتفاع عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود هربًا من جنوب السودان، توسع نطاق مخيم كاريو وكثّفت المنظمة أنشطتها لتلبية احتياجات الناس. فأنشأت عيادة في مخيم كاريو لتقديم الاستشارات الخارجية وعلاج سوء التغذية. وفي مرحلة لاحقة، توسعت العيادة لتتضمن جناح أطفال للمرضى المقيمين ومركز تغذية علاجية للمرضى المقيمين للأشخاص المصابين بأشكال شديدة ومعقدة من سوء التغذية، فضلًا عن مركز تلقيح لتحصين الأطفال ضد الحصبة وغيرها من أمراض الأطفال التي يمكن تفاديها.

كما زادت أطباء بلا حدود جناح أمومة لكي تنجب فيه النساء بأمان، ووحدة للصحة الإنجابية تركز بشكل خاص على تقديم الاستشارات للنساء الحوامل. وقدم مسؤولو التوعية الصحية في المنظمة المشورة لتسليط الضوء على مختلف الشؤون الصحية والنظافة الشخصية، بينما قام مهندسو المياه والصرف الصحي في المنظمة ببناء المراحيض وتوفير مياه الشرب النظيفة.

واليوم، تقدم عيادة أطباء بلا حدود الخدمات لأغلب اللاجئين الذين يأتون من جنوب السودان ويبلغ عددهم 36,000 لاجئ ولـ 80,000 شخص ينتمون إلى المجتمعات المحلية. والجدير ذكره أن عدد هؤلاء يعادل ما يزيد عن نصف جميع الاستشارات المقدمة.

وطوال السنوات الخمس الماضية، قدمت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 300,000 استشارة خارجية واستقبلت نحو 10,000 مريض في قسم المرضى المقيمين. وأفضى الدعم الذي قدمته القابلات القانونيات في أطباء بلا حدود إلى إبصار نحو 5,000 رضيع النور بصورة آمنة وتلقي أكثر من 50,000 طفل دون الـ 15 شهرًا لقاح الحصبة.

وفي القرى المجاورة، أنشأت أطباء بلا حدود برنامجًا قائمًا على الإدارة المجتمعية المتكاملة للحالات بغية رصد حالات سوء التغذية بين الأطفال ومعالجة المصابين بحالات غير معقدة من الملاريا والإسهال. كما وفرت المنظمة تدريبات طبية وأمّنت الأدوية الأساسية للمتطوعين من المجتمع المحلي.

محمود حماد، أحد المتطوعين من المجتمع المحلي "كانت المنطقة تعاني بشكل كبير من الملاريا، والآن، يأتي العديد من الناس لتلقي العلاج هنا، ما خفف جزئيًا من عبء الملاريا الذي تتحمله المنطقة".
Kario, Est Darfur State, Sudan

وتجدر الإشارة إلى أن أفراد المجتمع المحلي مدربون أيضًا على إدارة أنشطة التوعية الصحية وعلى تقديم أنواع أخرى من الدعم. 

ويقول الممثل المجتمعي، يونس فرح الدر، "كانت أطباء بلا حدود تقدم الأدوية والعلاج، بينما كنا ندعم المنظمة عبر تشييد الخيام أثناء موسم الأمطار وضمان توفر مياه الشرب للجميع والتأكد من أن جميع أفراد المجتمع على دراية بالخدمات المقدمة". ويشارك يونس أيضًا في أنشطة التوعية الصحية، فيعمل على توعية الناس عبر تناول مواضيع تسلط الضوء على أهمية النظافة الصحية والمياه النظيفة ويشجعهم على التماس الرعاية الطبية عند الحاجة.

ويُنقل المرضى الذين يحتاجون إلى مزيد من الرعاية إلى عيادة كاريو. ويقول محمود حماد، "تحظى هذه الخدمات بأهمية بالغة بالنسبة إلى السكان. ففي السابق، كان لا بد أن تستأجر سيارة أو تجد وسيلة نقل أخرى للذهاب إلى كاريو إذا أُصبت بمرض ما وكنا ندفع الكثير من المال لتلقي العلاج نظرًا لعدم توفر أي مرفق صحي بالقرب منا. وقد ساعد البرنامج بصورة كبيرة في هذا السياق".

ويقول منسق مشروع أطباء بلا حدود، توفير مونغيون، "اليوم، نعيد تسليم هذه الأنشطة الطبية الاعتيادية إلى وزارة الصحة السودانية التي عملنا معها عن كثب خلال السنوات الخمس الماضية، علمًا أن أطباء بلا حدود تبقى على استعداد للاستجابة إلى أي حالة طبية طارئة من شأنها أن تلمّ بالبلاد أو بولاية شرق دارفور". 

وسيستمر تقديم الخدمات الطبية في المنطقة بفضل السلطات الصحية السودانية وغيرها من الشركاء الوطنيين والدوليين.

أطباء بلا حدود هي منظمة طبية وإنسانية تستند أنشطتها إلى الأخلاقيات الطبية ومبادئ الحياد والاستقلالية وعدم التحيز. وتقدم المنظّمة المساعدة للأشخاص على أساس الحاجة وبغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي.

تعمل أطباء بلا حدود في السودان منذ عام 1978، وتقدم اليوم الرعاية الطبية في ولايات الخرطوم والقضارف والنيل الأزرق ووسط دارفور وغرب دارفور وجنوب دارفور وكسلا. كما تستجيب فرق الطوارئ في مناطق أخرى عندما تدعو الحاجة.  

المقال التالي
الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط
تصريح 5 يناير/كانون الثاني 2023