Skip to main content
One year after the “bloodbath” of 14 May
مسيرة العودة الكبرى

أطراف مكسورة وحياة محطمة

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

شارك آلاف الفلسطينيين في التظاهرات الأسبوعية تقريباً في قطاع غزة التي كانت تنطلق بمحاذاة السياج الذي يفصل القطاع المحاصر من قبل إسرائيل منذ أكثر من عقد من الزمن، مطالبين بالاعتراف بحقهم بالعودة إلى أرض أجدادهم.

أطلق الجنود الإسرائيليون النار على المتظاهرين على افتراض أن أي أحد – بمن فيهم الأطفال دون سن الثامنة عشرة – يقترب من السياج هو هدف مشروع ما أدى إلى إصابة آلاف المتظاهرين بجروح خطيرة معظمها في الساق، وتسببت بتهشيم العظام.

وبين أول مظاهرة وحلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أصيب أكثر من 35,600 متظاهر، بينهم 7,996 شخص أصيبوا بذخيرة حية، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

إن شدة وتعقيد الإصابات التي تعرض لها المتظاهرون تتطلب علاجاً يفوق القدرات والإمكانيات المتوفرة حالياً المقدمة من السلطات والمنظمات القليلة العاملة على الأرض بما فيها أطباء بلا حدود. إن الاحتياجات الجراحية كبيرة، وقد زدنا من قدرتنا الجراحية في غزة ثلاثة أضعاف منذ بداية عام 2018 لكن الاحتياجات مع ذلك تفوق قدرة طواقمنا.

 

ABR - Gaza
ثلاثة مرضى أصيبوا خلال تظاهرات مسيرة العودة عام 2018 يجلسون بجانب بعضهم بينما يشرح لهم مسؤول التوعية الصحية حول مقاومة المضادات الحيوية في أحد مستشفيات أطباء بلا حدود في غزة. فلسطين في سبتمبر/أيلول 2019.
Jacob Burns/MSF

جروحٌ لن تلتئم

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في غزة من قَبل تظاهرات مسيرة العودة الكبرى، حيث كانت تقدم الرعاية التخصصية لمرضى الإصابات البالغة والحروق في ثلاثة مرافق طبية.

وفي غضون أربعة أيام من المظاهرة الأولى استقبلت مرافقنا هذه 102 من الجرحى لديهم إصابات بأعيرة نارية في الأطراف السفلية.

خلال فترة التظاهرات أصيب آلاف الأشخاص لا سيما من الشباب إصابات بالغة غير معتادة، وعلاجها معقد للغاية. تحتاج إصاباتهم إلى أشهر إن لم يكن لسنوات من التضميد والعمليات الجراحية والعلاج الفيزيائي وسيعاني الكثيرون من إعاقات جسدية خطيرة وطويلة الأمد. 

يعاني الكثيرون أيضاً من الندوب النفسية، وتقدم فرق أطباء بلا حدود الدعم الاجتماعي النفسي للكثير من المرضى.

أرقام من أنشطتنا في غزة بين 30 مارس/آذار 2018 و 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2019

فيديو

لمحة عن الإصابات في غزة والجراحة التقومية (باللغة الإنجليزية)

احتياجات طبية هائلة

تسبب الحصار الجوي والبحري والبري الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ عام 2007، إضافة إلى القيود التي تضعها مصر على التنقل عبر حدودها، والاقتتال الفلسطيني السياسي، كلها جعلت اقتصاد غزة على حافة الانهيار كما أضعفت النظام الصحي. 

إن من شأن العدد الكبير من إصابات الأعيرة النارية في التظاهرات أن يفوق قدرة أي منظومة صحية، لكن في غزة يصعب حصول ذوي الإصابات البالغة على العلاج.

يعمل مع أطباء بلا حدود 250 موظفاً في غزة. وقد افتتحنا جناحين في مستشفى وزدنا عدد العيادات التي نديرها من ثلاث عيادات إلى خمس كما زدنا قدرتنا على إجراء العمليات الجراحية. كما نقدم الدعم الاجتماعي النفسي للمرضى في عياداتنا ومستشفياتنا. ويشمل هذا جلسات إرشاد نفسي فردية وجماعية، وجلسات تثقيف وتوعية نفسية، وتمارين تنفس واسترخاء. وتهدف إلى مساعدتهم في التعامل مع مشاكل الصحة النفسية كالقلق والاكتئاب والصدمة.

من الضروري لأسر المرضى أن يشاركوا في رعايتهم وتكمن إحدى مهام مرشدينا في أن يشرحوا لهم المسار العلاجيّ.

فيديو

جولة تعريفية في عيادة أطباء بلا حدود في غزة

يعاني نصف المرضى كسور مفتوحة كما يعاني الكثيرون من تضرر شديد في الأنسجة الرخوة والأعصاب، فقد سحقت الطلقات النارية العظام أو تركت فيها فجوات كبيرة. في الكثير من الحالات لا بد من تطعيم العظم وإجراء جراحة تقويمية ويحتاج المرضى لأشهر أو حتى لسنوات من التضميد والجراحة والعلاج الفيزيائي. 

إن تعقيد الإصابات إضافة إلى النقص الحاد في العلاج أدى إلى إصابة الكثير من المرضى بالتهابات في العظم. ولا يمكن للجروح أن تشفى بدون علاج الالتهابات مما يزيد من خطر اللجوء إلى البتر.

ارتفاع خطر مقاومة المضادات الحيوية

في منطقة يكثر فيها الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، يزداد خطر أن تصبح هذه الالتهابات مقاومة لها، ما يزيد من تعقيد عملية الشفاء.

وقد عملنا مع وزارة الصحة في غزة لتحديث مختبر يمكّن من تحليل عينات العظم، وهو أمر ضروري لتشخيص التهابات العظم بشكل صحيح وتقييم أي مضاد حيوي هو الأنسب للاستخدام.

مع ذلك، وللحيلولة دون انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية يحتاج بعض المرضى للعزل في المستشفى.

وتوضح فرق التثقيف الصحي في أطباء بلا حدود للمرضى ضرورة تدابير الرقابة لمنع انتشار العدوى، كما يعملون مع المصابين لإبلاغهم حول مخاطر إساءة استخدام المضادات الحيوية والتعامل مع توقعات المرضى بالتحديد حول أنهم قد لا يحتاجون دائماً إلى تناول مضادات حيوية.

تعذّر الوصول إلى العلاج التخصصي خارج غزة

لتجنب حدوث إعاقة دائمة يحتاج الكثير من المرضى الذهاب إلى الخارج، وقد نقلنا بعض المرضى إلى مستشفى الجراحة التقويمية الذي نديره في عمَّان بالأردن.

لكن العملية معقدة وتتطلب إذن سفر من عدة جهات، وغالباً ما يتمّ رفض الطلب. 

وهناك حاجة ماسة إلى تعزيز القدرات الجراحية، بما في ذلك من حيث زيادة عدد قاعات العمليات والموارد البشرية العاملة في المجال.

نؤكد دعوتنا للسلطات الإسرائيلية والفلسطينية لتسهيل علاج المصابين في غزة وخارجها. كما ندعو دولاً أخرى لتقدم التمويل والمجال اللازم في المستشفيات التي توجد فيها قدرات جراحية متقدمة.