Skip to main content
عاملة إثيوبية في لبنان

كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية يكشفان عن أزمة الصحة النفسية لدى العمال المهاجرين في لبنان

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

تسبب طبيعة نموذج توظيف العمال المهاجرين في لبنان - المعروف باسم نظام الكفالة - الذي يستلزم اعتمادهم على كفيل، لا يتوفر أمام هؤلاء سوى إمكانية محدودة جدًا للحصول على الرعاية الصحية الأساسية والمتخصّصة. تعكس حالة الصحة النفسية الحالية للعمال المهاجرين – لا سيما الشابات منهم - الصعاب التي تحملوها طوال سنوات إقامتهم وعملهم في ظل نظام الكفالة في لبنان.

غالبًا ما يتعرّض العمال المهاجرون للاعتداء الجسدي والجنسي، ويعملون لساعات طويلة، ويتقاضون أجورًا منخفضة، وتُفرض قيود على تحركاتهم وعلى اتصالهم بالعالم الخارجي، ويعانون من ظروف معيشية سيئة وانعدام الخصوصية، بالإضافة إلى كون العديد منهم ناجون من الاعتداء الجسدي والجنسي. 

ومع بدء الإقفال التام جرّاء تفشي كوفيد-19 الذي يُضاف إلى الأزمة الاقتصادية الراهنة في لبنان، شهدت الظروف الحياتية للعمال المهاجرين تراجعًا ملحوظًا، وبالتالي، يسفر عن هذه العوامل مجتمعةً تأثير خطير على صحتهم الجسدية والنفسية. 

من هنا، وفي أبريل/نيسان 2020، استحدثت منظّمة أطباء بلا حدود خط هاتفي لتوفير المساعدة الطبية الطارئة للمهاجرين المتضررين من الأزمة والمحتاجين للرعاية الطبية. تلقى خط المساعدة أكثر من 400 مكالمةٍ في الأشهر الثلاثة الأولى، وكانت معظمها طلبات للحصول على الاستشارات الطبية. تشمل الخدمات المُقدّمة لهم التقييمات الاجتماعية والطبية والنفسية، وكذلك الإحالات إلى خدمات الصحة الأساسية في منظّمة أطباء بلا حدود أو العيادات الشريكة لها. تعمل منظّمة أطباء بلا حدود مع حركة مناهضة العنصرية (ARM) التي تقدم المساعدة الاجتماعية والقانونية للذين هم بحاجة إلى مزيد من الدعم.

وبين 3 أبريل/نيسان و20 يونيو/حزيران 2020، قدمت المنظّمة الرعاية الصحية النفسية إلى 63 شخصًا من مجتمع العمال المهاجرين، واستحوذت النساء دون سنّ الثلاثين على النسبة الأكبر منهم. كانت 20 من تلك الحالات تستدعي إحالة إلى طبيب نفسي، و9 منها تطلبت نقلها إلى المستشفى بصورة عاجلة. وكان شخصًا واحداً فقط من التسعة ذكرًا في حين كانت البقية من الإناث.

معظم النساء اللواتي تواصلن مع منظّمة أطباء بلا حدود للحصول على خدمات الصحة النفسية عانين من مجموعة واسعة من الانتهاكات، بما في ذلك العمل القسري والاستغلال والتحرش والإتجار بهنّ، بالإضافة إلى العديد من أشكال الاعتداء الجسدي والجنسي. وأبلغت حوالي نصف النساء اللواتي التمسن الرعاية الصحية النفسية عن تعرضهن للاعتداء الجسدي و/أو الجنسي.

لهذا، وفي يوليو/تمّوز 2020، أصدرت منظمة أطباء بلا حدود تقريراً يصف احتياجات الصحة النفسية الحرجة للعمال المهاجرين في لبنان. يجب أن يحصل العمال المهاجرون، بغض النظر عن وضعهم القانوني في البلد، على الخدمات الصحية الشاملة - بما في ذلك رعاية الصحة النفسية. في سياق الوضع الحالي للانهيار الاقتصادي وتفشي وباء كوفيد-19، يبقى توفير هذه الخدمات حاجة ملحة.

أزمة الصحة النفسية لدى العمال المهاجرين في لبنان pdf — 7.7 MB لتحميل التقرير
المقال التالي
لبنان
تحديث حول مشروع 3 ديسمبر/كانون الاول 2020