فقد زاد عدد المهاجرين المرتحلين عبر منطقة غابات دارين بشكل كبير خلال العام، حيث أشارت التقارير إلى عبور نحو ربع مليون شخص. ورغم محاولات المنظمة الحصول على إذنٍ للعمل في نقاط الوصول الحدودية في بنما، إلا أن فرقنا لم تحصل سوى على إذنٍ يخوّلها مساعدة الناس في مراكز الاستقبال الواقعة في سان فيشينتي ولاهاس بلانكاس والتي كانت السلطات ترسل إليها المهاجرين بعد عبورهم منطقة غابات دارين. لكن هذا التأخير قد ينطوي على مشاكل، لا سيما في حالات العنف الجنسي التي لا بد من أن يتلقى ضحاياها الرعاية الطبية في أسرع وقتٍ ممكن كي يكون علاجهم فعالًا. 

يشار إلى أن الأغلبية الساحقة ممّن عبروا المنطقة عام 2022 هم فنزويليون قرروا ترك بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية كانوا قد استقروا فيها، واتجهوا شمالًا نحو المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية أملًا في إيجاد الأمان والعثور على فرصٍ أفضل. فقد خاض الكثير من هؤلاء الناس تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر برفقة عائلاتهم وبوجود مسنين وأطفال صغار ونساء حوامل. 

هذا وقد يستغرق عبور غابات دارين ما يصل إلى 10 أيام بحسب الطريق الذي يسلكه الناس، كما أن هذه الرحلة خطيرة للغاية، إذ تتميز المنطقة بتضاريسها الغدّارة من جروفٍ صخريةٍ شديدة الانحدار وأنهار تتعرض لفيضانات مفاجئة. وقد سمعنا من الناس بأن الكثير ماتوا غرقًا أو سقطوا من مرتفعات، علاوةً على تعرّض المهاجرين لهجمات تشنها عصابات إجرامية تنصب كمائنها في الأدغال. 

وقد عملت فرقنا مع وزارة الصحة لتوفير الرعاية الطبية والدعم النفسي للكثير من ضحايا العنف كما وضحايا العنف الجنسي، من بينهم أطفال، فالكثير منهم لا يحصلون على الرعاية الطبية خلال الساعات الـ ـ72 الأولى التي تعتبر حاسمة لنجاح العلاج. كما واصلت المنظمة طيلة العام جهودها في الدعوة إلى التغيير، حيث طالبت بتأمين ممرات هجرة آمنة ودعت الحكومات في المنطقة إلى اتخاذ إجراءات لحماية المرتحلين.