Skip to main content
Idomeni camp eviction

تعبت من وجودي هنا وتعبت من العيش في الخوف

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

"تعبت من وجودي هنا وتعبت من العيش في الخوف"

سهام، 30 عاماً، من حلب في سوريا. كانت ما تزال في مخيم إيدوميني، في اليونان، في صباح الأربعاء حين حصل طاقمنا على هذه الشهادة عبر الهاتف.

جاءت الشرطة باكراً في الصباح وأخذت الكثيرين بعيداً. قلة فقط بقوا في المخيم الآن. أبنائي خائفون ولا أعرف ماذا علي أن أفعل. الناس الذين رحلوا إلى المخيمات الرسمية الجديدة لا يعجبهم الوضع هناك. لا أعرف إن كان علي الذهاب وعبور الحدود بطريقة غير شرعية، ولكن زوجي، الموجود في هولندا، لا يريدنا أن نعبر بشكلٍ غير شرعي.

وقليل من الطعام متوفر في الوقت الحالي. الناس قلقون إذا ما بقوا في إيدوميني من عدم الحصول على الطعام. لم يتم إخلاء أي ممن في منطقتي بعد، ولم يخبرني أحد بعد متى سيتم نقلي من هنا. يوم أمس عرفتُ من آخرين ممن ما زالوا في مخيم إيدوميني أن الناس على مدى سكة الحديد يتم إبعادهم. وفي هذا الصباح تم إبلاغ أشخاص آخرين يعيشون بالقرب مني أنه سيتم ترحيلهم أيضاً.

أشعر بتشوشٍ كبير. اعتدنا أن نشعر بالأمل في هذا المخيم وكنا نأمل أن يعاد فتح الحدود في ذات الوقت لكن الوضع تغير أمس. كان أطفالي يبكون الليلة الماضية من الجوع إذ ما من طعام متوفر لنا هنا. وأنا وحيدة مع ثلاثة أطفال في هذا المكان. لقد تم فصلنا عن زوجي وابني البالغ من العمر تسعة أعوام منذ سبعة أشهر. الآن كلاهما في هولندا.

وجدنا بعض الاستقرار هنا. لكنني لا أعرف ماذا سيكون مصيرنا الآن. إنه أمر محبط. أريد أن أعرف ماذا سيحصل لنا. فالوضع غير طبيعي وشديد التوتر.

إننا قلقون. لا نعرف إلى أين سنؤخذ، أبلغونا أننا سنعرف حين ننزل من الحافلة في المخيم الجديد. أخبرونا منذ مدة أننا سنُنقل عند نقطة ما لكن ليس بالقوة. لقد تعبت من وجودي هنا وتعبت من العيش في الخوف. ويقول لي زوجي إن ابني في هولندا منزعجٌ جداً ويشتاق لي كثيراً. أريد إعادة لم شمل أسرتي فقط، ساعدونا أرجوكم.

Idomeni camp eviction

الموت أرحم

ندى، 28 عاماً، من دير الزور في سوريا. عاشت في مخيم إيدوميني لأشهر وتم نقلها في 24 مايو مع أول مجموعة والآن هي داخل مخيم نيو كافالا. هذه شهادتها لأحد موظفينا ممن تابع بعض المرضى هناك من أجل الدعم النفسي بعد ما سارت أكثر من ساعة للحصول على الطعام والحليب لأطفالها.

يوم أمس، ظهر الكثير من رجال الشرطة في إيدوميني، كانوا يرتدون ملابس غريبة، أتوا من كل مكان يطلبون منا المغادرة. كنا خائفين من أن يستخدموا القنابل المسيلة للدموع. لدي 7 أطفال. كنت قلقة من حصول شيءٍ لأطفالي. الجميع كان خائفاً. والشرطة مسلحة، وكل العائلات قلقة على أطفالها.

من يملكون النقود عبروا الحدود بطريقة غير شرعية. أما من لا يملكونها كانوا يأملون أن يعاد فتح الحدود أو أن يحسنوا ظروف معيشتهم هنا.

لكن وضعنا سيئ في المخيم الجديد. إننا متعبون، لقد تحملنا ما فيه الكفاية من الحياة على هذا النمط. الوضع ليس جيداً، لا شيءَ جيداً هنا. الطعام سيئ، والمراحيض والحمامات ليست نظيفة. (مخيم) إيدوميني كان أفضل. جئنا هنا لأنه يفترض بأوروبا أن تكون متحضرة، ولكن أين هي الحضارة؟ أيُعامل الناس بهذه الطريقة في مجتمعٍ متحضر؟ جئنا إلى أوروبا بحثاً عن ملجأ. إن طلب اللجوء هو حق لنا.

أبنائي مستاؤون جداً. لا يمكنني أن أحممهم، فمورد المياه بعيد جداً عن خيمتنا ودائماً المياه شديدة الحرارة. كيف يمكنني استخدامها وهي بهذه السخونة؟ إنني قلقة بخصوص مستوى النظافة المتدني في المخيم الجديد، وقلقة من أن نصاب بالجرب. أطفالي خائفون، أريد أن أموت وأخرج من كل هذا.

بالمقابل، فالوضع ليس آمناً في سوريا (أجهشت بالبكاء، فأوقفنا المقابلة، ثم أرادت أن تتابع). لقد عاملونا بالسوء في سوريا، وعاملونا بالسوء في تركيا، ويعاملوننا بالسوء في أوروبا، لماذا؟ ألسنا بشراً أيضاً؟ ألستُ إنسانة؟ ألا أملك الحق في الحياة مثلهم (الأوربيين)؟ الموت أرحم.

لقد منحنا الكثير من الآمال الزائفة. أخبرونا أن الحدود ستفتح عدة مرات. كلها كانت آمالاً زائفة. الآن يخبروننا أن لجنة ستأتي وتنقلنا إلى دول مختلفة، ولكنني لا أصدق هذا. كل هذه أكاذيب. إننا نشعر بالإذلال، ولم يتبقَ معنا أي نقود. مُنِحنا أوراقاً قبل مغادرتنا إيدوميني تقول أننا "عديمو الجنسية". هل نحن عديمو الجنسية؟

المقال التالي
اليونان
بيان صحفي 26 مايو/أيار 2016