Skip to main content
MSF AWD ward in Kebridahar 2017

إصابة الآلاف بالإسهال المائي الحاد خلال أسوأ موسم جفاف منذ عقود

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

يشهد إقليم دولو في المنطقة الصومالية من أثيوبيا تفشيا هائل للإسهال المائي الحاد ، ويتفاقم هذا التفشي جراء إحدى أسوأ فترات الجفاف منذ 30 عاماً. استجابة لذلك، تعمل الطواقم التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود جنباً إلى جنب مع السلطات الصحية الأثيوبية للسيطرة على هذا التفشي، فيما تحذّر المنظمة من الحاجة الماسة إلى مزيد من التمويل الخارجي والموارد للحد من انتشار المرض أكثر.

بعد الإعلان الرسمي عن التفشي بشكل رسمي في 7 أبريل/نيسان، أصيب  أكثر من 16,000 شخص (بحسب منظمة الصحة العالمية) في المنطقة برمتها منذ بداية العام، إذ تم تسجيل حوالى 3,500 حالة جديدة في الشهر الواحد، وفقاً للسلطات المحلية.

وقد نشرت الحكومة حتى الساعة حوالى 1,200 عامل صحي من بينهم ممرضون وأطباء وأعدّت 100 مركز لعلاج الأشخاص المصابين بالمرض. وعلى الرغم من التراجع العام لأعداد المصابين بالإسهال المائي الحاد المسجلة في المنطقة، يبقى خطر الإصابة من جديد مرتفعاً.

وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة، تفيد طواقم منظمة أطباء بلا حدود التي تعمل في إحدى أكثر المناطق تأثراً في إقليم دولو من المنطقة الصومالية إنه لا يزال هناك نقص حاد في البنى التحتية - كالحفر والمضخات والشاحنات لنقل المياه وخزانات المياه الصالحة للشرب - ونقص في المنظمات الدولية المستجيبة لحالة الطوارئ هذه.وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص في هذه المنطقة، الذين هم غالباً من الرحّل، يستفيدون بشكل عام من موسم المطر لتخزين المياه للفترة المتبقية من العام.

لكن الأمطار كانت شحيحة في الموسمين الأخيرين، ما سبب جفاف حاد، وترك الناس في عدة مناطق يعيشون حالياً بأقل من ليترين من المياه في اليوم الواحد. ودون كمية كافية من المياه النظيفة، أُجبر الكثيرون على استعمال مصادر المياه غير المعالجة، ما يتسبب غالباً في انتشار الإسهال المائي الحاد.

بالنسبة إلى الطواقم الصحية، يعتبر علاج المرضى من الإسهال المائي الحاد دون توفر الإمدادات الكافية من المياه تحدياً كبيراً. فالعديد من المراكز الصحية باتت مكتظة جراء التفشي المفاجئ وتعمل منظمة أطباء بلا حدود إلى جانب شركائها لتعزيز الدعم المقدم إلى المراكز الصحية التابعة للحكومة ولتعزيز الاستجابة السريعة للمراكز المؤقتة خلال التفشي.

ويعتبر هذا التفشي الأخير أزمة أخرى ضمن سلسلة من الأزمات  تسبب بها الجفاف، الذي أدى إلى ارتفاع سعر الطعام بشكل حاد وما أجبر أعداد كبيرة من الأشخاص- من بينهم النساء والأطفال بشكل خاص- إلى السفر بحثاً عن المياه للبقاء وقطيعهم على قيد الحياة.

وغالباً ما يتردد إلى مسامعنا في المخيمات الغير رسميّة أن "كل حيواناتنا قد ماتت". إحدى النساء، التي نجا طفلها من سوء التغذية الحاد بعد أن تلقى العلاج في مركز واردر للتغذية العلاجية في قسم المرضى الداخليين التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، روت قصة شبيهة: "في السابق، انتقلنا مع حيواناتنا. لكن جملنا الأخير توفي لتوه والآن علينا المكوث بالقرب من منطقة نجد فيها مصدر مياه".

وهذه المخيمات مبعثرة في المنطقة مما يجعل الاستجابة السريعة أمراً مليئاً بالتحديات.وتجدر الإشارة إلى أن 5.7 مليون شخص هم في حاجة للمساعدة الغذائية في أثيوبيا، وفقاً للأمم المتحدة. وقبل الإعلان عن التفشي الأخير، أبلغت منظمة أطباء بلا حدود والحكومة الأثيوبية عن الارتفاع المنذر بالخطر في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في منطقة دولو.

وفي الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2017، عالجت طواقم منظمة أطباء بلا حدود في إقليم دولو في المنطقة الصومالية من إثيوبيا 2,352 مريضاً يعانون من سوء التغذية الحاد في المراكز المدعومة من قبل منظمة أطباء بلا حدود، مقارنة بالعدد المسجل على مدار العام 2016 والبالغ 1,230.

ويعتبر سوء التغذية الحاد مهدداً للحياة وخاصة للأطفال. وقد شهدت طواقم منظمة أطباء بلا حدود التي تعالج الناس - جنباً إلى جنب مع السلطات الصحية - من الإسهال المائي الحاد في جيلادي ودانود أعداداً كبيرة من الأطفال ما دون سن الخامسة ظهرت لديهم عوارض واضحة لسوء التغذية. وفي هذا السياق أفاد رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في أثيوبيا أوليفر شولز إن: "الجفاف وسوء التغذية والمرض هي مزيج مميت. ثمة حاجة ماسة إلى توفير المياه النظيفة والبنى التحتية والتمويل. وفي حال لم يحصل ذلك، ستكون المزيد من الأرواح  في خطر".