Skip to main content

منظمة أطباء بلا حدود تدعو إلى إنهاء قمع الجيش البحريني للمرضى

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
الخدمات الصحية مشلولة: الجيش البحريني يقمع المتظاهرين pdf — 96.72 KB لتحميل التقرير

المنامة، البحرين/بروكسل: أدانت منظمة أطباء بلا حدود اليوم استخدام المرافق الطبية في البحرين لقمع المتظاهرين، مما يجعل من المستحيل على الجرحى الذين يصابون خلال الاشتباكات تلقي العلاج.

ويبين تقرير صدر عن أطباء بلا حدود اليوم كيف أن مستشفيات البحرين ومراكزها الصحية لم تعد ملاذاً آمناً للمرضى والجرحى، إنما أضحت أماكن تبعث على الخوف.

وتقول المنسقة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود لطيفة عيادة: "تُستخدم الجروح، خاصةً تلك الناجمة عن الأعيرة النارية التي تستخدمها الشرطة والجيش، للتعرف على المتظاهرين بهدف اعتقالهم، كما أن السلطات البحرينية تلجأ إلى الحرمان من الرعاية الطبية لردع الناس عن التظاهر. أصبحت المرافق الطبية طعماً للتعرف على أولئك الذين يجرؤون على طلب الرعاية ومن ثم اعتقالهم".

منذ أن بدأت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتظاهرين في فبراير/شباط، لم تعد المرافق الصحية في البحرين -والتي كانت تعمل جيداً بشكل عام من حيث المواد والبنى التحتية والطواقم المؤهلة- تخدم الاحتياجات الطبية لجميع السكان. وقد كان مستشفى السلمانية، وهو مستشفى الإحالات العام الوحيد في البحرين، خالياً عملياً حين زارته مؤخراً منظمة أطباء بلا حدود.

وأخبر المصابون الذين أدخلوا إلى مستشفى السلمانية طواقم أطباء بلا حدود كيف أن أفراداً من الجيش قاموا بضربهم حتى على مكان الجروح. كما تعرض مرضى آخرون للاعتقال داخل المرافق الطبية بعد اكتشاف أن إصاباتهم مرتبطة بالتظاهرات، فباتت مخاطر الذهاب إلى المستشفيات أو المراكز الصحية تجبر المرضى غالباً على عدم طلب الرعاية الطبية. 

هذا وإن استخدام مستشفى السلمانية كموقع للتظاهرات ومن ثم احتلال الجيش للمرفق، متبوعاً باستهداف المرافق الصحية والطواقم الطبية، كلها أمور قوّضت من قدرة المرافق الصحية على توفير الرعاية الطبية غير المتحيزة. 

وقد اقترحت منظمة أطباء بلا حدود بدء عمليات استجابة طبية طارئة في البحرين، تقوم من خلالها فرق المنظمة بمرافقة المرضى إلى المرافق الصحية لضمان علاجهم وكي لا يستهدفوا بغرض الاعتقال، وكذلك كي يتسنى للعاملين الطبيين القيام بواجباتهم دون تحيز ودون خوف من القصاص. لكن للأسف لم تتمكن المنظمة من الحصول على ضمانات بعدم استهداف المرضى الذين سترافقهم.

وإزاء هذا قال مدير عام منظّمة أطباء بلا حدود كريستوفر ستوكس: "إن إعلان الجيش للمستشفى هدفاً عسكرياً مشروعاً وتحويل النظام الصحي إلى أداة يستخدمها الجهاز الأمني، أمران يتجاهلان ويقوضان تماماً حقّ جميع المرضى بالحصول على العلاج في بيئة آمنة وأنه يقع على عاتق جميع الطواقم الطبية واجب أساسي بتقديم العلاج دون تمييز".

ولا بد من اتخاذ جميع التدابير لاستعادة قدرة السكان في الحصول على العلاج دون خوف وبالأخص إخراج الجيش من مستشفى السلمانية. كما ينبغي أن يضمن المتظاهرون بألا يتحول المستشفى إلى نقطة تجمع للتظاهرات.

كما تودّ منظمة أطباء بلا حدود التأكيد على ضرورة أن تحترم السلطات، وهذا واجبها، مواد القانون الإنساني الدولي، وخصوصاً تلك المتعلقة بحماية واحترام المرافق والطواقم الطبية. كما أن هذه القوانين تحمي المدنيين والمرضى والجرحى والسجناء. واليوم، تقع على عاتق السلطات مسؤولية استعادة وظيفة الخدمات الصحية. 

هذا ويجب على قوات الشرطة والجيش والمخابرات أن تتوقف عن تحويل النظام الصحي إلى وسيلة لقمع المتظاهرين ويتعين عليها السماح للطواقم الطبية العودة للوقوف على واجبها الأساسي في توفير الرعاية الطبية بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو الطائفية للمرضى.