في 28 مارس/آذار، ضرب زلزال بقوة 7.7 درجة ميانمار، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف من الناس. ومنذ ذلك الحين، تعمل فرق أطباء بلا حدود في منطقة ماندلاي، التي تقع على بعد 20 كيلومترًا من مركز الزلزال، لتوفير الرعاية الطبية والمساعدات النفسية والمواد الأساسية للناس.
حتى الآن، رمّمنا 140 مصدرًا للمياه لـ 475 عائلة، ووزعنا أطقمًا تحتوي على الصابون وفراشي الأسنان ولوازم نسائية وناموسيات لأكثر من 2,000 عائلة، ودربنا أكثر من 200 متطوع على الإسعافات النفسية الأولية. ومن خلال عيادتنا المتنقلة في 8 مواقع في أنحاء منطقة ماندلاي، التقى فريقنا وقدم الرعاية للأشخاص الذين تضرروا بشكل مباشر، ومنهم ما وين وي وثين زاو وخين ميو خينغ الذين قدموا شهاداتهم لنا حول ذلك اليوم.

ما وين وين
كنت أنا وزوجي نتناول الغداء عندما بدأ [الزلزال]. ركض زوجي باتجاه ابننا وسقط بين المطبخ والمنزل الرئيسي. عندما سقط، وقع عليه الطوب واحدة تلو الأخرى. وعندما انهار كل شيء، لم أعد أعرف ماذا أفعل.
شعرت برأسي وكأنه يحترق. وارتطم حجر كبير برأسي. عندما انتهت الهزة، سقط حجر كبير آخر من المنزل وضرب رأسي.
عندما ضرب الزلزال، علِق اثنان من أطفالي وأختي وزوجها وأخي الصغير وموظف داخل المنزل. كنت أول من خرج. ثم خرج زوج أختي. وبعد أن خرج ووصل والدي إلى المنزل، أنقذوا ابني – استغرق الأمر خمس ساعات لإخراجه من تحت الأنقاض. وجدوا ابني محتضَنًا بين ذراعي أختي. لم تنجُ هي وفقدتُ زوجي أيضًا. اعتقدت أنه نجا، لأنه كان أول من بدأ في الركض. أشعر بالأسف أن طفلي فقد والده وهو في هذه السن المبكرة.
نحن الذين بقينا على قيد الحياة أصبنا بجروح. قُطِعت الأوردة التي في معصمي. ذهبت إلى مستشفى في ماندلاي على الفور. ما زلت لا أستطيع ثني يدي أو مدها. جئت إلى العيادة اليوم لأرى كيف حال يدي.
منذ ذلك الحين وطفلي خائف جدًا. أخشى أن يحدث ذلك مرة أخرى. أريد فقط أن يعود زوجي.

ثين زاو
في 28 مارس/آذار، كنت أنا وزوجتي وابنتي جميعًا في المقهى الذي أعمل فيه في الطابق الرابع نصنع الكعك والسموسة لليوم التالي. كنت على وشك فتح المقهى، وكنت أرتب المكونات وفي تلك اللحظة، سمعت دويًّا عاليًا.
في الحقيقة، اعتقدنا في البداية أنه انفجار لغم أو قنبلة، فقد جئنا إلى هنا من منطقة النزاع؛ لذلك بدا الأمر مألوفًا جدًا.
ثم سقط تمثال بوذا، وعندما سقط، قالت زوجتي، "زلزال، زلزال، زلزال، اجلسوا". لدي ساق واحدة فقط - تعرضنا لحادث دراجة نارية قبل عامين ونصف - واعتقدت أننا لا نستطيع الهرب لأننا كنا في الطابق الرابع. كنت أحمي ابنتي وزوجتي تحميني. كان المنزل يهتز. اضطررنا إلى إزالة أشياء للخروج من المنزل.
عندما وقعت الهزة الارتدادية، كنا على الطريق في عربة ريكشو – نريد العودة إلى البيت. عدنا جميعًا إلى المنزل، فقد بقي صامدًا.
انهارت العديد من المباني في حيّنا. لم يكن هناك ما يكفي من سيارات الإسعاف. تمكنا من المساعدة في حمل المصابين والموتى بدراجتنا ثلاثية العجلات. فعلنا ما بوسعنا. عندما رأينا تلك المباني المنهارة، انتابتنا مشاعر مزعجة. كان في قلبي شعور سيء.
أصيبت يد ابنتي بجروح طفيفة. لم تكن إصابة شديدة. ولكنها عندما تسمع صوتًا مرتفعًا الآن، تشعر بأنها تريد أن تهرب. تتسارع دقات قلبها، وتشعر بالفزع. كانت ترغب في العيش في مبنى كبير مكون من 3 أو 4 طوابق، لكنها الآن تشعر بالخوف الشديد بعد هذا الزلزال.

خين ميو خينغ
ابنتي الصغرى لديها سعال، لذلك جئت إلى العيادة لفحصها. جئنا أنا وأختي إلى العيادة معًا، فهي حامل. بعد الزلزال أرادت الاطمئنان أن كل شيء على ما يرام، فجاءت لإجراء فحص طبي.
يوم 28 مارس/آذار، كان لدينا زوار في منزلنا. كنا في المطبخ نطبخ لهم الأرز ونقلي لهم الكعك. عندما بدأ الزلزال، اعتقدت في البداية أنها كانت تمطر. من المطبخ ناديت على والدتي، "أمي، المطر قادم، إنها تمطر، إنها تمطر، إنها تمطر، إنها تمطر". ثم أدركت أنه لم يكن مطرًا، بل زلزالًا.
كنت قلقة جدًا على طفلي ذي الأربعة أشهر في الغرفة الأخرى. قالت والدتي، "لا تركضي، سأهتم أنا بالصغير". ثم صرخت زوجة أخي، "لا تركضي، اجلسي".
جلست في المطبخ مع ابنتي ذات الستة أعوام، وكدنا نسقط على الأرض. الكرسي الخشبي الذي كنا نجلس عليه انقلب وضرب رأسي، لكنني كنت محظوظة.
لم يسبق لي أن تعرضت لمثل هذا الزلزال العنيف.