Skip to main content
An aunt calms her 9-year-old niece

الأشخاص الفارون من النزاع في السودان يواجهون أزمة صحية جديدة

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • ندعو إلى استجابة عاجلة من قبل الجهات المانحة والجهات الإنسانية الفاعلة حيث أن أعدادًا مثيرة للقلق من الأطفال الذين يصلون إلى جنوب السودان مصابون بالحصبة.
  • لتجنب إزهاق الحصبة لمزيد من الأرواح، لا بد من زيادة الدعم الغذائي وتوفير اللقاحات الاستدراكية للجميع. 

جوبا - سجلت فرق منظمة أطباء بلا حدود ارتفاعًا مقلقًا في حالات الحصبة وسوء التغذية في مرافقها في جنوب السودان، لا سيما بين العائدين ممن فروا من النزاع في السودان والمجتمعات المضيفة. وفي ولايات أعالي النيل والوحدة وشمال بحر الغزال وواراب، تستقبل المرافق الطبية التابعة للمنظمة المرضى، لا سيما الأطفال دون سن الخامسة ممن يعانون من الحصبة وغيرها من الأمراض الحرجة.

ومع ازدياد أعداد العائدين عبر مواقع حدودية متعددة، تدعو أطباء بلا حدود المانحين والجهات الفاعلة الإنسانية إلى الإسراع في تحسين نظام الفحص والمراقبة وتكثيف استجاباتها عند نقاط الدخول إلى مواقع إعادة التوطين لضمان ظروف كريمة للنازحين والمجتمعات المضيفة.

وفي هذا الصدد، يوضح رئيس بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، محمد إبراهيم، "لا بد من تعزيز الاستجابة الغذائية ومكافحة انتشار الحصبة بشكل فوري. يجب أيضًا أن تستمر عملية المراقبة وأن تُوفّر جرعات استدراكية من اللقاح على مدار الساعة عند نقاط الدخول".

أنشطة أطباء بلا حدود في جنوب السودان
الدكتور ران جالكيول يفحص طفلًا تم إدخاله إلى جناح عزل الحصبة في المرفق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في مقاطعة لير بولاية الوحدة. جنوب السودان، في 10 يوليو/تموز 2023.
Nasir Ghafoor/MSF

ويضيف، "ومن جانب آخر، يجب نشر فرق تطعيم متنقلة في مواقع الاستقبال ومواقع العبور وضمن المجتمعات المضيفة لضمان استمرار المراقبة وتوفير اللقاحات الاستدراكية للوافدين الجدد إن لم يتلقوها عند الحدود. هذا ولا بد من تعزيز المراقبة المجتمعية لتجنب أي انتشار إضافي للحصبة".

منذ اندلاع النزاع وحتى الأسبوع الأول من أغسطس/آب، سُجِّل عبور أكثر من 200,000 شخص إلى جنوب السودان، ينحدر أكثر من 90 في المئة منهم من جنوب السودان، حيث يصلون منهكين وفي ضعف شديد. وينتهي المطاف بهؤلاء، علمًا أنّ أغلبهم من النساء والأطفال، إمّا منتشرين في أنحاء البلاد ويعانون من أجل الاندماج مع المجتمع، أو في مراكز عبور على مقربة من الحدود؛ ويحتاجون في كلتا الحالتين إلى خدمات أساسية كالرعاية الصحية، والقدرة على الوصول إلى المياه النظيفة والبنى التحتية اللازمة للصرف الصحي، والمواد الغذائية وغير الغذائية، والحماية، والمأوى.

نحن بحاجة إلى ثلاثة أشياء للنجاة، الطعام أولًا، والأغطية البلاستيكية لتأوينا ثانيًا، والدواء ثالثًا. نياكيري نين التي تخضع ابنتها البالغة من العمر عامين لعلاج الحصبة في مستشفى أطباء بلا حدود في مخيم بنتيو للنازحين في ولاية الوحدة

وتشرح نياكيري نين التي تخضع ابنتها البالغة من العمر عامين لعلاج الحصبة في مستشفى أطباء بلا حدود في مخيم بنتيو للنازحين في ولاية الوحدة، "ظروفنا مروّعة. لا طعام لدينا ونعيش تحت الأشجار. نحن بحاجة إلى ثلاثة أشياء للنجاة، الطعام أولًا، والأغطية البلاستيكية لتأوينا ثانيًا، والدواء ثالثًا".

استجابة أطباء بلا حدود

وفي ظل التدفق المقلق لمرضى الحصبة في الرنك وبنتيو، أنشأت أطباء بلا حدود أجنحة عزل مخصصة للمرضى، كما عززت قدرة مرافقها على علاج عدد أكبر من المرضى في أويل ولير وملكال.

وفي مقاطعة تويك، دعمت أطباء بلا حدود إنشاء وتجهيز وحدة عزل تضم 25 سريرًا لمرضى الحصبة في مستشفى ماين أبون، وتدعم تدريب العاملين الصحيين على الخطوط الأمامية لتعريف الحالات وتحديد المصابين وإدارة حالاتهم في ثمانية مراكز للرعاية الصحية الأساسية في المقاطعة.

وفي ولاية أعالي النيل، تشكّل مدينة الرنك أكثر نقاط الدخول ازدحامًا للهاربين من النزاع إلى جنوب السودان والذين يأتي الكثير منهم من ولاية النيل الأبيض السودانية، حيث سجلت فرق أطباء بلا حدود خلال الشهر الماضي أكثر من 1,300 إصابة مشتبهة بالحصبة. ومنذ 20 يونيو/حزيران 2023، استقبل جناح العزل الذي أنشأته أطباء بلا حدود في مستشفى مقاطعة الرنك 317 مريضًا، 75 في المئة منهم من العائدين.

فرت مارثا نياريك من الخرطوم مع أطفالها الذين بدأت تظهر عليهم أعراض الإصابة بالحصبة أثناء الرحلة "كنا نشرب من ماء النهر في ملكال الذي يقارب لونه الأحمر. عندما استقللنا القارب من ملكال إلى بنتيو، بدأت أعراض الحصبة تظهر عليهم".
An MSF nurse examines a child admitted to an ITFC

يتحمل صغار السن الضرر الأكبر من الوضع، إذ يمثل الأطفال دون سن الرابعة أكثر من 80 في المئة من المرضى، فيما تلقّى أقل من 15 في المئة منهم اللقاح المضاد للحصبة. ينتشر المرض على قدم وساق في ظل اكتظاظ مراكز العبور التي يعيش فيها العائدون وازدحام القوارب والشاحنات التي يسافرون على متنها.

في بالويش، أطلقت أطباء بلا حدود استجابة طارئة لثلاثة أسابيع في 27 يوليو/تموز 2023 للتركيز على تلبية الاحتياجات الصحية والغذائية لأكثر من 3,000 شخص يسكنون المخيم. 

وفي هذا السياق، تتحدث مارثا نياريك عن ابنتها نياغينغ ماويش البالغة من العمر عامًا واحدًا وابنها بول ماويش البالغ من العمر ثلاث سنوات اللذين كانا من بين مئات المرضى الذين عالجتهم فرق أطباء بلا حدود الطبية في ولاية الوحدة، وتقول، "كان أطفالي في صحة جيدة في الخرطوم. ولكن أصابهم الإسهال على الطريق وأخذت صحتهم بالتدهور. كنا نشرب من ماء النهر في ملكال الذي يقارب لونه الأحمر. عندما استقللنا القارب من ملكال إلى بنتيو، بدأت أعراض الحصبة تظهر عليهم".

لتجنب إزهاق الحصبة لمزيد من الأرواح، لا بد من زيادة الدعم الغذائي وتوفير اللقاحات الاستدراكية للجميع. ران جالكيول، طبيب في أطباء بلا حدود

في ملكال، يبقى الوضع الإنساني في مخيم عبور بولوكات مزريًا ويزداد سوءًا بسبب نقص الغذاء واستمرار حركة العائدين إلى وجهتهم النهائية. يأتي الوافدون بأعداد كبيرة وبينهم الكثير من المرضى، وخصوصًا الأطفال. هذا وتسجل مرافق أطباء بلا حدود زيادة مستمرة في عدد المصابين بسوء التغذية.

افتتحت المنظمة عيادة متنقلة في مخيم العبور، بينما يعمل مستشفى أطباء بلا حدود، وهو المرفق الوحيد للرعاية الصحية المتخصصة للأطفال في المنطقة، متجاوزًا قدرته الاستيعابية. أما مستشفى أطباء بلا حدود في أويل، فقد شهد زيادة بنسبة 65 في المئة في حالات سوء التغذية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ويشرح الطبيب في أطباء بلا حدود، ران جالكيول، "عندما يُصاب الأطفال بسوء التغذية، يزيد احتمال إصابتهم بالحصبة وخطر وفاتهم. معظم مرضانا هم من الأطفال غير المحصنين. ولتجنب إزهاق الحصبة لمزيد من الأرواح، لا بد من زيادة الدعم الغذائي وتوفير اللقاحات الاستدراكية للجميع، وخصوصًا الأطفال العائدون من عمر ستة أشهر وما فوق. وتجدر الإشارة إلى أن الخطر الأكبر يطال الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وأربعة أعوام".

لطالما رزح جنوب السودان تحت خطر تفشي الحصبة بشكل منتظم. في عام 2022، أعلنت السلطات الصحية في جنوب السودان عن تفشي الحصبة مرتين، مع تأثير التفشي الأخير على جميع الولايات والمناطق الإدارية. ويفرض تدفق العائدين وتزايد عدد المصابين بالحصبة من السكان والنازحين وأفراد المجتمعات المضيفة عبئًا إضافيًا على نظام الرعاية الصحية الذي لم يكن يقوى أساسًا على تلبية الاحتياجات.

المقال التالي
جنوب السودان
بيان صحفي 22 فبراير/شباط 2024