
2,280
2,28
بدأنا عام 2017 بموجب اتفاقية رسمية مع وزارة الصحة في ناورو بتوفير خدمات الإرشاد النفسي والرعاية الطبية النفسية المجانية لأهالي ناورو وكذلك لطالبي اللجوء واللاجئين الذي يتم إرسالهم إلى الجزيرة في إطار سياسة أستراليا التي تقوم على النظر والبت في طلبات اللجوء خارج حدود بلادها.
وبموجب هذه السياسة فإن طالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى أستراليا بحراً يتم إرسالهم إلى جزر نائية في المحيط الهادئ ليتم النظر في طلبات لجوئهم. وحين بدأنا أنشطتنا على الجزيرة كان الكثير منهم قد قضوا أكثر من خمس سنوات وفقدوا الأمل تماماً بالانتقال إلى أي مكان آخر.
لكن وبعد مضي 11 شهراً على بدء عملياتنا وبدون أي سابق إنذار، أبلغتنا حكومة ناورو في أكتوبر/تشرين الأول بأن خدماتنا لم تعد مطلوبة ويجب علينا وقفها خلال 24 ساعة، مما جعلنا نترك بشكل مفاجئ مئات المرضى الذين كانوا بحاجة ماسة إلى الرعاية.
وكنا قد نشرنا في ديسمبر/كانون الأول أول تقرير مستقل يبين مدى الطوارئ على مستوى الصحة النفسية. فقد تطلب أكثر من نصف مرضانا من الأهالي المحليين العلاج من الذهان. أما بالنسبة للمرضى من اللاجئين وطالبي اللجوء، فقد حاول 30 بالمئة منهم الانتحار فيما فكر 60 بالمئة منهم بذلك. وكان من الملفت أن معظم المرضى من الأهالي المحليين قد تحسنوا بعد خضوعهم لرعاية أطباء بلا حدود في حين أن 11 بالمئة فقط من اللاجئين وطالبي اللجوء تحسنوا، وهذا يبين الصلة بين الاحتجاز إلى أجل غير مسمى وتدهور الصحة النفسية. وقد دفعت تلك الموجودات المنظمة إلى المطالبة علناً بإنهاء هذه السياسة التي تتبعها أستراليا والإجلاء الفوري لجميع اللاجئين وطالبي اللجوء إلى مكان آمن يمكنهم أن يحصلوا فيه وبسرعة على إمكانية إعادة التوطين بشكل دائم.