Skip to main content
MSF Ebola Training Brussels 2014

غرب أفريقيا: العاملون في مكافحة فيروس إيبولا في خطر

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

يتواجد العاملون الطبيون وغير الطبيين التابعون لوزارات الصحة في البلدان المعنية، بالإضافة إلى المنظمات غير الدولية التي تساندهم، في الخطوط الأمامية للمعركة ضد وباء إيبولا منذ بدء تفشيه في غرب أفريقيا في مارس/آذار 2014.

وعلى الرغم من تدابير الحماية الصارمة التي تفرضها منظمة أطباء بلا حدود في مكان العمل، يبقى الخطر داهماً. غير أن التهديد الأكبر يكمن في انتقال العدوى ضمن المجتمع، وليس خلال أوقات العمل. فمنذ مارس/آذار 2014، أصيب 14 عاملاً في منظمة أطباء بلا حدود بفيروس إيبولا؛ وللأسف، توفي 8 منهم.

في غياب الحماية المناسبة، يتعرض الطاقم الطبي المتصل مباشرة بمرضى وباء إيبولا لخطر الإصابة بالفيروس. وتُشير التقديرات إلى إصابة أكثر من 240 عاملاً طبياً بالفيروس منذ تفشيه وقد توفي منهم 120 شخصاً. كما أصيب آخرون فيما يخشى عدد كبير التوجه إلى العمل. وفي سيراليون وليبيريا، حصلت بعض المراكز الصحية على المعدات اللازمة للعزل والحماية والتطهير، ما يعرض عدداً أكبر من العاملين والمرضى لخطر الإصابة. واليوم، باتت مراكز صحية عديدة مقفرة، ما يترك آلاف الأشخاص من دون رعاية طبية.

تدابير سلامة صارمة للعاملين في منظمة أطباء بلا حدود

نظراً لطبيعة العمل التي تتضمن نسبة خطر مرتفعة، تطبق منظمة أطباء بلا حدود تدابير صارمة لمراقبة العدوى. وتتضمن هذه التدابير الرداء الواقي الإلزامي للمتعاملين مباشرة مع المرضى المصابين. كما تُقدم المنظمة الرعاية في مراكز إدارة فيروس إيبولا، وهي مصممة خصيصاً لتأمين أفضل شروط السلامة الممكنة للعاملين. وهناك مساحة كافية بين المريض والآخر، وفصل واضح بين المناطق ذات الخطر المرتفع ومناطق الخطر المنخفض، وإضاءة كافية وإدارة آمنة للنفايات وتنظيف وتطهير منتظم للأجنحة.

كما تحدّ الضوابط الإدارية من عدد الأشخاص الذين يسمح لهم الدخول إلى منطقة الخطر المرتفع، مما يحد من عدد العاملين الذين يمكن أن يتعرضوا للفيروس. فيقتصر الدخول على العاملين الذين يجب أن يدخلوا، مع تحديد وقت مكوثهم في الداخل.

ويتناوب العاملون الأجانب لدينا كل أربعة إلى ستة أسابيع للتأكد من أنهم ليسوا منهكي القوى، ما يساعد في الوقت عينه على الحد من المخاطر. ولا يعمل الموظف أبداً بشكل منفرد بل يرافقه دائماً زميل له. إنها قاعدة بالغة الأهمية إذ يرعون بعضهم البعض للتأكد من عدم اقتراف أي خطأ والحد من التعب.

وبفضل سنوات الخبرة المديدة في معالجة فيروس إيبولا، تعي المنظمة كيفية الحد من المخاطر على فريق عملها. ولكن لا يمكننا أبداً أن نضمن عدم الإصابة، كما نعمل على توعية العاملين لدينا وإعلامهم بذلك قبل قبولهم العمل في أي مشروع إيبولا.

مخاطر حقيقية في المجتمع خارج المرافق الطبية

بالإضافة إلى المخاطر في المرافق الطبية، يتواجد فيروس إيبولا في المجتمعات في غينيا وليبيريا وسيراليون ويشكل بذلك خطراً على الجميع. ويعيش العاملون التابعون للمنظمة ضمن المجتمع وهم على اتصال بأفراده كما هو الحال في البلدان الأخرى حيث تعمل المنظمة. وتواجه حالياً هذه المجتمعات مخاطر كبيرة مع انتشار الفيروس؛ وموظفو منظمة أطباء بلا حدود ليسوا بمنأى عن ذلك.

وبالنسبة إلى المنظمة، وعلى الرغم من التدابير الوقائية المعتمدة والتدريب والمعلومات التي تعطيها إلى العاملين الطبيين بشأن السلوك الواجب اتباعه في العمل وفي المجتمع، لا يمكن إلغاء خطر الإصابة كلياً. كما تكمن مسؤولية المنظمة في الحفاظ على بيئة عمل آمنة إلى أقصى الحدود.

ومنذ بدء مكافحة منظمة أطباء بلا حدود للوباء في مارس/آذار، أصيب 13 عاملاً محلياً وعامل أجنبي واحد بالوباء وأدخلوا إلى مراكز إدارة وباء إيبولا. للأسف، توفي منهم ثمانية.

ومن المرجح أن تفضي التحقيقات المعمقة إلى إصابة معظم العاملين لدى المنظمة بالفيروس خارج نطاق العمل. لكن تذكرنا هذه الأحداث المؤلمة بمدى تفشي فيروس إيبولا وبقدرته على إصابة أي كان.

خسارة العاملين يتسبب بفجوة عميقة

تشكل مأساة وفاة العاملين في مكافحة فيروس إيبولا، إلى جانب وفاة مئات آخرين، ضربة قاسية لجهود مكافحة الوباء، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى العمل المباشر والملموس لمراقبة انتشاره قبل فقدان السيطرة عليه.

ويتوقع أن يُصاب عدد أكبر من العاملين في المنظمة ومن عائلاتهم بفيروس إيبولا في ظل وجود ما يقارب 3,000 عامل في المنطقة، وذلك نظراً للتوسع السريع للفيروس في المجتمعات والاستجابة الدولية البطيئة. وفي هذا الصدد، تحث أطباء بلا حدود مرة جديدة الدول على العمل مباشرة في مساعدة البلدان المعنية على احتواء الوباء.

المقال التالي
الحمى النزفية
تحديث حول مشروع 12 مايو/أيار 2017