Skip to main content
Pakistan floods - North Sindh

الملاريا وسوء التغذية بين الأطفال في السند وشرق بلوشستان يشيران إلى أن وضع الطوارئ جراء الفيضانات لم ينته بعد

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • بعد مرور ستة أشهر على الفيضانات التي دمرت باكستان، مازالت الاحتياجات الأساسية للناس في المناطق الأكثر تضررًا غير ملباة.
  • يؤدي نقص الطعام المناسب والمياه والرعاية الصحية بين المجتمعات المتضررة إلى أعداد مرتفعة من الملاريا وسوء التغذية.
  • ينبغي على المنظمات الدولية والوطنية في باكستان توسيع نطاق استجابتها وتوفير الطعام والمياه وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية والمأوى بشكل عاجل.

السند، باكستان - تشهد منظمة أطباء بلا حدود أعدادًا كبيرة مثيرة للقلق من المرضى المصابين بالملاريا والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ضمن المجتمعات المتضررة من الفيضانات التي تساعدها المنظمة في إقليمي السند وشرق بلوشستان في باكستان

وقد بدأت الفيضانات الكارثية في يونيو/حزيران، ومازال الوضع يشكل حالة طوارئ، مع وجود احتياجات إنسانية حرجة، كما أن الاستجابة الحالية غير كافية. ومازالت الاحتياجات الأساسية للناس الذين يعيشون في المناطق الأكثر تضررًا من الفيضانات، كالحصول على المساعدات الغذائية الأساسية والرعاية الصحية ومياه الشرب الآمنة، غير ملباة. 

وفي هذا الصدد، يقول منسق الطوارئ في أطباء بلا حدود في شمال السند وشرق بلوشستان، إدوارد تايلور، "لقد مرت أشهر على هذه الاستجابة، ولا تزال فرقنا في السند وشرق بلوشستان ترى أناسًا يعيشون في خيام ومساكن مرتجلة. وفي أشهر الشتاء هذه، يصبح الناس أكثر عرضة للخطر. وفي حين تحول التركيز نحو التعافي وإعادة الإعمار، لا توجد استجابة إنسانية واسعة النطاق لتلبية الاحتياجات الفورية للناس".

الفيضانات في باكستان
صورة لقرية ضربتها الفيضانات حيث اضطرت العائلات إلى الاحتماء في خيام على الحدود بين شرق بلوشستان وشمال السند. باكستان، في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
Zahra Shoukat/MSF

في السند وشرق بلوشستان، تشهد فرق أطباء بلا حدود أعدادًا كبيرة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى تلقي علاج الملاريا. وعلى الرغم من حلول فصل الشتاء، حين يُتوقع أن تنخفض معدلات الإصابة بالملاريا، بقيت معدلات الإصابة مرتفعة إذ بلغت نسبة 50 في المئة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول بين المرضى الذين خضعوا للفحوصات في عياداتنا الطبية المتنقلة. وتجدر الإشارة إلى أنّنا قد عالجنا أكثر من 42,000 مريض منذ أكتوبر/تشرين الأول. 

وقد دمرت الفيضانات مساحات واسعة من المحاصيل والماشية، التي تمثل مصدر الدخل الرئيسي للكثير من المجتمعات المحلية. وفي عياداتنا الطبية المتنقلة في شمال السند وشرق بلوشستان، تشهد منظمة أطباء بلا حدود بالفعل أعدادًا مقلقة من سوء التغذية الحاد.

ومنذ بدء أنشطتنا في هذه المناطق، أجرينا فحوصات مسحية لـ  28,313 طفلاً للكشف عن سوء التغذية في عياداتنا الطبية المتنقلة. ومن بين أولئك الذين خضعوا للفحوصات، كان 23 في المئة (6,489) يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد و31 في المئة (8,738) يعانون من سوء التغذية الحاد المعتدل، ويشكلون أكثر من نصف الأطفال الذين تلقّيناهم في عياداتنا.

تدير فرق الطوارئ التابعة لأطباء بلا حدود عيادات متنقلة وفرق مكافحة الملاريا التي تزور أكثر من 50 موقعًا أسبوعيًا في مناطق دادو وجاكوب أباد وشهدادكوت في السند وجعفر أباد ونصير أباد وسهباتبور وجهل مكسي وأسطه محمد في شرق بلوشستان. وحتى الآن، قدمنا الرعاية الطبية الأساسية لأكثر من 92,000 شخص، يتعلق معظمها بالأمراض الجلدية والملاريا والتهابات الجهاز التنفسي والإسهال. 

ينبغي أن يكون ضمان توفير الغذاء الكافي والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والمأوى أولوية للاستجابة الدولية والوطنية للفيضانات الكارثية في باكستان. إدوارد تايلور، منسق الطوارئ في أطباء بلا حدود في باكستان

يجد العائدون إلى قراهم منازل وأراضٍ مدمرة محاطة بالمياه الراكدة. وتؤثر الخسارة المدمرة للمنازل والممتلكات على الصحة النفسية للناس، وكذلك على سبل عيشهم. لذلك، تقدم فرق أطباء بلا حدود الإسعافات النفسية الأولية وجلسات الاستشارة الجماعية لدعم الناس خلال هذا الوقت العصيب للغاية.

وفي الوقت نفسه، يواجه الأشخاص الذين بقوا في المخيمات والملاجئ غير الرسمية خطر الشتاء الزاحف. وتواصل أطباء بلا حدود تكييف عملية توزيع المواد غير الغذائية خلال هذا الموسم مع توفير بطانيات إضافية لفصل الشتاء؛ وخلال الأسبوعين الماضيين، تلقت 6,000 أسرة حزم الإغاثة هذه. 

ويضيف تايلور، "في ديسمبر/كانون الأول، شهدت فرقنا الطبية معدلات مرتفعة من الملاريا وسوء التغذية الحاد والالتهابات الجلدية. وعلى المنظمات الإنسانية والوكالات الحكومية المشاركة في الاستجابة ألا تنسى أن الوضع لا يزال حرجًا. ففي المناطق التي نعمل فيها، لم تنحسر المياه بعد، ومازالت الاحتياجات الطبية والإنسانية الطارئة مرتفعة. يحتاج الناس إلى الحصول على المساعدات الغذائية ومياه الشرب الآمنة والرعاية الصحية والمأوى بشكل عاجل. مازلنا في مرحلة الطوارئ". 

الفيضانات في باكستان
ممرضة في أطباء بلا حدود تجري اختبار الملاريا السريع للابنة البكر لسير ديل الذي أحضر أطفاله إلى العيادة المتنقلة التابعة لأطباء بلا حدود بعد أن ظهرت عليهم الحمى خلال الأيام السابقة. إقليم بلوشستان، باكستان، في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
Zahra Shoukat/MSF

وجد العديد من الناس الذين يمكن الوصول إلى قراهم الآن في السند وشرق بلوشستان، أن مصادر المياه لا تزال ملوثة ويضطرون لجلب مياه الشرب من أماكن بعيدة. وقد دُمِّرت المحاصيل ومخازن الأغذية ونفقت المواشي، ولن تكون الحقول جاهزة لموسم الزراعة المقبل، مما سيزيد من خطر ارتفاع انعدام الأمن الغذائي.

وتواصل فرق أطباء بلا حدود توفير المياه الآمنة الصالحة للشرب للمجتمعات الريفية، حيث وفرت حتى الآن أكثر من 20 مليون لتر. كما ساعدت الفرق في توزيع 15,973 سلة من مستلزمات النظافة على الأُسر التي تعيش في المناطق النائية المتضررة من الفيضانات.

ويختم تايلور، "ينبغي أن يكون ضمان توفير الغذاء الكافي والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والمأوى أولوية للاستجابة الدولية والوطنية للفيضانات الكارثية في باكستان، فالعديد من الناس في المناطق المتضررة لديهم احتياجات فورية وعاجلة لا يمكن أن تنتظر".

المقال التالي
تقرير الأنشطة
مقال رأي 7 يونيو/حزيران 2023