Skip to main content
Beirut Explosion August 4th

تعمل فرق منظّمة أطباء بلا حدود على دعم الخدمات الصحيّة في بيروت في أعقاب الانفجار

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

في 4 أغسطس/ آب 2020، وقع انفجار ضخم في مستودع المرفأ في القرب من وسط بيروت في لبنان بعد اشتعال مادة شديدة الانفجار مخزّنة هناك. وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من مائة شخص، وأصيب حوالى 5,000 بجروح. وبعد يومين من وقوع الحادث، لا يزال عدد القتلى يتزايد مع العثور على المزيد من الجثث تحت الأنقاض.

ولّد الانفجار كذلك موجات زلزالية حطمت النوافذ ودمرت المباني وهزت كل أنحاء العاصمة اللبنانية. ويُعتبر هذا الانفجار الأعنف منذ سنوات في بيروت التي تعاني أساسًا من أزمة اقتصادية وارتفاع في عدد الإصابات بمرض كوفيد-19.

و في هذا الصدد، يقول منسّق عمليات منظّمة أطباء بلا حدود إيمانويل ماسارت، " كان الوضع في لبنان حرجًا قبل الانفجار. وفي الأسابيع الماضية، إزداد عدد الإصابات بكوفيد-19، وقد اقتربت بعض المستشفيات من بلوغ قدرتها الاستيعابية القصوى. ويشكّل الحصول على الرعاية الصحية حاليًا تحديًا بالنسبة لبعض الأشخاص بسبب الأزمة الاقتصادية. وحوّل الانفجار ما كان بالفعل وضعًا صعبًا جدًا إلى فوضى في بضع ثوانٍ فقط ".

ووفقًا لوزير الصّحة، تدفّق آلاف المرضى في الساعات التّي تلت الانفجار إلى المستشفيات التّي كانت لا تزال قادرة على العمل. لكن سرعان ما بلغت بعض المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى، كما بدأت تعاني من نقص في الامدادات. وقد تدمّرت بعض المرافق الصحية القريبة من المرفأ بالكامل، وتضرّرت مرافق أخرى بشكل كبير بحيث اضطرت إلى الإغلاق ونقل جميع المرضى إلى مكان آخر.

انفجار بيروت 4 أغسطس/آب
تساعد شابة متطوعة في تنظيف الأنقاض والزجاج المحطّم في شوارع الأشرفية في بيروت. وقد تضرّرت المنطقة بشدة في أعقاب الانفجار الذي وقع في مرفإِ بيروت في 4 أغسطس/آب. لبنان في أغسطس/آب 2020.
Mohamad Cheblak/MSF

وفي الليلة الأولى، أعطت المستشفيات وخدمات الإسعاف الأولوية لعلاج الحالات الحرجة والخطيرة كالإصابات في الرأس وفي الصدر. ومنذ ذلك الوقت، تمت معالجة آلاف المرضى الآخرين من إصابات أقل خطورة مثل الجروح الطفيفة الناتجة عن الزجاج من النوافذ المحطمة. 

وقال منسق أنشطة الاستجابة لحالات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في بيروت جوناثان ويتال، "فور وقوع الانفجار في بيروت، توجَّه بعض زملائنا بشكل تلقائي إلى المرافق الصحية سعياً منهم لتقديم المساعدة للفرق الطبية التي تستجيب لحالة الطوارئ. كما تبرّعت أطباء بلا حدود  بمعدّات للإسعافات الأوليّة للدفاع المدني بعد وقوع الانفجار مباشرةً".

ومنذ ذلك الحين، تخصّص منظّمة أطباء بلا حدود تبرعات إضافية من الإمدادات الطبيّة لدعم الذين يقدّمون الرعاية للعدد الكبير من المصابين، كما تقيّم إمكانية تشكيل فريق متنقل لدعم الخدمات الطبيّة وخدمات المجتمع المدني القائمة حاليًا لتوفير الرعاية. ولا يزال عدد هائل من الأشخاص الذين يعانون من إصابات طفيفة يكافحون للحصول على العلاج الذي يحتاجونه.

فور وقوع الانفجار في بيروت، توجَّه بعض زملائنا بشكل تلقائي إلى المرافق الصحية سعياً منهم لتقديم المساعدة للفرق الطبية التي تستجيب لحالة الطوارئ. جوناثان ويتال، منسق أنشطة الاستجابة لحالات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في بيروت

وتُواصل فرق منظّمة أطباء بلا حدود تقييم احتياجات المستشفيات وخدمات الطوارئ، وتبحث المنظّمة عن المزيد من الفرص لتقديم الدعم للنظام الطبي في لبنان بالتعاون مع وزارة الصّحّة وجهات صحّيّة فاعلة أخرى.

كما تقيّم المنظّمة احتياجات المجتمعات التّي تعيش في المناطق المهملة في بيروت. وإضافة إلى ذلك، تُعتبر الصحة النفسية ركيزة أساسية لتدخّل أطباء بلا حدود في لبنان، ويتم تجهيز الفريق لتقديم الدعم النفسي لمن يحتاجون إليه في المدينة.

كما يتم تجهيز مستشفى بر الياس التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في سهل البقاع في حال لزم استقبال مرضى يحتاجون إلى رعاية ما بعد الجراحة. ويقول ويتال، "نحن مستمرون في تحديد طرق إضافية يمكننا من خلالها مساعدة الشعب اللبناني في أعقاب هذه المأساة".

حول عمل منظّمة أطباء بلا حدود في لبنان:

أطباء بلا حدود هي منظّمة طبية إنسانية دولية مستقلة تقدم المساعدة الطارئة إلى المتضرّرين من النزاعات المسلحة والأوبئة والكوارث الطبيعية والحرمان من الرعاية الصحية في حوالي 70 بلدًا حول العالم. وتقدم منظّمة المساعدة إلى الأشخاص على أساس الحاجة وبغضّ النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي.

بدأت المنظّمة العمل في لبنان في عام 1976 استجابةً للحرب الأهلية حين أرسلت فرقًا طبية إلى جنوب البلاد وبيروت، وجسّد ذلك أول مهمة للمنظّمة في منطقة حرب. تقدم أطباء بلا حدود اليوم الرعاية الطبية المجانية في مواقع مختلفة وتضمّ أكثر من 600 موظفٍ في لبنان.

المقال التالي
لبنان
تحديث حول مشروع 8 يناير/كانون الثاني 2021