Skip to main content
Malaria outbreak in North Darfur, Sudan

أربعة أسئلة حول تفشي الملاريا في الفاشر عاصمة شمال دارفور

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

تشارك مديرة الأنشطة الطبية مع أطباء بلا حدود آني كوشانغ في عملية الاستجابة لتفشي الملاريا في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان. وفيما يلي تجيب على أربعة أسئلة حول الوضع الحالي:

1- ما سبب خطورة التفشي الحالي للملاريا في الفاشر؟

 الملاريا مرضٌ طفيليٌّ ينقله البعوض. وقد تكون خطيرة جداً ما لم تعالج بسرعة وبالشكل المناسب، كما أنها قد تؤدي إلى الوفاة. تختلف أعراضها بين حمى شديدة وإقياء وألم في البطن وآلام مفصلية. وقد تؤدي في بعض الحالات الشديدة إلى هلوسات أو غيبوبة أو فقدان الوعي.

يعاني السودان بشكل عام وولاية شمال دارفور بشكل خاص من الملاريا، حيث تبلغ الإصابات الموسمية ذروتها خلال موسم الأمطار. عادةً ما نراقب الأوضاع بما في ذلك الوضع في مدينة الفاشر عاصمة الولاية، والتي تعد من أكثر مدن البلاد اكتظاظاً بالسكان، ويقطنها عدد كبير من النازحين. وقد شهدت المدينة هذه السنة ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات، بلغ حوالي ضعف عدد الإصابات المسجلة في الفترة ذاتها من 2018.

Malaria outbreak in North Darfur, Sudan
مديرة الأنشطة الطبية مع أطباء بلا حدود آني كوشانغ تفحص طفلاً أدخل إلى مستشفى الأطفال في الفاشر بسبب إصابته بالملاريا. ولاية شمال دارفور في السودان، أكتوبر/تشرين الأول 2019.
Igor G. Barbero / MSF/MSF

2- ما الذي تفعله منظمة أطباء بلا حدود استجابةً لتفشي الملاريا؟

قررت منظمة أطباء بلا حدود في سبتمبر/أيلول البدء بعملية استجابة طارئة بالتعاون مع وزارة الصحة، وذلك في أعقاب الزيادة الكبيرة في عدد الإصابات. ونعمل حالياً على تقديم الخدمات في المرفقين الصحيين الرئيسيين في المدينة، ألا وهما المستشفى التعليمي ومستشفى الأطفال. وهدفنا المساعدة في التعامل مع إصابات الملاريا بسبب ارتفاع أعدادها، علماً أننا نعمل على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع.

كان معدل إشغال الأسرَّة في المرافق التي تتلقى الدعم أعلى بنسبة 90 بالمئة من الطاقة الاستيعابية خلال الشهر الماضي. وكنا نضطر في بعض الأجنحة إلى وضع ثلاثة أو أربعة مرضى في كل سرير أحياناً. كان المكان مكتظاً للغاية، ولهذا نصبنا خياماً بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية.

قمنا كذلك بتعزيز نظام فرز المرضى اعتماداً على شدة الإصابة (طارئة، شديدة، مستقرة) تجنباً لإغفال الحالات الحرجة أو التأخر في علاجها مما قد يؤدي إلى وفاة المريض.

وقد نفذنا خلال الفترة الممتدة من 23 سبتمبر/أيلول وحتى 26 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 13,000 اختبار سريع للكشف عن الملاريا تبين من خلالها إصابة 51 بالمئة من الأشخاص الذين خضعوا للاختبار. وقد استقبلت فرقنا أكثر من 2,450 مريضاً في المستشفى منذ ذلك الحين، علماً أن نصفهم تقريباً أطفال.

كما بدأنا بتسيير عيادات متنقلة على أطراف المدينة في المناطق الريفية وأماكن مخيمات النازحين، وذلك كي نصل إلى أصل المشكلة على مستوى المجتمع، وهذا سيسمح لنا بتخفيف العبء على المستشفى والتقليل من عدد الناس فيه. وقد قدمت هذه الخدمات الخارجية علاج الملاريا لحوالي 3,000 شخص.

3- من يتضرر بالملاريا؟

الملاريا قد تصيب أياً كان، إذ يأتي الناس إلينا من مختلف مناطق المدينة والقرى المحيطة بها، رجالاً ونساءً، من أهالي المنطقة والنازحين إليها، ومن كافة الأعمار.

لكن الأكثر تضرراً هم الأطفال دون سن الخامسة. إذ يأتينا هؤلاء الأطفال وهم في وضع حرج للغاية، كما يمكننا أن نرى في بعض الأحيان بأن العديد من أفراد الأسرة قد أصيبوا بالملاريا. وهذا يؤثر عليهم نفسياً وعاطفياً وجسدياً. يصلنا أحياناً الناس وهم فاقدون الوعي، غير قادرين على الكلام أو المشي.

يرقد الطفل المصاب بالملاريا الشديدة ما معدله أربعة إلى خمسة أيام في المستشفى. يبدأ العلاج بالأدوية التي تعطى وريدياً بالاعتماد على وزن المريض. ثم نقيَّم بعد مرور 24 ساعة وضع المريض، وفي حال تحسنه يبدأ بتناول الحبوب الدوائية لمدة ثلاثة أيام إضافية لإتمام الجرعة العلاجية.

أنشطة أطباء بلا حدود في السودان

4- ما هي عوامل تفشي المرض؟

ثمة العديد من العوامل المساهمة في هذا التفشي الكبير للملاريا. فشمال دارفور والفاشر لا تزالان مسكناً لعدد كبير من النازحين الذين يعيشون في ظروف مزرية في مختلف المخيمات.

ولا تمتلك المرافق الصحية الواقعة خارج المدينة القدرة ذاتها على الاستجابة، كما أن إجراءات الوقاية المعتمدة على مستوى المجتمع لم تكن مستدامة في معظم الأحيان. وصحيحٌ أنه جرت أعمال توزيع للناموسيات، إلا أن الكثير من الأسر لم تحصل على ما يكفي منها أو وصلتها في وقت متأخر أو لم تكن تستخدمها بالشكل الصحيح.

كما استمر موسم الأمطار هذه السنة لفترة أطول من 2018 وكان أكثر غزارة، فعادةً ما ينتهي الموسم في شهر سبتمبر/أيلول، لكنه استمر هذه السنة لغاية أكتوبر/تشرين الأول. وهناك الكثير من المياه الراكدة، الأمر الذي يعني تكاثر البعوض بشكل كبير، وهو العامل الذي ينقل الطفيلي المسبب للملاريا.

المقال التالي
مرض الكورونا كوفيد-19
تحديث حول مشروع 20 أبريل/نيسان 2020