Skip to main content
Floodings: Khyber Pakhtunkhwa E-Response

الاستجابة لتداعيات الفيضانات في باكستان

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

غمرت المياه أكثر من ثلث مساحة باكستان بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة التي بدأت بالهطول في يونيو/حزيران وبلغت ذروتها في أغسطس/آب مخلّفةً فيضانات كارثية في البلاد. وحتى الآن، لقي 1,500 شخص حتفهم وتضرر أكثر من 33 مليون شخص بحسب التقديرات، في حين يُعتقد أن انحسار مياه الفيضانات قد يستغرق أشهرًا.

وفي هذا السياق، فَقَد الكثير من الناس منازلهم وأمسى الحصول على الطعام أو المأوى أو مياه الشرب النظيفة مهمةً بالغة الصعوبة. هذا وحالت مياه الفيضانات دون تمكننا من الوصول إلى أشخاص كثيرين لم يتلقوا المساعدة منذ أسابيع.

تعمل فرق منظمة أطباء بلا حدود على الأرض في باكستان، وتقدم الدعم الطارئ للمتضررين من الفيضانات.

الاستجابة للفيضانات المدمرة في باكستان
صورة لقرية تقع قرب سكر في إقليم السند غمرتها مياه الفيضانات. باكستان، في 7 سبتمبر/أيلول 2022.
MSF

كيف نستجيب في باكستان

تستجيب فرقنا للفيضانات في مقاطعات السند وبلوشستان وخيبر باختونخوا. ونقدم الاستشارات من خلال العيادات المتنقلة للأشخاص الذين اتخذوا من المخيمات ملجأً لهم، بالإضافة إلى الأشخاص المتواجدين في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب مياه الفيضانات. ووفرت فرقنا الطبية العلاج للأشخاص إثر معاناتهم من الأمراض الجلدية والإسهال والملاريا والتهابات العيون وغيرها. وفي مقاطعة بنجاب، أجرينا تقييمًا للاحتياجات ووضعنا خطة لإطلاق استجابة طارئة.

وتجدر الإشارة إلى أن الحاجة إلى المياه وخدمات الصرف الصحي قد بلغت مستويات عالية، إذ حال الوضع دون تمكن الناس من الحصول على مياه الشرب الآمنة. فقدمنا أكثر من 300,000 لتر من مياه الشرب النظيفة في جميع أنحاء البلاد وستزداد هذه الكمية بصورة إضافية بفضل فرق المياه والصرف الصحي التي تواصل تأدية عملها المنقذ للحياة.

الاستجابة في إقليم السند

في منطقة دادو، أنشأت فرقنا عيادتين متنقلتين لتقديم العلاج للمصابين بأمراض جلدية والملاريا والإسهال. وحتى الآن، استقبلنا أكثر من 1,500 شخص في العيادتين. كما اضطررنا إلى استعمال القوارب لتقييم الاحتياجات في القرى النائية التي تحول مياه الفيضانات دون الوصول إليها. هذا ونوفر 20,000 لتر من المياه النظيفة والصالحة للشرب كل أسبوع في مخيمات عديدة من منطقة دادو. 

وفي شمال إقليم السند، مازال التقييم جاريًا في مدينة سكر، وقد بدأت فرق المياه والصرف الصحي في أطباء بلا حدود بتوفير المياه النظيفة الصالحة للشرب. فوفرنا خزانات مياه بسعة 24,000 لتر من المياه وتُعاد تعبئتها كل يوم. وحتى الآن، وُفّر نحو 200,000 لتر من المياه للنازحين الذين اتخذوا من شقق ليبور كولوني ومخيم لابيمهران في سكر ملجأً لهم.

ديرا مراد جمالي - باكستان

الاستجابة في إقليم بلوشستان

أنشأنا عيادتين متنقلتين لتوفير الاستشارات الخارجية للمرضى في مقاطعتي نصير آباد وجعفر آباد. وتستقبل فرقنا فيها أشخاصًا مصابين بالملاريا والحمى والأمراض الجلدية والإسهال والتهابات العيون. وقد وفرت هذه العيادات الرعاية الطبية لنحو 7,000 شخص.

هذا وقدمنا 450 استشارة طبية في شامان وأكثر من 800 استشارة خارجية في كويتا. وفي هذه المدن، نعالج في أغلب الأحيان مرضى يعانون من التهابات الجهاز التنفسي والإسهال المائي الحاد.

شاهد عبد الله، المنسق الميداني لحالات الطوارئ في بلوشستان "تؤدي المياه الراكدة إلى أمراض عديدة، ولا يبدو أن أي تحسن في الوضع يلوح في الأفق. كما أننا نشهد كيف يعاني بعض الأشخاص من أمراض منقولة بالمياه كالإسهال والملاريا والأمراض الجلدية والتهابات العيون. إنّ التحديات كبيرة وهائلة".
ديرا مراد جمالي

"كان الناس يجلسون على طول الطريق الأساسي وبعضهم قد تلقى المساعدة. تراهم يحملون أشياء عديدة منها الناموسيات وسلل النظافة الصحية والطعام. أما الأشخاص البعيدون عن الطريق الرئيسي، فقد تُركوا بمفردهم، إذ تحول العقبات دون الوصول إليهم. وصلنا إلى مجموعة لم تتلقَ أي مساعدة منذ بداية الفيضانات. وكانت منظمة أطباء بلا حدود أول من وصل إليهم. فقدم فريقنا الرعاية اللازمة لأفرادها وساعدهم على معالجة المشاكل الطبية التي يعانون منها. 

وتجدر الإشارة إلى أن المياه الراكدة تؤدي إلى أمراض عديدة، ولا يبدو أن أي تحسن في الوضع يلوح في الأفق. كما أننا نشهد كيف يعاني بعض الأشخاص من أمراض منقولة بالمياه كالإسهال والملاريا والأمراض الجلدية والتهابات العيون.

هذا ونواجه تحدياتٍ كثيرة وهائلة، فالحاجة إلى الأدوية والموارد البشرية سواء من الأطباء والممرضات تسجل مستويات هائلة، لا سيما أن الوصول إلى الأشخاص في بعض المناطق يفرض تحديات كثيرة. إننا نبذل قصارى جهدنا لتقديم المساعدة.  

من المؤلم أن نرى كيف جرفت المياه المنازل الطينية بالكامل، فقد اختفى جزءٌ كبير منها. وفي الكثير من المواقع، ارتفعت مستويات المياه بصورة كبيرة، ولا يسع الناس سوى انتظار هبوطها من جديد. إنّ الوضع مروّع. ففي حين يتمتع البعض بالقدرة على المشي أو السباحة في الماء، لا يملك الكثيرون من خيار إلا أن ينتظروا ريثما تنحسر المياه أو يأتي أحد لمساعدتهم.

إذا خرجت من المدينة، يمكنك أن ترى كميات المياه الهائلة التي تغمر المنطقة في غضون نصف ساعة أو ساعة من خروجك. فقد ارتفعت المياه بضعة أمتارٍ فوق سطح الأرض. وهنا في المدينة، لا تخفى الآثار التي خلفتها المياه، سواء على الأبنية الحكومية أو على الأرض.

فَقَد الكثير من الناس جميع ممتلكاتهم وأمسوا يعيشون على جوانب الطرقات  كما فقدوا القدرة على الوصول إلى المياه النظيفة والمراحيض. وفي هذا السياق، تتحمل النساء الوزر الأكبر من التبعات إذ يعانين الأمرين لتلبية احتياجاتهن. ويواجه الناس صعوبة كذلك في تحصين أنفسهم من درجات الحرارة الشديدة التي تصل إلى 50 درجة مئوية في بعض الأحيان. هذا ولا يملك بعض الجالسين على جانب الطريق إلا بعض الأسِرَّة المنسوجة يدويًا والمكدسة فوق بعضها البعض تغطيها قطعة من القماش أو البلاستيك لحمايتهم من أشعة الشمس.

أما في مستشفانا، فيولد الكثير من الأطفال وهم يعانون من سوء التغذية. كان هذا هو الحال قبل الفيضانات، ولكن من شأن الوضع الحالي أن يساهم في تدهور حالتهم. يعيش الناس هنا حياة صعبة بالأساس، وجاءت الفيضانات فزادت من صعوبة الظروف.

إنّ الاحتياجات هائلة في البلد. ونحن سعداء لتمكننا من تقديم المساعدة".

الاستجابة للفيضانات المدمرة في باكستان

الاستجابة في إقليم خيبر بختونخوا

في منطقة شرسادا، أنشأنا ثلاث عيادات متنقلة في القرى التي تقع على مقربة من ضفاف الأنهار. فقد تدمرت المنازل في هذه القرى بصورة جزئية أو كلية ويواجه سكانها حاليًا تفشيات أمراض منقولة بالمياه.

وخلال الأسبوع الماضي، استقبلت الفرق الطبية 983 شخصًا يعانون من التهابات الجهاز التنفسي والتهابات العيون والإسهال الحاد والتهابات الجلد الشديدة والأمراض المزمنة. ووزعت فرقنا مواد غير غذائية على أكثر من 600 عائلة تسكن هذه القرى.

تقييم الاحتياجات في إقليم بنجاب

أشارت فرق الاستجابة للطوارئ إلى بلوغ الاحتياجات مستويات عالية في إقليم بنجاب، لا سيما في ما يتعلق بالوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية والحصول على مياه الشرب الآمنة في جنوب بنجاب. وفي هذا السياق، نتطلع إلى إطلاق أنشطة استجابة للطوارئ في منطقة راجانبور.

المقال التالي
باكستان
بيان صحفي 9 يناير/كانون الثاني 2023