Skip to main content
Tackling COVID-19 in Lebanon, through prevention and vaccination

تستمر أطباء بلا حدود في مواجهة كوفيد-19 من خلال حملات الوقاية والتلقيح

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

تعيش نينا باز في دار رعاية المسنين "رسالة حياة" في أنطلياس وتفيد عن عمرٍ يناهز 78 عامًا، "إنّ التطعيم يحظى بأهمية بالغة. نحن نخالط العديد من الأشخاص، ونعرف أنّ هذه المخالطة تزيد من خطر الإصابة بكوفيد-19. لتجنّب هذا الأمر، لا بد لنا من تلقي اللقاح".

قدّمت فرق منظمة أطباء بلا حدود اللّقاح لـ"نينا" ولأكثر من 5,000 شخصٍ يعيشون في دور المسنين في لبنان. ومنذ 19 مارس/آذار 2021، تدعم المنظمة وزارة الصحة العامة في حملات التطعيم التي أطلقتها في جميع أنحاء البلاد، كما تركز في الوقت الحالي على تكثيف أنشطة التحصين من خلال افتتاح مركزين للتلقيح.

لبنان، في 2021.
تتلقى امرأة مسنة تعيش في دار للمسنين في منطقة السهيلة اللقاح من قبل فريق التلقيح المتنقل التابع لأطباء بلا حدود في محافطة جبل لبنان. لبنان، في يونيو/حزيران 2021.
Tracy Makhlouf/MSF

الفرق المتنقلة تقدم اللقاحات في دور رعاية المسنين

منذ أن بدأت المنظمة بتنفيذ أنشطة التطعيم في مارس/آذار وهي تصبّ جلّ اهتمامها على ضمان وصول اللقاح إلى الفئات الأكثر ضعفًا وعرضةً للخطر. وفي دور رعاية المسنين في لبنان، يعاني الكثير من المسنين والعاملين في الخطوط الأمامية من صعوبة التحرك بحرية وسهولة بسبب وضعهم الصحي أو لعدم توفّر الظروف المناسبة لذلك.

وتوضح مديرة دار رعاية المسنين "بيت الرحمة" في الجديدة في جبل لبنان، الأخت ماري عرباش، "إنّ نقل المسنين من دار الرعاية إلى مراكز التطعيم هو أمرٌ في غاية الصعوبة، إذ أننا لا نملك إلا سيارة واحدة بينما يبلغ عدد الأشخاص الّذين نهتم بهم عشرة أشخاص. كيف كنّا لنستطيع أن نأخذهم إلى مواقع التطعيم؟" وبالنسبة للأخت عرباش ومدراء دور الرعاية الأخرى، أحدثت زيارة فرق أطباء بلا حدود إليهم فَرقًا بالنسبة للمسنين. 

زارت الفرق المتنقلة التابعة لأطباء بلا حدود حوالي 30 دار رعاية للمسنين في البلاد، من بينها مخيمات اللاجئين. وتقول الصيدلانية في "رسالة حياة" الأخت لارا الحاج، "انتابتنا راحة كبيرة عندما قدمت المنظمة اللقاح في دار الرعاية إذ يعاني الكثير من المسنين فيه من العجز ولا يمكنهم التحرك بسهولة".

ومن بين هؤلاء المسنين، يقول فادي الخوري البالغ من العمر 72 عامًا بعد تلقيه الجرعة الثانية من اللقاح، "شعرت براحة كبيرة بعد تلقي اللقاح، لم أعد خائفًا على حياتي، وأشعر أنّ حملًا كبيرًا قد أزيح عني. كنت أخاف على نفسي كثيرًا وعلى الأشخاص الّذين أعيش معهم. يحق للجميع العيش بأمان من دون أي شعور بالذنب". 

ومنذ مارس/آذار 2021، نشرت المنظمة فرقًا متنقلةً لتوفير اللقاحات في ثلاثة سجون في جميع أنحاء لبنان.

إنّنا نرى في افتتاح هذين المركزين خطوة تقرب المزيد من الأشخاص في لبنان نحو اللّقاح... لا بد من بذل جهود كبيرة لتفادي الوقوع في موجة جديدة من الإصابات. زينة غنطوس، نائب رئيس بعثة أطباء بلا حدود في لبنان

تكثيف عمليات التطعيم ضد كوفيد-19 وإنشاء مواقع التلقيح

إلى جانب أنشطة التلقيح التي تجريها المنظمة في دور رعاية المسنين، افتتحت أطباء بلا حدود مركزين للتلقيح ضد كوفيد-19 في طرابلس وبر الياس منذ بداية يونيو/حزيران. في هذا الصدد، تشرح نائب رئيس بعثة أطباء بلا حدود في لبنان، زينة غنطوس، "إنّنا نرى في افتتاح هذين المركزين خطوة تقرب المزيد من الأشخاص في لبنان نحو اللّقاح. وعلى الرغم من أنّ عدد مرضى كوفيد-19 في البلد انخفض بشكل كبير عما كان عليه في مطلع العام 2021، إلا أنّه لا بد من بذل جهود كبيرة لتفادي الوقوع في موجة جديدة من الإصابات".

وصلت جائحة كوفيد-19 إلى لبنان في ربيع العام 2020، وفي أغسطس/آب من العام نفسه، أدى الانفجار المدمّر الّذي عصف بمرفأ بيروت إلى استحالة الالتزام بالتباعد الاجتماعي والعزل، فنتج عن ذلك زيادة كبيرة في عدد حالات كوفيد-19. وفي هذا السياق، أسفرت الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان منذ سنة عن تدهور النظام الصحي في البلاد، فهو يواجه نقصًا في الأدوية والإمدادات الطبية. كما يواجه الآن صعوبة في الاستجابة لارتفاع عدد المصابين بكوفيد-19.

وفي يناير/كانون الثاني 2021، شهد لبنان موجة ثانية من تفشي الفيروس كانت أقسى من الموجة الأولى. فبلغت جميع المستشفيات قدرتها الاستيعابية ووصل النظام إلى أقصى حدود إمكانياته. في هذه الظروف، حوّلت المنظمة إحدى مستشفياتها مؤقتًا إلى منشأة للاستجابة لتفشي كوفيد-19 لدعم السلطات المحلية في تلبية احتياجات المرضى في البلاد.  

وتشرح نائب المنسق الطبي لأطباء بلا حدود في لبنان، كالين رحيم، "إننا نرى في أنشطة التطعيم هذه استمرارًا لاستجابتنا للجائحة في لبنان. في العام الماضي، أنشأنا نقاطًا لإجراء فحوصات كوفيد-19 مباشرة بعد بدء تفشي المرض. وأعددنا موقعًا للعزل وعالجنا مرضى كوفيد-19 في أحد مرافقنا. والآن مع توفر لقاحات كوفيد-19 في البلد، أصبحت خطوتنا التالية جلية. إنّنا نسعى جاهدين إلى مساعدة السلطات الصحية المحلية في مكافحة الجائحة". 
 

فيديو

أنشطة أطباء بلا حدود في لبنان

" أنشطة التوعية الصحية تتسم بالأهمية نفسها كتلقي اللقاح"

منذ 17 حزيران/يونيو، تسجّليحجز الأشخاص الراغبون في تلقي اللقاح في المركز مواعيدهم عبر منصة البلديات المشتركة للتقييم والتنسيق والمتابعة (IMPACT) بحسب الأولوية التي وضعتها وزارة الصحة العامة في لبنان. تُحدّد هذه الأولوية وفقًا للمعايير الطبية ولإمكانية الإصابة بالفيروس وخطر مضاعفاته، بغض النظر عن جنسية الأشخاص وأصولهم. أكثر من مليون شخص في لبنان لتلقي لقاح كوفيد-19. وتلقى أكثر من نصف هؤلاء الجرعة الأولى من اللقاح وأكثر من 300,000 شخص الجرعة الثانية أيضًا. لكن في بلد يبلغ عدد سكانه أكثر من 6 مليون نسمة، يبقى جزء كبيرٌ منهم رهينة التردد في تلقي اللقاح، ما يشكل تحديًا إضافيًا يتعين مواجهته.

ويشرح مسؤول المرشدين الصحيين في فريق الاستجابة للتلقيح، حسام الرحابي، "يمكننا لمس التردد في تلقي اللقاح على أرض الواقع في لبنان. ما زال الطريق طويلًا أمامنا لمكافحة المعلومات المضللة وضمان تلقي جميع الأشخاص للقاح".

أنشطة أطباء بلا حدود في لبنان
تساعد فرق أطباء بلا حدود الأشخاص الذين يودون تلقي لقاح كوفيد-19 على التسجيل في منصة وزارة الصحة في مركز تلقيح تابع لأطباء بلا حدود في منطقة بر الياس في سهل البقاع.
Tracy Makhlouf/MSF

يلتقي حسام وزملاؤه بالمجتمعات المحلية يوميًا، فيشرحون للسكان عن اللقاح ويزودونهم بخطوات التسجيل في منصة وزارة الصحة العامة الإلكترونية وبمعلومات عن كيفية استخدامها. وعند زيارة المنازل والمخيمات، يجيب الفريق على المخاوف والأسئلة التي يطرحها الناس حول كوفيد-19 ويصحّحون المعلومات المضللة والخاطئة في هذا السياق.

ويضيف حسام، "إنّ أنشطة التوعية الصحية تتسم بالأهمية نفسها التي يتسم بها تلقي اللقاح، بل لعلها تفوق تلقي اللقاح في الأهمية. ينتاب الكثير من الأشخاص الخوف من أخذ اللقاح. وعادةً ما يتساءلون عن الفرق الّذي سيحدثه تلقي لقاح دون آخر، وعن الآثار الجانبية الممكنة واحتمال إصابتهم بها. يكمن دورنا في هكذا مواقف في طمأنة الأشخاص وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة. كما يقع على عاتقنا الإنصات إلى مخاوف الناس ومشاغلهم بدلًا من إخبارهم كيف يمكن لهم تلقي اللقاح فحسب. وفي هذا الإطار، تتلازم التوعية الصحية مع أنشطة التطعيم، إذ لا يمكن أن نشهد فعالية عنصر منهما من دون أن يقترن بالآخر. لا بد إذًا من مواصلة النشاطين معًا وبذل جهود كبيرة على كلا المستويين إذا أردنا وقف انتشار كوفيد-19".

حول عمل منظمة أطباء بلا حدود في لبنان:

منظمة أطباء بلا حدود هي منظمة دولية مستقلة وإنسانية تقدم الرعاية الصحية المجانية للأشخاص المحتاجين، من دون أي تمييز. بدأت أطباء بلا حدود عملها في لبنان عام 1976 ومنذ العام 2008، تعمل المنظمة في البلد من دون انقطاع.

تقدم أطباء بلا حدود الرعاية الطبية المجانية للفئات المحتاجة في لبنان، سواء كانوا من اللبنانيين أو اللاجئين أو العمال المهاجرين. وتتواجد المنظمة في أكثر من 10 مواقع مختلفة في البلاد. كما تشمل خدماتنا تقديم الرعاية في مجالات الصحة النفسية والصحة الجنسية والإنجابية وطب الأطفال والتطعيم وعلاج الأمراض المزمنة مثل مرض السكري. ويجري فريق أطباء بلا حدود المكون من 600 عضوًا حوالي 150,000 استشارة في العام في لبنان.
 

المقال التالي
Lebanon
Project Update 14 اكتوبر/تشرين الأول 2021