Skip to main content

عقول محتلة: قصة ميرنا، أم بدوية

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

يعيش نحو 50 فرداً من عائلة بدوية واحدة في منطقة صغيرة على حدود قرية عناتا الواقعة في الجزء الشرقي من القدس. وتعدّ هذه القرية نقطة ساخنة إذ يعيش فيها الأهالي وسط أعمال عنف من الجانبين. فيلقي الشباب الفلسطينيون الحجارة من جهة، ويرد الجيش الإسرائيلي بقنابل الغاز المسيل للدموع من الجهة الأخرى، ما يجعل الرصاص والحجارة تتساقط على هذه المنطقة من كل مكان.

في هذا الصدد، تفتقر العائلات إلى مكان آمن تلجأ إليه، فهي لا تستطيع العيش في منطقة تحولت إلى بؤرة للخوف والرعب. ويعتبر الأطفال والنساء أبرز ضحايا أعمال العنف. فهم يعانون من أعراض اضطرابات نفسية حادة، ازدادت سوءاً عندما هدمت السلطات الإسرائيلية خيامهم.

تعاني ميرناتم تغيير الاسم لحماية خصوصية المريضة.، وهي سيدة بدوية في الثانية والأربعين من عمرها وأم لأربعة أولاد وثلاث بنات، من الكثير من الأعراض التي تتطلب التدخل النفسي، مثل المخاوف المفرطة، وسوء المزاج، ومشاكل النوم والأكل، واضطراب الشخصية التجنبية، والقلق الدائم، والمشاكل النفسية الجسدية. وتعتبر كل هذه المشاكل أعراضاً للتوتر والقلق الذي يعقب الصدمة النفسية.

وحتى الآن، خضعت ميرنا لأربع جلسات فردية لكنها تحتاج إلى نحو 10 إلى 12 جلسة. كما شاركت في جلسة استشارة جماعية للنساء، وتقول:

"قبل هذه الجلسات، لم أكن أدرك ما كان يحدث لي ولأبنائي. ولم أكن أفهم ما قد يحدث مستقبلاً، كنت خائفة جداً. كما كنت أعيش في توتر شديد، وأشعر أنني عاجزة عن مساعدة نفسي وأبنائي. ولكن بعد الجلسات، أدركت أن هذا رد فعل على ما رأيناه وما نعيشه حالياً، فانخفض مستوى التوتر والقلق لدي. كما ساعدتني الجلسات على فهم أبنائي بشكل أفضل. ومن ناحية أخرى، تعلمت كيفية التعامل مع الأعراض التي يعاني منها أبنائي مثل السلس والخوف والكوابيس، وكيفية حمايتهم منها. لقد أصبحت أقوى من ذي قبل، وأنا أدرك الآن أنه يجب علي الدفاع عن نفسي وعن أسرتي، وألا أستسلم أبداً.

إننا بحاجة إلى من نشاركه مشاعرنا ومعاناتنا. وأشعر أنني بحال أفضل لأن هناك من يفهمنا.

والآن يريد الجيش أن يأخذ أرضنا ويهدم بيوتنا. إنهم يريدون طردنا من هنا. وقد يحدث ذلك في أي وقت. وإن حدث ذلك فعلاً، فسيصبح الوضع صعباً للغاية. أريد أن أكون قوية لكي أتمكن من مساعدة نفسي وأسرتي. ولا أريد أن يرى أطفالي معاناتي لأنهم سيعانون أيضاً. أتمنى أن تساعد النساء المشاركات في جلسات الاستشارة الجماعية بعضهن البعض. ستجعلنا هذه الجلسات أقوى وتساهم في تقليص التوتر الذي نعاني منه. إننا كبدو نعاني الكثير من الصعوبات في حياتنا".

باعتباري أخصائية نفسية، سأتابع حالة ميرنا وأسرتها خلال الأسابيع القادمة. وإلى جانب التدخل النفسي الذي نقوم به، يحتاج هؤلاء الناس إلى أشياء أخرى خارج نطاق عمل منظمة أطباء بلا حدود لينجح العلاج. إنهم بحاجة إلى التدرب على مهارات مهنية لتحسين دخلهم، كما يحتاجون إلى خلق صلة بين أبنائهم والمحيط الذي يعيشون فيه ليصبحوا اجتماعيين أكثر، والأهم من ذلك كله هو تخلصهم من الخوف المستمر من فقدان منازلهم.

المقال التالي
فلسطين
تحديث حول مشروع 22 اكتوبر/تشرين الأول 2015