Skip to main content
Occupied Minds

عقول محتلة: التمسّك ببَصيص الأمل في الظلام

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

عمر أبٌ يبلغ من العمر 33 عاماً، وهو من قرية بيت عوّا الفلسطينية في محافظة الخليل. عانى عمر من إصاباتٍ في عينيه ووجهه بسبب قنبلةٍ صوتية أطلقها الجنود الإسرائيليون. وما يزال عمر يعاني من هذه الإصابات وهو يحاول التركيز على الجانب الإيجابيّ في حياته.  

كنت عائداً من العمل إلى المنزل في أحد الأيام، وكان الجنود الإسرائيليون متواجدون في الحيّ ولم يسمحوا لي بدخول منزلي، لذلك توجّهت إلى منزل أهلي. ثم عدتُ بعدها بساعةٍ إلى منزلي بعد مغادرة الجنود المنطقة. كانت هناك قنبلة موضوعة أمام باب المنزل، وكانت زوجتي وطفلتي البالغة من العمر ثلاثة أشهر معي، لذلك أدخلتهم إلى المنزل أوّلاً، ثمّ التقطت القنبلة لرميها بعيداً، وكنت أعتقد أنّه قد جرى إبطالها أو تفجيرها، ولكنّني حالما أمسكت بها انفجرت في يدي.

فقدت القدرة على الرؤية بالكامل، ولا يمكنني أن أشرح لكم ذلك الصوت الهائل لأنّني فقدت القدرة على السمع في لحظة الانفجار ونزفت أذناي. كنّا في فصل الشتاء، وكنتُ أرتدي قميصاً قصير الأكمام وكنزةً من الصوف، وقد تمزّق كلاهما بسبب الانفجار إضافةً إلى الحروق التي أصبتُ بها في صدري. كنتُ أشعر بالدم يخرج من عيناي ومن كلّ وجهي.

شعرت في تلك اللحظة أنّها النهاية، واعتقدتُ أنّني فقدت سمعي وبصري نهائياً. كانت زوجتي قد دخلت للتوّ إلى المنزل عندما حدث الانفجار، فهرعت لتجدني أنزف، وأعاني من إصاباتٍ في صدري وبطني، وكان وجهي أسوداً أيضاً بسبب الانفجار، ويمكنكم أن تتخيّلوا ما الذي شعرت به في تلك اللحظة، وهي لا تعرفُ إن كنت مصاباً، أم ميتاً أم فاقد البصر. لقد أخبرني الناس بأنّها كانت على وشك الإصابة بانهيارٍ عصبيّ، وأنّها كانت تقف أمامي وهي مصابةٌ بالصدمة، ولا تعرف ماذا تفعل.

فيديو

قصة عمر

يخلّف الاحتلال الإسرائيلي آثاراً يومية في حياة مرضانا الذين يعانون من جروحٍ جسدية وندوبٍ نفسية.
Moises Saman/Magnum Photos

سبّب لي هذا الحادث الكثير من المضاعفات النفسية، وكنت أرفض التحدّث عنه مع أي شخص، فالذين كانوا في الموقع شاهدوا ما حدث بأمّ أعينهم، أمّا الأشخاص الآخرين الذين يسألونني فليس لدي ما أقدّمه لهم سوى إجاباتٍ مُختصرةٍ وبلا معنى. لقد كان ذلك الحادث يشغل تفكيري دائماً، فلم أعد أذهب إلى العمل، وتراكمت المشاعر بداخلي مع مرور الوقت.

أعتقد أنّني فعلت ذلك بسبب الخوف، فقد كنت خائفاً على ابنتي، وزوجتي وعائلتي. كانت ذكرى الحادث تقض مضجعي وتحتلّ تفكيري، ولم أعد أستطيع النوم، حيث لم أكن أنام أكثر من ساعتين في معظم الليالي، وانقلبت حياتي رأساً على عقب.

بدأت حالتي بالتحسّن تدريجياً نتيجة الرعاية الطبيّة، ولكنّها لن تعود كما كانت أبداً. فالعمليات الجراحية في عيني اليسرى لم تكن ناجحة، ونسبة الإبصار فيها 80 بالمئة فقط. كما أنّ أذني ليست على ما يرام.

من خلال العلاج تعملت أنّ أركّز على الأشياء الإيجابية في حياتي، فأنا متزوج ولدي طفلة، أصبحت في عامها الثاني، واسمها وِسان.

المقال التالي
الصحة النفسيّة
أصوات من الميدان 16 اكتوبر/تشرين الأول 2018