Skip to main content
East Aleppo

سوريا

© كرم المصري
About Syria ليس هنالك من علامات على تراجع العنف الشديد الذي مورس ضد المدنيين خلال ست سنوات من الحرب في سوريا.
Syria Map IAR 2016

تعرضت المناطق المدنية بشكل روتيني للقصف والحرمان من المساعدات. فلا يزال توفر الغذاء والرعاية الصحية ضعيفاً للغاية وخاصةً في المناطق المحاصرة، إذ تواجه معظم المستشفيات نقصاً حاداً في الإمدادات والطواقم خاصةً وأن الكثير من عمال الصحة قد فروا أو لقوا حتفهم. أُجبر أكثر من نصف سكان سوريا على ترك بيوتهم جراء النزاع، وتشير إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وجود أكثر من 4.8 ملايين لاجئ في الخارج وستة ملايين نازح داخل البلاد. كما لا يزال الكثير من الناس عالقين في مناطق محاصرة أو غير قادرين على التنقل في مناطق متاخمة لدول مجاورة أغلقت حدودها.

وقعت المرافق الطبية والطواقم الطبية والمرضى ضحايا للهجمات العشوائية والمتعمدة. ففي عام 2016 تعرض 32 مرفقاً طبياً تدعمها منظمة أطباء بلا حدود لضربات جوية أو أعمال قصف في إطار 71 حادثة منفصلة. وفي إحدى الهجمات التي وقعت يوم 15 فبراير/شباط، أصيب مستشفى معرة النعمان الذي تدعمه المنظمة في محافظة إدلب بأربعة صواريخ أدت إلى مقتل 25 شخصاً وإصابة 11 آخرين، بينهم طواقم في المستشفى ومرضى ومرافقون وزوار. وفي 27 أبريل/نيسان، قتل ما لا يقل عن 55 شخصاً بينهم مرضى وعمال طبيون في ضربات جوية طالت مستشفى القدس الذي تدعمه المنظمة والحي المحيط به في مدينة حلب. وبحسب اللجنة المعنية بالشؤون السورية التابعة للجامعة الأمريكية في بيروت فإن 814 عاملاً صحياً قد لقي حتفه منذ بداية الحرب.

يشار إلى أن حضور المنظمة المباشر في سوريا مقيد جداً في وقت كان ينبغي للمنظمة أن تدير برامج طبية كانت ستكون الأكبر في تاريخها. إلا أن الحكومة السورية لم تمنح الإذن للمنظمة كي تعمل داخل البلاد بالرغم من الطلبات المتكررة، كما أن غياب الأمن حد من قدرة أطباء بلا حدود على توفير المساعدة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وعقب قيام تنظيم الدولة الإسلامية باختطاف أفراد من طاقم المنظمة سنة 2014 ومن ثم إطلاق سراحهم لاحقاً، وفي ظل استحالة تأمين ضمانات قيادة التنظيم لسلامة الطواقم، قررت المنظمة الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

استمرت المنظمة خلال عام 2016 بالعمل بشكل مباشر في ستة مرافق طبية في مناطق خاضعة لقوات معارضة أخرى في أنحاء شمال البلاد وتوفير الدعم عن بعد لشبكة طبية سورية تعمل في مناطق لا يمكن للمنظمة التواجد فيها بشكل مباشر.

East Aleppo
شارع في حي بستان القصر في مدينة حلب بعد تعرضه لغارات جوية في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2016.
KARAM ALMASRI/MSF

محافظة حلب

تعمل المنظمة منذ عام 2014 على توفير إمدادات طبية منتظمة لثمانية مستشفيات وستة مراكز صحية وثلاث نقاط إسعاف أولي في شرق مدينة حلب. لكن بعد أن أطبق التحالف الذي تقوده الحكومة السورية حصاره على حلب الشرقية في يوليو/تموز 2016، أوقفت المنظمة هذه الأنشطة ولم تنجح منذ ذلك الحين سوى في إرسال شحنة واحدة ضمت حوالي 100 طن من الإمدادات الطبية عندما نجحت مجموعات معارضة في أغسطس/آب بفتح ممر مؤقت إلى شرق حلب. ورغم عدم قدرتها على توفير دعم مباشر إلا أن المنظمة أبقت على تواصل وثيق مع الأطباء والممرضين الذين كانت تعمل معهم في شرق حلب، والذين قدموا شهادات حول المعاناة الهائلة للناس العالقين في المدينة التي تعرضت مناطقها المدنية، بما فيها مستشفياتها، وبشكل منتظم للقصف والغارات الجوية المتعمدة والعشوائية.

في ديسمبر/كانون الأول، سيطرت الحكومة السورية بالكامل على مدينة حلب وتم إجلاء آلاف الناس من الأجزاء الشرقية للمدينة إلى مناطق في ريفي محافظتي إدلب وحلب. ومنذ ذلك الحين والمنظمة تدير عيادات متنقلة وتوزع مواد إغاثة في تلك المناطق التي نَظَّمت فيها أيضاً حملة تحصين.

أما في منطقة إعزاز الواقعة في شمال محافظة حلب، فتدير المنظمة مستشفى السلامة الذي يضم 34 سريراً حيث تقدم طيفاً واسعاً من الخدمات الطبية بما فيها استشارت المرضى الخارجيين والداخليين وخدمات الطوارئ والرعاية الجراحية ورعاية الأمومة. أما المرضى الذين هم في حاجة إلى علاج إضافي فتتم إحالتهم إلى مرافق أخرى في المنطقة أو في تركيا. وخلال عام 2016 أجرت الطواقم 85,737 استشارة خارجية و1,598 عملية جراحية وقبلت 3,692 مريضاً.

هذا وقد أدى تجدد القتال في إعزاز إلى نزوح أكثر من 35,000 شخص وكان أكثر من 100,000 شخص بحلول أبريل/نيسان عالقين بين جبهة القتال والحدود التركية. وهناك قدمت المنظمة مواد الإغاثة ومستلزمات النظافة إلى 4,345 أسرة (26,070 شخصاً) والخيام لـ1,330 أسرة. كما نفذت مشروعاً للمياه والصرف الصحي في أحد التجمعات السكنية العشوائية شرقي مدينة إعزاز.

وفي يونيو/حزيران، دعمت منظمة أطباء بلا حدود حملات تحصين في ثلاث مناطق تابعة لمحافظة حلب في إطار برنامج التحصين الموسع ونفذت حملتي تحصين ضد الحصبة.

أما في منطقة كوباني/عين العرب الواقعة في شمال البلاد، فتعمل المنظمة إلى جانب إدارة الصحة المحلية منذ مارس/آذار 2015 لإعادة بناء مرافق الصحة الأساسية وخدمات التحصين وتوفير رعاية المرضى الخارجيين وتنفيذ برامج الدعم النفسي. وهي تدعم حالياً تسع وحدات رعاية صحية أولية وعيادة أمومة ومستشفيين. وقامت المنظمة في عام 2016 بنشر خمسة فرق في 21 موقعاً لتنفيذ برامج تحصين موسعة وكشف حالات سوء التغذية. وقد أجرت الفرق العاملة في المرافق التي تدعمها المنظمة أكثر من 101,680 استشارة خارجية و138 عملية جراحية. هذا وتعاونت المنظمة في ريف جرابلس مع منظمة آيد غير الحكومية التركية لمساعدة ثلاثة مراكز صحة أولية.

في الصيف، أدى تغير جبهات القتال ووقوع عملية عسكرية إلى نزوح المدنيين من منبج والاستقرار قرب نهر الفرات، حيث عززت المنظمة من دعمها بهدف الإسهام في تلبية احتياجات النازحين والمجتمعات المضيفة. وحين عاد الناس إلى بيوتهم في أغسطس/آب وجدوا بأن الألغام كانت تملأ المدينة بصورة واسعة، إضافةً إلى المفخخات وأشكال أخرى من المتفجرات. وخلال أربعة أسابيع فقط، عالج مستشفى تدعمه المنظمة في كوباني أكثر من 190 شخصاً أصيبوا في حوادث انفجار في منبج.

East Aleppo
طفل عمره 5 سنوات يرقد على سرير الشفاء بعد خضوعه لجراحة في بطنه إثر إصابته بشظية من الغارات الجوية على حي السكري، في حلب الشرقية.
KARAM ALMASRI

محافظة إدلب

استمرت منظمة أطباء بلا حدود بإدارة مستشفى لعلاج الحروق يضم 20 سريراً ويقع في أطمة، حيث توفر خدمات الجراحة والطعوم الجلدية والضمادات والعلاج الطبيعي وكذلك الدعم النفسي والرعاية الطارئة والاستشارات الخارجية. تدير المنظمة أيضاً أنشطة تطعيم وتوعية صحية ومراقبة الأمراض في 180 مخيماً وقرية تستضيف نحو 165,000 نازح في محيط أطمة، وتضمن كذلك متابعة المرضى الذين يكونون بحاجة إلى رعاية تخصصية في تركيا.

وخلال عام 2016 أجرى فريق أطباء بلا حدود العامل في مستشفى أطمة 2,883 استشارة طارئة و3,696 عملية جراحية، كما أدخل 493 مريضاً إلى أجنحة المستشفى وأحال 398 مريضاً إلى تركيا. أما في المخيمات والقرى فقد قدمت طواقم أطباء بلا حدود أكثر من 118,000 جرعة لقاح لأطفال دون سن الخامسة.

وفي القنية، عززت المنظمة دعمها عن بعد للمستشفى التخصصي حيث دعمت بشكل شامل جميع الأنشطة بالمواد والإشراف الفني. وخلال عام 2016 أجرت الطواقم العاملة في المستشفى 105,168 استشارة خارجية وعالجت 12,011 مريضاً في الأجنحة الداخلية. كما بدأت الفرق بدعم أنشطة برامج التحصين الموسعة في مستشفيات القنية ودركوش وأعطت ما مجموعه 53,341 لقاحاً.

محافظة الحسكة

توفر فرق أطباء بلا حدود منذ عام 2013 خدمات الصحة الأساسية وتركز بشكل خاص على رعاية الأمهات والأطفال والأمراض المزمنة من خلال ثلاثة مراكز صحية بينها عيادة للأمومة. وتتوفر هذه الخدمات لكل من النازحين والمجتمعات المضيفة وكذلك للاجئين العراقيين. وقد أجرت فرق المنظمة هذا العام 44,873 استشارة عامة منها 8,257 استشارة للأطفال دون سن الخامسة. كما تلقى 951 مريضاً علاجات لأمراض مزمنة فيما تلقى 5,598 مريضاً استشارات الصحة الإنجابية، كما أشرفت الطواقم على ما معدله 170 ولادة شهرياً.

الدعم عن بعد للمرافق الطبية في سوريا

تدعم المنظمة منذ عام 2011 عدداً متزايداً من المرافق الطبية في بعضٍ من أكثر المناطق تضرراً بالنزاع والتي تنقطع كافة سبل الوصول المباشر إليها. وتتم إدارة هذا البرنامج بمعظمه من بلدان مجاورة ويشمل التبرع بالأدوية والمواد الطبية والمواد الإغاثية، والتدريب عن بعد للطواقم العاملة في سوريا، وتقديم المشورة الفنية، وتأمين الدعم المالي لتغطية نفقات تشغيل المرافق. ويعد اعتماد العاملين الطبيين في المناطق المحاصرة على الدعم السري للمنظمة أمراً حاسماً خاصةً وأن القوات المحاصِرة تمنع إدخال المواد الطبية الأساسية في قوافل الإغاثة الرسمية.

قدمت المنظمة خلال عام 2016 دعماً منتظماً إلى 80 مرفقاً طبياً في أنحاء سوريا، بما في ذلك في محافظات حلب ودرعا وحماة وإدلب والقنيطرة وريف دمشق. وقد أجرت هذه المرافق أكثر من مليوني استشارة خارجية و770,000 استشارة في غرف الطوارئ و225,000 عملية جراحية وأشرفت على أكثر من 29,000 ولادة. لم تعتمد جميع هذه الأنشطة كلياً على برامج المنظمة لكن بعضها كان يتلقى الدعم حصرياً من أطباء بلا حدود، في حين تستفيد العديد منها من مصادر مساعدة إضافية. وفرت المنظمة أيضاً دعماً عند الضرورة كما هي الحال في التبرعات بالمواد الطبية لـ80 مرفقاً آخر في أنحاء البلاد

Thumbnail
فيديو

SYRIA | The hospital staff who refuse to leave

قصة عامل

طبيب في منظمة أطباء بلا حدود – شهادة طبيب ممارس يعمل مديراً لمستشفى ومديراً للموارد البشرية وجراحاً وطبيباً أقدماً في مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود قرب دمشق.

لقد كان شهر آب أسوأ ما رأينا (هنا) طبياً. مئات من المصابين كانوا يأتون إلى هنا. أحياناً كنا نضطر للبقاء دون نوم ليومين أو ثلاثة. هذا الشهر لا يمكن مقارنته مع ما قبله. إنه أسوأ ما رأيت. نبذل قصارى جهدنا، ونحاول إنقاذ الأرواح وهذا ما يجعلنا نستمر. لا يمكننا أن نفعل أي شيء تجاه الحصار، فهو أمر واقع ومفروض علينا، وكل ما يمكننا فعله هو الكفاح من أجل البقاء. بالتأكيد علي أن أتعلق بالأمل. يوجد دوماً أمل.

هنالك الكثير من الخوف والاكتئاب في مجتمعنا، وترى ذلك في كل مكان. كلما كان هناك قصف أو صوت طائرة في السماء يهرع الناس إلى بيوتهم أو للاحتماء في مكان ما. من الصعب شرح كيف هو الوضع على الأرض. عليك أن تراه بعينيك لتتمكن من فهمه، وحتى عندما تراه تكاد لا تصدق ما ترى عيناك. لقد شهدنا أعداداً كبيرة من الجرحى خلال الشهر الفائت، في مثل هذه الظروف فإن أي شخص غير مصاب أو ميت يمكن أن يعتبر نفسه محظوظاً.

طبياً، كان علينا أن نكون قد اعتدنا على هذا الوضع، لذلك فإننا نفعل أشياء مثل تقنين الدواء. لقد أصبح التقنين جزءاً مهماً من عملنا. ليس لدينا خيار، لذلك نحن نحاول أن نصنع ونعمل بما يتوفر لدينا. هناك الكثير من المرضى، الكثير من القصص. ولكن هناك مريض واحد يظهر جنون هذه الأزمة – طفل - والذي لن أنساه حتى أموت: كان لديه إصابات في جميع أنحاء وجهه وذراعيه ورجليه، ومع ذلك كان يضحك! فقط يضحك ويضحك. كان الأطفال عادة يخافون من الحقن والإبر. ولكنه لم يكن كذلك. كان فقط يضحك، يضحك لأي شيء.