فقد دفع الفقر والاضطرابات السياسية بملايين الفنزويليين إلى ترك وطنهم وطلب اللجوء في بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية ولا سيما بعد استشراء الأزمة عام 2014. لكن أوضاعهم الصعبة تفاقمت على مرّ السنوات القليلة الماضية بفعل المشاكل التي واجهت الأنظمة الصحية والمجتمع ككل نتيجةً لجائحة كوفيد-19. 

وتعتبر بيرو ثاني أكبر بلدٍ يستضيف الفنزويليين، إذ بلغ عدد مَن استقر فيها بنهاية عام 2022 ما يقدر بنحو 1.5 مليون مهاجر وطالب لجوء ولاجئ قطعوا مسافة 3,000 كيلومتر للوصول إليها، علمًا أن أكثر من ثلثهم يقيمون بصورة غير نظامية في البلاد وبالتالي يواجهون مصاعب جمّة في الحصول على الرعاية الصحية. 

كان الكثير من هؤلاء الناس قد وصلوا إلى بيرو مرهقين ويعانون من التجفاف، وقد تعرض بعضهم للعنف الجسدي والجنسي والسرقة على يد مجموعات مسلحة وعصابات خلال رحلاتهم الشاقّة التي عبرت بهم العديد من الحدود والتي قد تطول من أسابيع إلى أشهر. لكن حتى بعد وصولهم إلى بيرو بفترة، كان الكثير منهم لا يزالون يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر تفتقر إلى النظافة الصحية، ما يجعلهم عرضة للعديد من المشاكل الصحية. 

وقد عملت عياداتنا الثابتة والمتنقلة طيلة عام 2022 على توفير المساعدات الطبية والنفسية للمهاجرين في بلدة تومبيس الحدودية الواقعة في شمال البلاد التي كانت في أغلب الأحيان نقطة دخولهم الأولى إلى بيرو، إلى جانب عمل طواقمنا في العاصمة ليما التي يعيش فيها الكثير من هؤلاء الناس. وتشمل خدماتنا الرعاية الصحية العامة والجنسية والإنجابية والدعم النفسي وإحالات الطوارئ إلى المستشفيات وعلاج الأمراض المزمنة، علمًا أن هذه الخدمات مفتوحة أمام البيروفيين الذين يعيشون في ظروف حرجة.