Skip to main content
Rescue 2 - Rotation 54

احتجاز سفينة إنقاذ أطباء بلا حدود في إيطاليا عقب تهديدات خفر السواحل الليبي

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • أصدرت السلطات الإيطالية أمرًا باحتجاز سفينة جيو بارنتس لمدة 20 يومًا بزعم عدم امتثالها للتعليمات الصادرة عن خفر السواحل الليبي.
  • ندين العقوبات المفروضة على سفينتنا وتواطؤ إيطاليا المنهجي مع خفر السواحل الليبي لمنع الناس من البحث عن الأمان والحماية في أوروبا بأي ثمن.
  • ندعو السلطات الإيطالية إلى التوقف فورًا عن عرقلة مساعدة المنظمات غير الحكومية المنقذة للحياة في البحر، وندعو الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى وقف الدعم المادي والمالي لخفر السواحل الليبي.

روما، إيطاليا - تلقّت سفينة أطباء بلا حدود للبحث والإنقاذ "جيو بارنتس" أمر احتجاز لمدة عشرين يومًا من السلطات الإيطالية بزعم عدم امتثالها لتعليمات خفر السواحل الليبي وتعريض حياة الناجين للخطر أثناء عملية إنقاذ وسط البحر الأبيض المتوسط يوم 16 مارس/آذار- وهي ادعاءات تنفيها أطباء بلا حدود نفيًا قاطعًا.

تدين أطباء بلا حدود فرض عقوبات على سفينتها وتواطؤ إيطاليا المنهجي مع خفر السواحل الليبي لمنع الأشخاص من طلب الأمان والحماية في أوروبا بأي ثمن.

وفي هذا الصدد، يعلّق ممثل عمليات البحث والإنقاذ في أطباء بلا حدود، خوان ماتياس جيل، "شائنة هي أفعال إيطاليا. فخفر السواحل الليبي الذي اتُهمنا بعصيان أوامره والذي تدعمه السلطات الإيطالية هو من عرّض حياة الناجين للخطر. أما نحن فعوقبنا لمجرد أداء واجبنا القانوني المتمثل بإنقاذ حياة الناس في البحر".

أنشطة أطباء بلا حدود في وسط البحر الأبيض المتوسط
في ليلة 15 مارس/آذار، انقلب قارب مكتظ وتمكن فريق منظمة أطباء بلا حدود من إنقاذ جميع الأشخاص البالغ عددهم 45 بأمان من المياه. وسط البحر الأبيض المتوسط، في مارس/آذار 2024.
Simone Boccaccio

يوم 16 مارس/آذار، توجّه فريق من أطباء بلا حدود لإنقاذ 146 شخصًا بحاجة للإغاثة على متن قارب خشبي في المياه الدولية. وفي خضم عملية الإنقاذ، وصل زورق دورية لخفر السواحل الليبي كانت قد تبرعت به الحكومة الإيطالية لليبيا عام 2023، بنيّة وقف عملية الإنقاذ. حاول أفراد خفر السواحل الصعود عنوة إلى أحد قوارب أطباء بلا حدود، وعنّفوا الناجين وطواقم المنظمة مهددينهم بالاعتقال والإبعاد قسرًا إلى ليبيا.

وعلى مدى أكثر من ساعتين، أجرى الزورق الليبي مناورات خطيرة محاوِلًا عرقلة عملية الإنقاذ الجارية، مهدّدًا حياة عشرات الأشخاص من بينهم طاقم أطباء بلا حدود.

ويضيف جيل، "هذا الاحتجاز هو أحدث مثال على نفاق الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء الذين يفعلون كل ما بوسعهم لمعاقبة المشاركين في أنشطة البحث والإنقاذ، بينما يتواطؤون في عمليات الصد العنيفة لآلاف الأشخاص إلى ليبيا كل عام. لا تتوانى السلطات الإيطالية في طلب تنسيق عملياتنا مع خفر السواحل الليبي على الرغم من درايتها التامة بأن ليبيا ليست مأمنًا للاجئين والمهاجرين وبأن إعادة الأشخاص المنكوبين في البحر إلى ليبيا يعدّ جريمة".

هذا الاحتجاز هو أحدث مثال على نفاق الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء الذين يفعلون كل ما بوسعهم لمعاقبة المشاركين في أنشطة البحث والإنقاذ. خوان ماتياس جيل، ممثل عمليات البحث والإنقاذ في أطباء بلا حدود

هذه المرة العشرون التي تُحتَجز فيها سفينة إنسانية منذ إنفاذ القانون الإيطالي الجديد في بداية عام 2023، والذي يستهدف أنشطة المنظمات غير الحكومية للبحث والإنقاذ في البحر ويعرقلها بصورة متعمّدة.

ويشرح جيل، "في السنوات الأخيرة، تعرّضت المنظمات غير الحكومية للتضييق والتجريم من قبل الحكومات الأوروبية ومنها إيطاليا. يعدّ هذا السلوك تكتيكًا سياسيًا قذرًا يسعى إلى منع الأشخاص من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية مهما كلّف الأمر. تعمل سفينة جيو بارنتس على الدوام وفقًا للقانون البحري الدولي. وقد طعنّا بهذا الاحتجاز الجائر وشديد الخطورة أمام المحكمة. نكرّر أن الأشخاص الذين يحاولون الفرار من ليبيا هم من يتحمل الوزر الحقيقي لهذه القرارات بعد منع سفينة أخرى من إنقاذ حياة الناس في البحر".

أنشطة أطباء بلا حدود في وسط البحر الأبيض المتوسط
يقوم فريق البحث والإنقاذ في أطباء بلا حدود بعملية إنقاذ لـ 45 شخصًا من قارب مطتظ كان قد انقلب في وسط البحر الأبيض المتوسط. مارس/آذار 2024.
Simone Boccaccio

وإلى جانب انتهاك القوانين الدولية والأوروبية، يؤدي القانون الإيطالي رقم 15/2023 أو مرسوم بيانتيدوسي إلى تقويض قدرات البحث والإنقاذ في البحر المحدودة في الأساس. حتى أمسى وسط البحر الأبيض المتوسط، وهو أحد طرقات الهجرة الأخطر في العالم، أكثر فتكًا من ذي قبل.

تدعو أطباء بلا حدود السلطات الإيطالية إلى وقف عرقلتها لتوفير المساعدات المنقذة للحياة في البحر التي توفرها المنظمات غير الحكومية، كما تدعو الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى وقف الدعم المادي والمالي لخفر السواحل الليبي وغيره من السلطات التي يحفل سجلّها بانتهاكات حقوق الإنسان.

يوم 16 مارس/آذار 2024، نفذت فرق أطباء بلا حدود ثلاث عمليات إنقاذ في وسط البحر الأبيض المتوسط. ففي فترة بعد الظهر، وعقب إنقاذ 28 شخصًا من قارب مصنوع من الألياف الزجاجية، أنقذ فريق أطباء بلا حدود 146 شخصًا منكوبًا من قارب خشبي، حين تدخل خفر السواحل الليبي تدخلًا خطيرًا وأخّر إتمام عملية الإنقاذ. ولاحقًا ليلتها، أُنقذ 75 شخصًا من قارب مصنوع من الألياف الزجاجية بعد انقلابه وسقوط نحو 45 شخصًا في مياه البحر. أُنزل جميع الناجين الذين بلغ عددهم 249 في ميناء كرارا في شمال إيطاليا وكان بينهم أطفال كثر.

تشارك أطباء بلا حدود في أنشطة البحث والإنقاذ منذ عام 2015، وعملت على متن ثماني سفن مختلفة للبحث والإنقاذ (بمفردها أو بالتعاون مع منظمات غير حكومية أخرى) منقذةً 91 ألف شخص. منذ إطلاق عمليات البحث والإنقاذ على متن السفينة جيو بارنتس في مايو/أيار 2021، أنقذت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 11,300 شخص وانتشلت جثث 13 شخصًا وساعدت في ولادة طفل.

المقال التالي
الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط
بيان صحفي 19 أبريل/نيسان 2024