Skip to main content
Emergency Response for Returnees and Refugees from Sudan

الفارون من النزاع في السودان يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • تحذر أطباء بلا حدود من احتمال مواجهة آلاف الأشخاص العالقين في مراكز العبور في جنوب السودان وضعًا كارثيًا مع بداية موسم الأمطار.
  • تدعو أطباء بلا حدود المجتمع الطبي والإنساني إلى إطلاق استجابة عاجلة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للأشخاص هنا.

جوبا - تفيد أطباء بلا حدود بأن آلاف العابرين إلى جنوب السودان هربًا من النزاع في السودان يكافحون حاليًا من أجل الصمود في مراكز العبور في ولايتَي أعالي النيل وشمال بحر الغزال. ومعظم هؤلاء الفارين هم أساسًا من جنوب السودان وكانوا يعيشون في السودان عندما اندلع النزاع في أبريل/نيسان، معظمهم من النساء والأطفال.

وليس لدى هؤلاء العائدين الذين يحتمون في المخيمات المؤقتة وحولها على طول الحدود سوى كميات محدودة من الطعام ومياه شرب وكذلك المأوى، ويعانون أيضًا من عدم كفاية المرافق الصحية. لذلك، تدعو أطباء بلا حدود المجتمع الطبي والإنساني إلى إطلاق استجابة منسّقة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.

وفي هذا الصدد، تقول رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، جوسلين يابي، "تشهد ولايتَا أعالي النيل وشمال بحر الغزال على وجه الخصوص تدفقًا كبيرًا للعائدين، والاحتياجات تفوق قدرة الاستجابة الإنسانية الحالية".

أنشطة أطباء بلا حدود في جنوب السودان
أشخاص ينتظرون تلقي العلاج في عيادة أطباء بلا حدود المتنقلة في الرنك في ولاية أعالي النيل بعد فرارهم من النزاع في السودان. تجري طواقم أطباء بلا حدود أكثر من 100 استشارة طبية كل يوم. جنوب السودان، 6 يونيو/حزيران 2023.
Nasir Ghafoor/MSF

وتضيف، "لدى النازحين الذين يعانون من صدمات نفسية فرص محدودة للغاية للحصول على الطعام والمأوى وخدمات الصرف الصحي والأساسيات الأخرى".

وتتابع، "هناك حاجة ملحة إلى أن تسرّع السلطات وغيرها من الجهات عملية نقلهم إلى أجزاء أخرى من البلاد بطريقة كريمة، وكذاك إلى ضمان توفير الخدمات الأساسية لبقائهم في جنوب السودان واستقرارهم فيه".

سبق وبدأت الظروف المعيشية السيئة في المخيمات تترك تأثيرًا سلبيًا على صحة الناس، وقد يضحي الوضع كارثيًا مع بداية موسم الأمطار.

وتضيف يابي، "تعالج طواقمنا المرضى المصابين بأمراض يمكن الوقاية منها من خلال الظروف المعيشية الأفضل. مع حلول موسم الأمطار المقبل، إذا لم تُلبَّ هذه الاحتياجات على الفور، فإننا نخشى تفشي الأمراض وحدوث كارثة صحية يمكن أن تُعرّض حياة الآلاف للخطر".

مع حلول موسم الأمطار المقبل، إذا لم تُلبَ هذه الاحتياجات على الفور، فإننا نخشى تفشي الأمراض وحدوث كارثة صحية يمكن أن تُعرّض حياة الآلاف للخطر. جوسلين يابي، رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان

أدى القتال إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان، ليلتمس أكثر من 127,000 شخص، معظمهم في الرنك في ولاية أعالي النيل، اللجوء في جنوب السودان. واليوم، يعبر ما بين 800 إلى 1,000 شخص إلى الرنك يوميًا على عربات تجرها الحمير، غالبًا بعد القيام برحلات طويلة وخطيرة للوصول إلى الحدود.

ويعدّ أويل شول الذي يرافق أخاه المريض أحد الأشخاص المتعددين العائدين إلى وطنهم بحثًا عن الأمان. كان أخوه يخضع للعلاج الطبي في السودان وكان من المقرر أن يخضع لعملية جراحية، لكنه اضطر إلى إيقاف علاجه عندما أصبحت الخرطوم منطقة قتال.

فيقول أويل، "هربنا من الخرطوم للنجاة بحياتنا. صادفنا على طول الطريق رجال مسلحون سلبونا أموالنا وممتلكاتنا، وتم كذلك سلب هواتفنا المحمولة".

أنشطة أطباء بلا حدود في جنوب السودان
تريزا نويول، عائدة من جنوب السودان، تسعى للحصول على الرعاية الطبية في عيادة متنقلة تابعة لأطباء بلا حدود في موقع عبور ريفرسايد في الرنك في ولاية أعالي النيل. جنوب السودان، 7 يونيو/حزيران 2023.
Nasir Ghafoor/MSF

وما لا يعرفه معظم العائدين، عند عبورهم إلى جنوب السودان، أن أزمة أخرى تنتظرهم. ففي الرنك، يستضيف مركز العبور الرئيسي حاليًا أكثر من 12,000 شخص، وهو ما يتجاوز بشكل كبير طاقته الاستيعابية وكمية المساعدات المتاحة. ولذلك، أقام مئات الأشخاص مخيمًا خارج مركز العبور، وظللوا أنفسهم من أشعة الشمس بالمواد التي تمكّنوا من العثور عليها.

منذ حوالي شهر، كان مركز العبور مسرحًا للاشتباكات القبلية، ولذلك انتقل منذ ذلك الحين بعض أفراد المجتمع من المركز من أجل الحفاظ على السلام. ولكن بينما تتوفر بعض المساعدات لمن هم في مركز العبور، يبقى من هم خارجه من دون أي دعم.

ويقول أنير ماتوك دينغ، الذي ينام في مستودع بالقرب من النهر في مدينة الرنك، بعد عودته إلى البلاد بعد 40 عامًا من العيش في السودان، "ليس لدينا طعام ولا ما يكفي من المياه النظيفة".

ويتابع، "يرفض الناس البقاء هنا. يسعون على نحو يائس إلى المغادرة لدرجة أنهم مستعدون لبيع ملابسهم والذهاب عراة من أجل دفع تكاليف النقل".

هربنا من الخرطوم للنجاة بحياتنا. صادفنا على طول الطريق رجال مسلحون سلبونا أموالنا وممتلكاتنا. أويل شول، عائد باحث عن الأمان في جنوب السودان

أعلنت السلطات المحلية في الرنك عن خطة لنقل العائدين إلى مركز عبور ثان في ملكال حيث يتواجد بالفعل مخيمًا للنازحين. ومع ذلك، تم تعليق جميع الرحلات بين الرنك وملكال بعد اندلاع العنف الطائفي في المخيم في وقت سابق من شهر يونيو/حزيران، مما أدى إلى مقتل 17 شخصًا على الأقل.

ويعدّ المشهد مماثلًا في أويل في ولاية شمال بحر الغزال. بينما يقيم المواطنون السودانيون في مركز عبور للاجئين، لا يزال العديد من العائدين من جنوب السودان يعيشون تحت الأشجار من دون طعام أو مياه نظيفة أو مرافق صحية مناسبة. كانت الاحتياجات الإنسانية مرتفعة بالفعل في ولاية شمال بحر الغزال قبل الأزمة الحالية وأسفر خفض التمويل إلى تراجع إضافي في مجال الخدمات الصحية.

ومن جهتها، تقول منسقة برنامج أطباء بلا حدود في أويل، مارغو غريليه، "سيكون لوصول العائدين واللاجئين تأثير كبير على الوضع الإنساني في ولاية شمال بحر الغزال. إننا نشهد بالفعل زيادة في حالات سوء التغذية".

أنشطة أطباء بلا حدود في جنوب السودان
تعمل فرق أطباء بلا حدود في محطة معالجة المياه في الرنك في ولاية أعالي النيل. كجزء من استجابتنا لحالات الطوارئ، تعالج طواقمنا ما يصل إلى 90 ألف لتر من مياه النهر يوميًا لضمان توفير مياه الشرب المأمونة للنازحين. جنوب السودان، 7 يونيو/حزيران 2023. 
Nasir Ghafoor/MSF

أطلقت أطباء بلا حدود استجابات طارئة في ولايتَي أعالي النيل وشمال بحر الغزال، حيث تدير ثلاث عيادات متنقلة في الرنك وواحدة في أويل. في الرنك، تعالج فرق المياه والصرف الصحي مياه الأنهار لتوفير مياه الشرب المأمونة للنازحين، بينما تجري الطواقم الطبية فحصوات مسحية للأطفال بحثًا عن حالات سوء التغذية وأنشأت أيضًا جناحًا لعزل حالات الحصبة.

تقدم أطباء بلا حدود أيضًا خدمات الإحالات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية طبية متخصصة، بالإضافة إلى الدعم النفسي والتثقيف الصحي.

وتقول ممرضة الطوارئ في أطباء بلا حدود في الرنك، داواي أبايي، "نحن نعالج المرضى من الإسهال المائي الحاد والملاريا والتهابات الجهاز التنفسي والتهابات العين".

وتردف قائلةً، "قضاء الحاجة في العراء منتشر في المنطقة. المستودعات والملاجئ المؤقتة معرضة لخطر الفيضانات بمجرد أن تهطل الأمطار، وستكون أيضًا عرضة لتفشي الأمراض مثل الكوليرا. ولمنع ذلك، من الضروري تلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص من خلال توفير المأوى والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي".

مع عدم وجود نهاية مرتقبة في الأفق للنزاع في السودان، من المتوقع أن يعبر المزيد من الناس الحدود إلى جنوب السودان. إذا لم يتم تسريع وتيرة عملية النقل، فمن المرجح أن تزداد احتياجات الناس التي تبقى غير ملباة في أويل والرنك، مما قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة.

المقال التالي
جنوب السودان
تحديث حول مشروع 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023