تحديث: استأنفت أطباء بلا حدود عملها في عيادة الأمل ومستشفى الوحدة في الموصل، بعد أن تلقّت التصاريح اللازمة من السلطات العراقية للإفراج عن معظم شحناتها من المطار ونقل المواد من بغداد إلى الموصل.
تتوقع المنظمة أيضًا وصول شحنتها التالية التي تضم أكثر من 20 طنًا من الإمدادات الطبية في الأسابيع المقبلة، لذا ستواصل منظمتنا العمل عن كثب مع السلطات المعنية للوصول إلى إجراءات واضحة ومبسطة للشحنات المستقبلية.
بغداد – عُلِّقت أنشطة طبية أساسية في مركزين صحيين تديرهما منظمة أطباء بلا حدود في مدينة الموصل العراقية بعد نقص شديد في مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية.
جاء هذا القرار نتيجة للإجراءات الرسمية المطولة والمعقدة وغير الواضحة التي أعاقت أطباء بلا حدود من ضمان وصول الإمدادات الطبية الكافية إلى المشاريع عبر مطار بغداد الدولي ومن إمكانية نقلها داخل العراق.
تدعو أطباء بلا حدود السلطات المعنية إلى تسهيل إجراءات التخليص الجمركي في المستقبل لتتمكن المنظمة من مواصلة تقديم المساعدة الطبية والإنسانية الملحّة في العراق.
هذه خسارة في المساعدات الطبية الإنسانية التي كانت في طريقها لتُقدَّم مجاناً لأناس يحتاجون إليها في الموصل.فرناندو غالفان، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في العراق
المرافق الطبية المعنية هي عيادة الأمل لخدمات الصحة النسائية والتوليد في أيمن الموصل، والتي توفر رعاية طارئة عالية الجودة في مجال الصحة النسائية والتوليد ورعاية حديثي الولادة ورعاية الصحة النفسية، ومستشفى الوحدة الجراحي في أيسر الموصل، والذي يوفر خدمات متكاملة في جراحة العظام التخصصية والرعاية الشاملة ما بعد العمليات الجراحية.
في هذا الصدد، يقول فرناندو غالفان، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في العراق: "من المؤسف أننا اضطررنا لتعليق أنشطة حيوية في هذين المرفقين اعتبارًا من 1 يونيو/حزيران بسبب الانقطاعات التي نعاني منها في توريد الأدوية والإمدادات الطبية، والتي تمنعنا من تقديم الخدمات الطبية لمرضانا".
ويضيف قائلاً: "لأكثر من عامين، عملنا بلا كلل مع جميع الجهات المعنية كي نُعلِمها بالوضع الحرج الذي قد نواجهه إذا لم تُيسَّر الإجراءات المطولة والمعقدة لتخليص إمداداتنا".
وبعد خمسة أشهر من وصول شحنة إمدادات طبية إلى مطار بغداد الدولي، تمكّنت أطباء بلا حدود مؤخرًا من تخليص بعض إمداداتها في 22 يونيو/حزيران، بدعم من بعض الجهات المعنية.
إلا أن صلاحية الكثير من المواد داخل هذه الشحنة قد انتهت خلال تلك المدة، في حين ستظل المواد التي لا تزال قابلة للاستخدام في الانتظار لفترة أطول في مستودع أطباء بلا حدود في بغداد إلى أن تُمنح الإذن لنقلها إلى الموصل. بالإضافة إلى ذلك، طُلب من أطباء بلا حدود دفع رسوم تخزين عن الوقت الذي أُوقِفَت خلاله إمداداتها في المطار.
ويشرح فرناندو غالفان: "هذه خسارة في المساعدات الطبية الإنسانية التي كانت في طريقها لتُقدَّم مجاناً لأناس يحتاجون إليها في الموصل، وأيضاً خسارة في التبرعات المالية التي كانت مخصصة لتقديم الخدمات الطبية للمرضى الذين هم في أمسّ الحاجة إليها".
ويضيف قائلًا: "نشعر بإحباط بسبب هذا الوضع، لا سيما وأننا ندرك أنه كان من الممكن تجنبه عبر إجراءات أبسط وأكثر فعالية. نحن قلقون من انتهاء صلاحية المزيد من هذه المواد في مستودعاتنا ببغداد في انتظار الإذن بنقلها إلى الموصل".
لقد اضطررنا لتعليق بعض أنشطتنا الحالية وتلك المخطّط لها. نحن بحاجة إلى إجراءات يمكننا الاعتماد عليها مستقبلًا لتأمين حصولنا على الإمدادات الضرورية لتشغيل أنشطتنافرناندو غالفان، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في العراق
تنتظر منظمة أطباء بلا حدود وصول حوالي عشر شحنات إضافية من الأدوية والمستلزمات الطبية والمعدات بإجمالي أكثر من 12 طنًا في طريقها إلى العراق، وستكون هذه الشحنات أيضاً في انتظار الإذن من السلطات لنقلها من مطار بغداد إلى مرافق المنظمة الطبية في الموصل وفي أماكن أخرى من البلاد.
لا يمكن شراء هذه المواد داخل العراق وهي أساسية لاستمرار أنشطة منظمة أطباء بلا حدود. تشمل هذه المواد إمدادات لمختبر أحياء مجهرية تعمل أطباء بلا حدود على إنشائه في الموصل.
ويقول غالفان: "لقد اضطررنا لتعليق بعض أنشطتنا الحالية وتلك المخطّط لها، بما في ذلك إنشاء مختبر أحياء مجهرية تشتدّ الحاجة إليه في الموصل. نحن بحاجة إلى إجراءات يمكننا الاعتماد عليها مستقبلًا لتأمين حصولنا على الإمدادات الضرورية لتشغيل أنشطتنا".
لا تزال أطباء بلا حدود متمسّكة بالتفاني في دعم صحة الشعب العراقي وستستمر في بذل الجهود من أجل تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد.