Skip to main content
Closure Insein Clinic, Yangon Myanmar - Minzayar Oo - June 2019

إغلاق عيادة علاج فيروس نقص المناعة البشري خطوة بارزة في البلاد

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

في إطار الخطة الوطنية التي تهدف إلى إحالة جميع المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشري لتلقي العلاج ضمن البرنامج الوطني، أغلقت منظّمة أطباء بلا حدود عيادتها التي قدّمت برنامجًا لعلاج الفيروس في إنسين في يانغون وذلك في أواخر شهر يونيو/حزيران 2019.

شكّلت عيادة إنسين التي افتتحت في العام 2014 جزءًا من مشروعنا الكبير في يانغون الذي أطلق في العام 2003. وفي أوجه، قدم المشروع العلاج لأكثر من 17,000 شخص من بينهم كثيرون من خارج يانغون. في الواقع، يمثل إغلاق العيادة حدثاً بارزاً لكل من منظمة أطباء بلا حدود وميانمار حيث أنّه يشير إلى نمو قدرة ميانمار على توفير العلاج بمضاد الفيروسات القهقرية للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري.

كانت منظّمة أطباء بلا حدود أوّل مقدّم للعلاج بمضاد للفيروسات القهقرية وأدارت أيضاً لبعض الوقت أكبر برنامج مَعني بفيروس نقص المناعة البشري في البلاد. وفي ظل نمو قدرات البرنامج الوطني لفيروس نقص المناعة البشري والبرنامج الوطني للسل، لجأت المنظّمة في السنوات الأخيرة إلى إحالة المرضى ووضعهم تحت رعاية وزارة الصحة والرياضة التي وفّرت لهم العلاج في عيادات أقرب إلى منازلهم.

إغلاق عيادة إنسين في ميانمار
مريضة تأخذ الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في عيادة أطباء بلا حدود في إنسين. إنّها زيارتها الأخيرة إلى العيادة قبل إحالتها إلى برنامج ميانمار الوطني لفيروس نقص المناعة البشري من أجل استكمال العلاج. يانغون، ميانمار، يونيو/حزيران 2019.
Minzayar Oo

النهج المُعتمد لرعاية المرضى في إنسين

عمل كو ميو كياو كمرشد صحي في عيادة إنسين. واكتسب على مر نحو 15 عاماً خبرةً كبيرةً في مجال تقديم الاستشارات إلى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. وتتجسّد إحدى أولوياته في مجال تقديم الاستشارات إلى المرضى في ضمان التزامهم بعلاجهم، ويشمل نهجه تحفيز المرضى والتطرّق إلى القضايا الاجتماعية والسلوك. 

يشرح كو ميو كياو طبيعة تقديم الاستشارات إلى المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في ميانمار خلال عمله في إنسين.
"هناك الكثير من العوامل الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على علاج فيروس نقص المناعة البشري وما زال التمييز ضدّ المصابين بهذا الفيروس سائداً في ميانمار. إذا كان الشخص مصاباً بالسل، فيمكنه الكشف عن ذلك بكل ثقة، ولكن الأمر مختلف بالنسبة إلى فيروس نقص المناعة البشري – فوصمة العار ما زالت منتشرة على نطاق واسع وقد يؤثر هذا على التزام المرضى بعلاجهم.

التغلب على وصمة العار والتحديات الاجتماعية المرتبطة بعلاج فيروس نقص المناعة البشري

"ينبغي على المصابين بفيروس نقص المناعة البشري أن يتناولوا الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية يومياً؛ ويسعهم القيام بذلك في المنزل أو في مكان العمل أو حتى في المدرسة. وبسبب الحسّ بالخزي أو الإحراج، يختار بعض المرضى الاختباء من الآخرين عندما يتناولون أدويتهم، ما يتسبّب بتناولها في أوقات غير منتظمة ويؤثّر بالتالي على العلاج.

"وتظهر حالات أخرى تجعل أيضاً الالتزام بالعلاج صعباً، مثل تشاجر مريض مع زوجته أو العكس، ما يؤدّي إلى  نسيان تناول الدواء أو فقدان حافز الاستمرار بالعلاج.

"من المهم الحدّ من هذه الأنواع من المخاطر التي قد تخل بتناول العلاج وينبغي علينا من أجل تحقيق ذلك أن نفهم مرضانا والتحديات التي يواجهونها كي تتسنى لنا المساعدة حيث أمكن. يُعدّ تقديم الاستشارات عنصراً أساسياً في دعم المرضى لكي ينجح علاجهم.

كيو ميو كياو، مسؤول إرشاد وتثقيف، عيادة أطباء بلا حدود في إنسين إنّ العمل في إطار برنامج الإرشاد الذي تقدّمه المنظّمة جعلني أولي تقديراً كبيراً لمدى فعاليته.
Closure Insein Clinic, Yangon Myanmar - Minzayar Oo - June 2019

ثلاثة عوامل وثلاث تقنيات لالتزام المرضى بالعلاج

"أعمل كمرشد ومثقِّف هنا منذ حوالى 15 عاماً، وحسب خبرتي، هناك ثلاثة عوامل رئيسية في سياق العمل على تعزيز التزام المريض بعلاج فيروس نقص المناعة البشري وهي: التحفيز والتحديات الاجتماعية والسلوك.

"وفي سياق معالجة هذه العوامل الثلاث، تظهر ثلاث تقنيات؛ والأولى هي "المقابلة التحفيزية". وهذي عبارة عن نقاش يساعدنا على تحديد كيفية تقديم الاستشارة إلى شخص فقد الدافع والحافز لمواصلة العلاج.

"أمّا التقنية الثانية، فهي "حل المشاكل". نواجه بالطبع جميعنا التحديات الاجتماعية اليومية، ولكن هدفنا يكمن في تحديد المشكلة الاجتماعية التي يمكننا تخفيفها حتى يتمكن الشخص من مواصلة علاجه والبقاء في صحة جيدة.

"كما نلجأ أحياناً إلى "استشارة تغيير السلوك". نقوم بذلك عندما يعتمد أحدهم أنماط سلوك مؤذية مثل الإفراط في الشرب وتعاطي المخدرات وممارسة الجنس غير المأمون. هدفنا هو المساعدة على اعتماد سلوك يعود بالمنفعة على الشخص عوضاً عن إعاقة علاجه.

منظّمة أطباء بلا حدود تُدير برامج تجريبية منذ العام 2003

"إنّ العمل في إطار برنامج الإرشاد الذي تقدّمه المنظّمة جعلني أولي تقديراً كبيراً لمدى فعاليته. قبل العام 2004، لم أكن أملك الكثير من المعلومات عن المنظّمات غير الحكومية مثل أطباء بلا حدود. وعلمت لأول مرة عن وظيفة الإرشاد من جارتي التي كانت تعمل في المنظّمة كممرضة، وعندما سألتها عن مهام المرشد، أخبرتني أنّ عليه التفاعل مع المرضى.

"عندما بدأت منظّمة أطباء بلا حدود برامج العلاج المضاد للفيروسات القهقرية عام 2003، أنقذت الكثير من الأرواح. لو لم تُنشئ هذه البرامج، لكان توفي عدد أكبر من الناس. انتمائي إلى أطباء بلا حدود ومساهمتي في عملها مدعاة فخر لي.

"ما يسعدني في العمل مع منظّمة أطبّاء بلا حدود هو تقديمها لعلاج التهاب الكبد C الذي بدأ عام 2016. أطلق هذا البرنامج كبرنامج تجريبي في يانغون وبقيادة عيادة إنسين، ولدينا اليوم مرضى شفوا تماماً من التهاب الكبد C. أشعر فعلاً بالفخر عند التفكير بالأمر، ويجعلني عملي كمرشد فخوراً أيضاً.

"بدأت حالياً منظّمات غير حكومية أخرى بتنفيذ برامج مَعنية بفيروس نقص المناعة البشرية وتحتاج إلى تدريب في مجال الإرشاد، وتلجأ إلى منظّمة أطباء بلا حدود لكي تستفيد من خبرتها. يسعدني أنّني أستطيع تبادل المعرفة والمهارات التي اكتسبتها من أساتذتي ومن تجربتي الخاصة."

المقال التالي
فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز
بيان صحفي 8 ديسمبر/كانون الاول 2019