Skip to main content
East Aleppo

سوريا: آخر تطورات الأزمة – تشرين الثاني/نوفمبر 2016

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

على الرغم من المدى الذي وصلت إليه الأزمة وحاجة الناس، فإن منظمة أطباء بلا حدود مقيدة في تواجدها وأنشطتها الطبية في سوريا، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى فقدان الأمل وكذلك بسبب عدم الحصول على الموافقات والتراخيص اللازمة. وهذه القيود موجودة اليوم كما كانت موجودة قبل عام ونصف. وإلى الآن، لم تمنحنا الحكومة السورية الترخيص للعمل في البلاد.

ومع ذلك، تستمر منظمة أطباء بلا حدود بتشغيل ستة مرافق صحية في شمال سوريا بشكل مباشر، وتبذل جهداً كبيراً لتوفير أفضل دعم ممكن لأكثر من 150 مرفقاً على امتداد البلاد في المناطق التي لا تستطيع منظمة أطباء بلا حدود التواجد فيها بشكل مباشر.

كما تعمل فرق منظمة أطباء بلا حدود في البلدان المجاورة لسوريا وذلك عن طريق تقديم المساعدات للاجئين والمجتمعات المضيفة.

الوضع الإنساني

بعد خمس سنوات ونصف من النزاع الضاري، لا يزال الوضع في سوريا يتجه نحو التدهور وتزداد معه الاحتياجات والمعاناة. ويقدر بأن هناك 4.8 مليون شخص قد فروا من البلاد و6.5 مليون آخرين من النازحين الداخليين (المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية). ويمثل هذا العدد حوالي خمسين بالمئة من المجموع العام للسكان.

يعد ’النظام الإنساني‘ في سوريا فاشلاً. حيث لا تزال المساعدات، بما في ذلك إمكانية الحصول على الطعام والاحتياجات الطبية، غير كافية بشكل مروّع. ويتجسد الواقع اليومي السائد للعديد من السوريين بالخوف والحرمان والصراع للبقاء على قيد الحياة. ويعد الحصول على الرعاية الصحية في العديد من مناطق البلاد أمراً شاقاً بسبب النظام الصحي المنهار. فالعديد من المستشفيات تواجه نقصاً حاداً في الإمدادات، ويتناقص عدد العاملين في القطاع الصحي يوماً بعد يوم مع فرار العديد منهم أو مقتلهم. حيث استُهدفت الطواقم والمرافق الطبية منذ بداية النزاع.

تمر حلب بوضع حرج واستثنائي في هذه اللحظات. ففي شرق مدينة حلب، حيث تقدم منظمة أطباء بلا حدود الدعم عن بعد للمرافق الطبية، هناك نحو 250 ألف شخص محاصرون عسكرياً بشكل كامل، مما يؤدي إلى حرمان السكان من أساسيات البقاء على قيد الحياة مثل الطعام والإمدادات الطبية والوقود لضخ المياه وتوليد الكهرباء.

علاوة على ذلك، يتم استهداف المناطق المدنية والمستشفيات بشكل دوري عن طريق القصف الموجه أو العشوائي. كما تقوم مجموعات المعارضة بمهاجمة غرب حلب التي يقع تحت سيطرة الحكومة، ولكننا لا نمتلك برامج دعم هناك بسبب عدم منحنا التراخيص، وبالتالي لا نملك أي معلومات عن الوضع هناك غير ما هو موجود في الإعلام.

حتى أولئك الذين استطاعوا الهروب من جبهات القتال أو المناطق المحاصرة ونجحوا بالوصول إلى الحدود، فإنهم يجدون بأن هناك صعوبة أو حتى استحالة في الحصول على اللجوء خارج البلد. حيث تجبر القيود المفروضة على الحدود المغلقة الناس على العودة إلى الأماكن التي فروا منها في سوريا أو إلى مخيم في الصحراء لا توجد فيه أي منشآت أو موارد، ويصبحون عرضة للعنف والأمراض والجوع. وهكذا هي الحالة في الساتر الترابي الذي يفصل بين الحدود السورية والأردنية حيث علق 75 ألف سوري.

قصف المستشفيات

منذ بداية الحصار على شرق حلب في يوليو/تموز 2016، تضررت المستشفيات العاملة جراء أكثر من 35 هجوماً منفصلاً. جرى استهداف بعض المستشفيات أكثر من مرة واضطرت إلى الإغلاق نتيجة لذلك.

وفي الآونة الأخيرة، جرى استهداف عدة مستشفيات في غارات جوية بدءاً من 16 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد يوم واحد من عودة الغارات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة. تعرضت بعض المستشفيات للهجوم أكثر من مرة. ومن بين المستشفيات التي تم استهدافها وتعطيلها عن الخدمة هناك مستشفى للأطفال، ومستشفيين رئيسيين متخصصين في الجراحة، وأكبر مستشفى عام.

كان مستشفى الأطفال الذي تم استهدافه المستشفى الوحيد المتخصص في طب الأطفال في المناطق المحاصرة. استطاع طاقم المستشفى نقل الأطفال، بما في ذلك الأطفال الخدج، من الأسرة والحواضن إلى قبو البناء لحمايتهم من القصف. كلا المستشفيين اللذين تم استهدافهما هما من بين المستشفيات والمنظمات الأخرى التي تقدم منظمة أطباء بلا حدود الدعم لها.

أما خارج شرق حلب، فقد تم أيضاً استهداف مستشفيات تدعمها منظمة أطباء بلا حدود بالقصف والقذائف. تتضمن بعض الأمثلة الحديثة:

  • في أسبوع واحد في أكتوبر/تشرين الأول، تعرضت أربعة مستشفيات في المناطق المحيطة بدمشق تقوم منظمة أطباء بلا حدود بتقديم المساعدة لها إلى القصف والقذائف.
  • 18 أكتوبر/تشرين الأول – جرى استهداف مستشفى الإيمان التخصصي في محافظة إدلب بغارة جوية أسفرت عن إصابة أربعة أفراد من الطاقم الطبي وأدت إلى التوقف التام لأنشطة المستشفى. كان المستشفى يقدم الخدمات لما مجموعه 35 ألف من السكان، بما في ذلك 25 ألف من النازحين الداخليين.
  • 3 نوفمبر/تشرين الثاني – جرى استهداف مستشفى بغداد في محافظة حلب بغارة جوية. ومع أنه لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات، فقد تم تعليق الخدمات بشكل جزئي مما أثر على نحو 120 ألف شخص.
  • 11 نوفمبر/تشرين الثاني – جرى استهداف مستشفى في محافظة حماة تقوم منظمة أطباء بلا حدود بتقديم الدعم له بغارة جوية مما أدى إلى تضرر المبنى بشكل كبير وجعله غير قابلة للعمل. كان المستشفى يقدم تحقيق الاستقرار، خدمات الأمومة والجراحة، الرعاية الصحية ما قبل الولادة، كما كان يمتلك قسماً للمرضى الداخليين وقسماَ للعيادات الخارجية. وكان يرعى الشؤون الصحية لنحو 16,600 شخص بما في ذلك 1,600 نازح.
ALEPPO UNDER FIRE
Ghaith Yaqout Al-Murjan/MSF

محافظة حلب

من أجل الحصول على معلومات حول الوضع في شرق مدينة حلب، حيث يعاني الناس من عواقب الحصار والقصف المستهدف والعشوائي غير المتوقف، يمكن مراجعة تحديثات منظمة أطباء بلا حدود.

التقطت هذه الصورة في 5 أكتوبر/تشرين الأول في شرق حلب، وهي تظهر القسم الخارجي من مستشفى M10، المركز الرئيسي لعلاج الإصابات البالغة، والذي تقدم منظمة أطباء بلا حدود الدعم له. تضرر المرفق كثيراً بسبب القصف وأُجبر على تعليق أنشتطه في 28 سبتمبر/أيلول. وفي 1 أكتوبر/تشرين الأول، تضرر مجدداً وخرج عن الخدمة. وبعد ذلك بيومين، وبينما كان يجري إعادة تأهيله، تم قصفه مرة أخرى وقتل عدد من عمال البناء.

أما في ناحية أعزاز، تقوم منظمة أطباء بلا حدود بإدارة مستشفى مكوّن من 32 سريراً (مستشفى السلامة). يحتوي المستشفى على غرفة إسعاف ويقدم مجالاً واسعاً من الخدمات بما في ذلك الاستشارات في قسم العيادات الخارجية وللمرضى المقيمين، والرعاية الجراحية، والأمومة، وخدمات دعم أخرى (صيدلية، مخبر، تصوير بالأشعة السينية، الخ..) بالإضافة إلى ذلك، تقوم فرق منظمة أطباء بلا حدود بإحالة المرضى إلى مرافق أخرى في ناحية أعزاز أو تركيا في حال لم يكن بالمقدور معالجتهم في هذا المستشفى الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود.

وقد ازداد عدد النازحين بشكل كبير منذ العام الماضي، وأدى ذلك إلى زيادة تقدر بـ 45 في المئة في عدد الاستشارات والقبول في المستشفى.

فبين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2016، أجرى الطاقم الطبي في مستشفى السلامة 33 ألف استشارة في قسم العيادات الخارجية، و1,765 استشارة للمرضى المقيمين، و19,506 استشارة في غرفة الإسعاف، و1,214 تدخلاً جراحياً.

خلال الأشهر الأولى من العام، قدمت منظمة أطباء بلا حدود المساعدة إلى النازحين الذين وصلوا حديثاً إلى ناحية أعزاز، سواء في المخيمات الرسمية أم في مراكز الإيواء المؤقتة. فتم توزيع بعض المواد غير الغذائية وبعض مستلزمات النظافة إلى 4,345 عائلة (26,070 شخص) كما تم تقديم الخيم لـ 1,330 عائلة. وتم تطبيق برنامج للمياه والصرف الصحي من أجل تحسين الشروط المعيشية في مراكز الإيواء غير الرسمية شرقي بلدة أعزاز.

وفي يونيو/حزيران، أطلقت منظمة أطباء بلا حدود برنامج دعم للقاحات بهدف تنفيذ أنشطة التطعيم بشكل دوري في النواحي الشمالية من محافظة حلب ومستهدفة النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة.

عين العرب/كوباني

في هذه المنطقة من شمال سوريا، عملت منظمة أطباء بلا حدود جنباً إلى جنب مع السلطات الصحية المحلية منذ مارس/آذار من عام 2015 من أجل إعادة تأسيس مرافق  الرعاية الصحية الأولية، وتقديم الخدمات الصحية في قسم العيادات الخارجية، وإعادة تأسيس خدمات التطعيم، وتطبيق برامج الدعم النفسي على امتداد تلك المنطقة. وحتى الفترة الممتدة إلى يوليو/تموز 2016، تم إجراء أكثر من 50 ألف استشارة في قسم العيادات الخارجية، وأكثر من 8 آلاف استشارة في غرفة الإسعاف، وقبول حوالي ألفي مريض مقيم في المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة.

ومع تغير خطوط الجبهات والهجوم الحاصل على منبج من قبل مجموعة مسلحة تدعى قوات سوريا الديمقراطية (وهي عبارة عن تحالف من مجموعات سورية مختلفة)، ازداد عدد المدنيين الفارين من منازلهم تجاه المناطق المحيطة بنهر الفرات.

يحتاج كل من النازحين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم إلى مساعدات إنسانية عاجلة.رفعت منظمة أطباء بلا حدود من مستوى الدعم المقدم إلى السلطات الصحية في تلك المنطقة، وقدّمت الدعم لحملة تطعيم حلقية في المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات في شمال شرق محافظة حلب وذلك عقب انتشار مرض الحصبة فيها. فتم تطعيم أكثر من 2,780 طفل بشكل عاجل ضد الحصبة في المجتمعات التي كانت تعاني من نتائج الحرب والهجمات البرية. وقامت فرق الاستجابة الصحية المحلية بتوزيع الطعام بشكل إسعافي وفحص كافة الأطفال الذين خضعوا لحملة التطعيم لمعرفة إن كانوا يعانون من سوء التغذية الحاد.

محافظة إدلب

في أطمة في شمال غرب سوريا، بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي، تدير منظمة أطباء بلا حدود مستشفى للحروق يتضمن خمسة عشر سريراً يشرف عليه طاقم سوري ويدعمه طاقم دولي متواجد في جنوب تركيا. بدأ هذا المرفق كمركز لعلاج الإصابات البالغة في العام 2012، ولكن ومع ورود حالات حروق تتطلب معالجة خاصة، بدأ المركز تقديم هذه الخدمة. يستطيع مرضى الحروق الحصول على خدمات الجراحة، الرقعة الجلدية، تغيير الضمادات، والاستفادة من المعالجة الفيزيائية. كما يقوم المرفق بمعالجة الحالات الإسعافية في غرفة الإسعاف. ويتوفر كذلك الدعم النفسي واستشارات قسم العيادات الخارجية.

بالإضافة إلى ذلك، تقدّم منظمة أطباء بلا حدود خدمات التطعيم وتجري أنشطة حول التوعية الصحية ومراقبة الأمراض في 180 مخيماً تستضيف حوالي 165 ألف نازح من المناطق المحيطة بأطمة. كما وضعت منظمة أطباء بلا حدود نظام إحالات لنقل المرضى الذين يحتاجون معالجة خاصة إلى تركيا.

في النصف الأول من عام 2016، عاين فريق منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى أطمة للحروق أكثر من 6,000 مريض في غرفة الإسعاف وأجرى أكثر من 630 عملية جراحية رئيسية. وخلال نفس الفترة، تم قبول أكثر من 250 مريضاً في قسم المرضى المقيمين وتم نقل حوالي 240 مريضاً آخر إلى تركيا لاستكمال العلاج. وفي مخيمات النازحين، قامت فرق منظمة أطباء بلا حدود بتقديم أكثر من 81,500 جرعة من اللقاحات للأطفال دون سن الثالثة.

Syrian Refugees Stranded in the "Berm" Jordan/Syria Border

محافظة الحسكة

بالإضافة إلى الدمار الذي سببته أكثر من خمس سنوات من الحرب، تدهور الوضع العام في شمال شرق سوريا بشكل كبير بسبب المواجهات العسكرية المستمرة بين مجموعات مسلحة مختلفة، وتفاقم ذلك أيضاً جراء التوترات الأخيرة مع الدول المجاورة.

وعلى الرغم من أن الحدود مع العراق مغلقة أمام عبور الأشخاص منذ مارس/آذار 2016، لكنه يسمح بمرور السكان والبضائع بشكل متقطع.

ومع أن المنطقة لم تشهد مواجهات حادة مثل التي جرت في مناطق أخرى في سوريا، إلا أن هناك احتياجات طبية وإنسانية كبيرة.

فمنذ عام 2013، تقوم فرق منظمة أطباء بلا حدود بتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية من خلال مركزين للرعاية الصحية الأولية وعيادة للأمومة، مع تركيز خاص على رعاية الأمهات والأطفال والأمراض المزمنة. ويتم توفير هذه الخدمات للنازحين الداخليين والمجتمع المضيف.

من 1 يناير/كانون الثاني إلى 30 يونيو/حزيران 2016، قدّمت فرق منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 24,500 استشارة عامة بما في ذلك 11,700 استشارة للأمراض المزمنة، 4,304 استشارة للأطفال دون سن الخامسة، وأكثر من 3,200 استشارة للرعاية الصحية الإنجابية. كما ساعدت الفرق في 170 عملية ولادة في الشهر بمعدل وسطي. وتعمل منظمة أطباء بلا حدود في الوقت الراهن على افتتاح مركزين إضافيين للرعاية الصحية الأولية في هذه المحافظة.

تقديم الدعم عن بعد للمرافق على امتداد البلد

منذ عام 2011، تقدّم منظمة أطباء بلا حدود الدعم إلى عدد متزايد من المرافق الطبية في عدد من المناطق الأكثر تضرراً من النزاع في سوريا وفي المناطق التي لا يمكن لمنظمة أطباء بلا حدود الوصول بشكل مباشر إلى المرضى فيها. هناك تركيز خاص على دعم المرافق المتواجدة في المناطق الخاضعة للحصار.

تدير منظمة أطباء بلا حدود برامج لتقديم الدعم الفعال بشكل دوري إلى سبعين مرفقاً طبياً، وهي تتراوح بين نقاط طبية صغيرة في المناطق الريفية ومستشفيات كاملة في المناطق الحضرية. وتقع المرافق التي يُقدَّم الدعم لها في مختلف أنحاء البلد، بما في ذلك محافظات درعا وحماة وحمص وإدلب وريف دمشق. حيث تم تطويرها بالتعاون الوثيق مع الشبكات الطبية السورية، وتتم إدارتها غالباً في الدول المجاورة. تتألف مشاريع الدعم التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود من تبرعات للمعدات الطبية الأساسية ومواد الإغاثة، وتدريب عن بعد للطاقم المتواجد ضمن سوريا، ودعم لخدمات سيارات الإسعاف، بالإضافة إلى دعم مالي لتغطية تكاليف إدارة المرافق.

وتم تصميم الدعم الذي تقدمه منظمة أطباء بلا حدود بناء على الاحتياجات وقدرات الوكالات الأخرى بغية تقديم الدعم للمرافق الصحية داخل سوريا. ولذلك، تعتمد بعض المرافق على الدعم المقدَّم من منظمة أطباء بلا حدود فحسب، بينما تتلقى مرافق أخرى دعماً جزئياً من وكالات آخرى (دولية أو محلية). وتتراوح مستويات الدعم من دعم تقدمه منظمة أطباء بلا حدود بنسبة 100 في المائة إلى دعم تقدمه منظمة أطباء بلا حدود بنسبة 50 إلى 60 في المائة.

وهناك 80 مرفقاً آخر يتم تقديم الدعم لها بطريقة مخصصة بناءً على الاحتياجات المحددة لتلك المرافق، مثل التبرعات الإسعافية للإمدادات الطبية التي تقدم عند الحاجة القصوى، على سبيل المثال عند ورود أعداد كبيرة من الإصابات.

لقد ركز برنامج الدعم الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود بشكل متزايد على المناطق المحاصرة حيث يكون الوضع الطبي مزرياً للغاية.

يتعرض العديد من هذه المرافق الطبية للقصف أو القذائف بشكل مستمر لدرجة أن بنيتها التحتية قد تدهورت بشكل كارثي. فخلال السنوات الخمس الماضية، قُتل العديد من أفراد الطاقم الطبي أو تعرضوا للإصابة، مما أسفر عن نقص حاد في عدد الأفراد الذين يتمتعون بخبرة جيدة. أما بالنسبة إلى القوافل الإنسانية القليلة التي سمح لها بالوصول إلى تلك المناطق، فقد تم غالباً إزالة المواد الطبية الأساسية منها قبل وصولها إلى وجهتها، مما قلص الخدمات الطبية التي يمكن تقديمها إلى تلك المجتمعات.

وعندما يعاني المرضى من إصابات أو أمراض شديدة ويحتاجون إلى رعاية لا يمكن تقديمها في الأماكن المحاصرة، تُمنَع عمليات إجلاء المرضى إلى مستشفيات أخرى يمكنها استقبالهم – وحتى بالنسبة إلى الحالات القليلة من عمليات إجلاء المرضى التي تتم الموافقة عليها، فإنها تحتاج بضعة أيام أو أسابيع لإجراء مفاوضات حولها وتنظيمها.

القسم الشرقي من مدينة حلب والدعم المقدَّم عن بعد

تقدِّم منظمة أطباء بلا حدود الأدوية والإمدادات، بما في ذلك مجموعات جراحية ومعدات طبية، كل ثلاثة أشهر إلى ثمانية مستشفيات وستة مراكز صحية وثلاث نقاط للإسعافات الأولية في شرق حلب منذ عام 2014. وتم إرسال إمدادات إضافية في الأوقات الإسعافية أو عندما ازداد عدد الجرحى أو الأشخاص المصابين بأمراض شديدة. كما قدمت منظمة أطباء بلا حدود معدات طبية ولوجستية إلى المستشفيات لإعادة استئناف أنشطتها بعد الغارات الجوية.

قبل تشديد الحصار في يونيو/حزيران 2016، استطاعت منظمة أطباء بلا حدود إرسال مؤن تكفي لثلاثة أشهر من الإمدادات الطبية (ما يعادل عشر شاحنات) إلى كافة المرافق الصحية في شرق حلب. ووصلت إلى المدينة في أواخر أبريل/نيسان. وفي أواخر أغسطس/آب 2016، استطاعت منظمة أطباء بلا حدود توصيل شحنة إضافية أخيرة تقدر بحوالي 100 طن من الإمدادات الطبية بالغة الضرورة بعد أن فتحت مجموعات المعارضة ممراً مؤقتاً إلى داخل شرق حلب. ولم تستطع منظمة أطباء بلا حدود إيصال الإمدادات الطبية منذ ذلك الحين.

ويقدر بأن هناك حوالي 250 ألف شخص محاصر وسط القصف المستهدف والعشوائي من قبل القوات المسلحة السورية والروسية، مما يجعل الحياة أشبه بالمستحيل. فهناك نقص في الاحتياجات الحيوية التي يحتاجها الأشخاص للبقاء على قيد الحياة مثل الطعام وحليب الأطفال. لا يموت الناس جراء الإصابات الناجمة عن الحرب فحسب، بل أيضاً من الأمراض المزمنة. ولا يستطيع الطاقم الطبي المتبقي التعامل مع أعداد الجرحى أو الإصابات الخطيرة التي يتعرضون لها. فهناك نقص في الإمدادات الطبية. ويحتاج المرضى والجرحى إلى رعاية عاجلة ومن المستحيل إحالتهم إلى خارج المدينة.

انهار وقف إطلاق النار المؤقت في أواخر سبتمبر/أيلول، ومنذ ذلك الحين تكثف القصف. ولم تنج البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية من هذا القصف. وأدى القصف المركز إلى ازدياد كبير في عدد الإصابات.

ووفقاً للشبكات الطبية التي تقدم منظمة أطباء بلا حدود الدعم لها، فقد تعرض أكثر من 4,350 شخصاً للإصابات، بما في ذلك أكثر من 510 أطفال في الفترة الممتدة من 23 سبتمبر/أيلول إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني. وأفيد بأنه قد قُتل أكثر من 1,060 شخصاً من بينهم أكثر من 150 طفلاً. وتعد هذه الأرقام الهائلة تقديرات محافظة، لأن بعض العائلات تدفن موتاها مباشرة وقبل إحضارهم إلى المشرحة.

في فترة العشرة أيام الممتدة بين 15 و 24 نوفمبر/تشرين الثاني وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 1,500 شخص، مما يظهر مجدداً كثافة القصف والمهمة المستحيلة لإنقاذ الأرواح التي يواجهها الأطباء في شرق حلب.

منظمة أطباء بلا حدود في الدول المجاورة

الأردن

تستضيف الأردن حوالي 629 ألف لاجئ مسجل، ويعيش عدد مماثل في البلد من غير أن يكونوا مسجلين. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014، تم إيقاف إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية المجانية للاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات في الأردن، مما خلق مزيداً من الصعوبات لهم. ومن أجل تقديم الدعم لهذا العبء الناتج عن هذه الأرقام الضخمة، أسست منظمة أطباء بلا حدود عدداً من المشاريع الصحية تقوم الفرق فيها بإجراء التدخلات الجراحية، ومعالجة الأمراض غير السارية، وتقديم خدمات الأمومة والرعاية الصحية للأطفال والصحة النفسية.

عمان

تم تأسيس مشروع الجراحة الترميمية في عمان في عام 2006 لتقديم الجراحة العظمية، وجراحة الوجه والفكين، والجراحة التجميلية بالإضافة إلى المعالجة الفيزيائية والنفسية لضحايا العنف في المنطقة. ومع تصاعد حدة النزاع في سوريا المجاورة، ازداد عدد المرضى السوريين حيث وصل عددهم في المستشفى إلى حوالي 50 في المئة. تهدف هذه الخطوة إلى تحسين نوعية الخدمات الطبية المقدمة إلى المرضى. ومنذ افتتاحه قبل تسع سنوات، قام المستشفى بقبول أكثر من 3,700 شخص وأجرت الفرق 8,238 عملية جراحية.

الرمثا

في الأعوام الثلاثة الماضية، قدمت البرامج الجراحية الإسعافية داخل مستشفى الرمثا الحكومي عمليات جراحية للإصابات البالغة للمرضى المصابين جرّاء النزاع في سوريا. فعلى بعد خمسة كيلومترات عن الحدود السورية، شهد المشروع وصول أكثر من 2,400 جريح الحرب إلى غرفة الإسعاف. ويعاني حوالي 75 في المئة منهم من الإصابات البالغة المتعددة الناتجة عن الانفجارات. وحوالي 90 في المائة من مجمل جرحى الحرب يعبرون الحدود وتتم معاينتهم بشكل أولي في مشروع منظمة أطباء بلا حدود في الرمثا.

وعقب إغلاق الحدود الأردنية السوري جرّاء سيارة مفخخة في منطقة تدعى "الساتر الترابي" في يونيو/حزيران 2016، لم يصل سوى جريحي حرب إلى غرفة الإسعاف.

في مارس/آذار من عام 2016، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود عيادة للأمراض غير السارية في مدينة الرمثا بغية تقديم الرعاية للاجئين السوريين والأردنيين المحتاجين. ويوجد حالياً 1,500 مريض يخضعون للعلاج: حوالي 75 بالمائة منهم سوريون و25 في المئة أردنيون. وتشمل الأمراض التي تتم معالجتها بشكل أساسي: ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض القلب والأوعية الدموية، الربو، الانسداد الرئوي المزمن. كما تقدم العيادة خدمات الصحة النفسية للمرضى الذين يعانون من أمراض غير سارية وخدمات الرعاية الصحية المنزلية. ويقوم عمال صحة المجتمع في منظمة أطباء بلا حدود بتقديم أنشطة التوعية الصحية.

الطرة، سهل حوران، الرمثا

في سبتمبر/أيلول 2016، بدأت منظمة أطباء بلا حدود بتقديم الرعاية الصحية الأولية مجاناً إلى اللاجئين السوريين والأردنيين المحتاجين في مركز الرعاية الصحية الأولية في الطرة وسهل حوران والرمثا. وهناك خدمات في قسم العيادات الخارجية وخدمات لرعاية الأمومة مثل رعاية ما قبل الولادة ورعاية ما بعد الولادة وكذلك خدمات الصحة النفسية. كما يتم إجراء حملات للتثقيف الصحي.

مخيم الزعتري للاجئين

تمتلك منظمة أطباء بلا حدود نقطة طبية عاملة تحتوي على أربعين سريراً في مخيم الزعتري للاجئين. ويقدم هذا المرفق علاج الإصابات بالإضافة إلى أنشطة الصحة النفسية والعلاج الفيزيائي. وفي يوليو/تموز 2016، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود مساحة صديقة للأطفال كجزء من مشروع يتضمن أنشطة الصحة النفسية لجرحى الحرب السوريين من الأطفال بالتعاون مع منظمات دولية أخرى. وبين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز 2016، تلقى أكثر من 620 مريضاً العلاج في المرفق وتم إجراء أكثر من 690 جلسة استشارة نفسية اجتماعية.

وبعد أن أغلقت الحكومة الأردنية حدودها الشمالية الغربية مع سوريا في 21 يونيو/حزيران من عام 2016، تناقص عدد جرحى الحرب بشكل كبير لأنه تم منعهم من الوصول إلى الأردن. وفي حال بقي الوضع على الحدود على ما هو عليه، تخشى منظمة أطباء بلا حدود بأن برامجها الراهنة في الأردن والتي تتناول الاحتياجات الطبية لجرحى الحرب السوريين قد تكون مجبرة على التوقف.

إربد

بعد إجراء التقييم في عام 2013، أسست منظمة أطباء بلا حدود مشروعاً صحياً لرعاية الأم والطفل في إربد بالقرب من الحدود مع سوريا. تستضيف تلك المنطقة عشرات آلاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون خارج مخيمات اللاجئين الذين يعانون من صعوبات في إمكانية الوصول إلى الرعاية التي يحتاجونها. ازدادت الحاجة إلى الرعاية الصحية للأم والطفل في نهاية عام 2014 عندما أعلنت السلطات الأردنية بأن على جميع السوريين، سواء كانوا مسجلين أم لا، دفع مبالغ من المال مقابل خدمات وزارة الصحة. وفي الفصل الأول من عام 2015، تمت ترقية المشروع ليتمكن من إدارة عمليات الولادة المعقدة ولتقديم عمليات الولادة القيصرية. كما تم تأسيس وحدة للعناية المركزة.

وتمتلك منظمة أطباء بلا حدود عيادتين في محافظة إربد تقومان بمعالجة السوريين والأردنيين المحتاجين الذين يعانون من أمراض غير معدية. جرى افتتاح العيادة الأولى، والتي يتم تشغيلها بالشراكة مع وزارة الصحة الأردنية، في ديسمبر/كانون الأول 2014، أما الثانية، التي تتم إدارتها مع منظمة غير حكومية تدعى مجتمع الإغاثة الطبي العربي، فقد جرى افتتاحها في أبريل/نيسان 2015.

وفي أغسطس/آب 2015، أطلقت منظمة أطباء بلا حدود برنامج الزيارة العائلية – بنصف قطر يبلغ 10 كيلومتر من مركز المدينة – للوصول إلى المرضى الذين لا يستطيعون القدوم إلى هاتين العيادتين بسبب الوضع الصحي و/أو العجز الجسدي. وتتم معالجة معظم المرضى في كلتا العيادتين من أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري والربو. وبنهاية يوليو/تموز 2016، كان هناك 4,450 مريض يخضعون للعلاج في العيادتين المذكورتين. كما تقدم منظمة أطباء بلا حدود الدعم والاستشارات النفسية الاجتماعية.

الساتر الترابي: الحدود السورية الأردنية

هناك أكثر من 75 ألف سوري عالقين بين سوريا والأردن في شمال شرق البلاد. قامت منظمة أطباء بلا حدود بتشغيل عيادة صحية متنقلة لتقديم الرعاية الصحية الأولية في منطقة الساتر الترابي/ركبان لمدة 23 يوم بدءاً من 16 مايو/أيار 2016. جرى توفير الخدمات في شاحنات وتم إعطاء الأولوية إلى الأطفال دون سن الخامسة وللنساء الحوامل.

كما نظمت منظمة أطباء بلا حدود الإحالات بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية وأجرت أكثر من 3,500 استشارة (أكثر من 200 طفل يعانون من نقص التغذية، 10 منهم يعانون من نقص التغذية الحاد و500 امرأة حامل وعملية ولادة واحدة وثلاثة إحالات إسعافية ناجحة). وبعد الهجوم بواسطة سيارة مفخخة على مركز الحدود الأردنية في 21 يونيو/حزيران 2016، تم منع الوصول إلى الحدود ولم يتم تقدم المساعدات الإنسانية سوى تقديم بعض الماء والطعام.

ضواحي المرفق في الأردن.

واعتباراً من 23 نوفمبر/تشرين الثاني، سُمح لوكالات الأمم المتحدة باستئناف مساعداتها الإنسانية للساتر الترابي. ترحب منظمة أطباء بلا حدود باستئناف المساعدات وتأمل بأن يستمر على نحو منتظم ومستدام. ولكننا نتساءل حول إيصال المساعدات الطبية من خلال الترتيب الراهن في المنطقة، حيث يجب أن يقوم أشخاص محترفون مؤهلون طبياً بإجراء والإشراف على الحالات الطبية في المستوى الثالث. وفي هذا الخصوص، تستمر منظمة أطباء بلا حدود بالمفاوضات حول إمكانية الوصول بشكل مباشر للسوريين في الساتر الترابي، وتعيد وتكرر بأنه يجب تقديم رعاية صحية جيدة مستقلة داخل الساتر الترابي.

لبنان

مشاكل التسجيل والردع

لا يزال الوضع في لبنان هشاً إلى درجة كبيرة. فوجود أكثر من 1.4 مليون لاجئ سوري يشكل ضغطاً كبيراً على الخدمات العامة ويفاقم التوترات في البلد.

فمنذ ديسمبر/كانون الأول 2014، قللت الإجراءات التي وضعتها الحكومة (مثل تكلفة سمة الدخول المرتفعة للاجئين السوريين) من عدد الوافدين الجدد أو السوريين المسجلين في لبنان، والذين يمثلون حوالي 30 في المئة من مجموع السكان اللبنانيين.

واعتباراً من 6 مايو/أيار 2015، علّقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تسجيل اللاجئين الجدد في لبنان، تماشياً مع طلب الحكومة اللبنانية. ووفقاً لذلك، لا يتم شمل الأفراد الذين ينتظرون التسجيل في الأرقام الرسمية للاجئين في لبنان. علاوة على ذلك، فإن الإجراءات المكلفة التي وضعتها الحكومة اللبنانية من أجل تجديد وثائق اللاجئين السوريين قد تردع بعض هؤلاء اللاجئين من القيام بذلك. وبالتالي، ازداد عدد اللاجئين الذين لا يحملون وثائق رسمية في لبنان.

الوضع الإنساني

إن الظروف المعيشية غير مستقرة حيث يزداد عدد اللاجئين المقيمين في المخيمات غير الرسمية والملاجئ غير الملائمة. وتتضمن المخاوف الصحية الرئيسية: إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية والثانوية، الولادات الآمنة، الصحة النفسية، والحصول على الدواء للأمراض المزمنة.

زيادة أنشطة منظمة أطباء بلا حدود للاجئين

في عام 2015، أجرت منظمة أطباء بلا حدود 305,150 استشارة للرعاية الصحية للاجئين السوريين في لبنان، وذلك بالمقارنة مع 194,427 في عام 2014 و96,320 في عام 2013. وفي الفترة الممتدة بين 1 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران 2016، أجرت منظمة أطباء بلا حدود 170,000 استشارة للرعاية الصحية الأولية في عياداتها على امتداد لبنان.

سهل البقاع

في سهل البقاع، حيث استقر أغلبية اللاجئين، بدأت منظمة أطباء بلا حدود بتوفير الرعاية الصحة الأولية في مارس/آذار 2012. ويستمر ذلك إلى يومنا هذا ويتضمن معالجة الأمراض الحادة، والأمراض المزمنة، وحزمة متكاملة للصحة الإنجابية، من خلال أربع عيادات موجودة في الهرمل وعرسال وبعلبك ومجدل عنجر. تُقدَّم هذه الخدمات إلى اللاجئين السوريين بغضّ النظر عما إذا كان اللاجئ مسجلاً أم لا، كما يتم تقديمها للبنانيين المحتاجين.

وبالإضافة إلى حزمة الصحة الإنجابية المقدمة في العيادات الأربع، تُقدَّم خدمات الدعم النفسي والتوعية الصحية كذلك. كما تجري منظمة أطباء بلا حدود جلسات خاصة بالنساء والفتيات، حيث يستطعن الحصول على استشارة طبيبة أو قابلة قانونية، بالإضافة إلى جلسات أخرى تقتصر على النساء يتم بحث قضايا صحية تتعلق بصحة المرأة.

وفي فبراير/شباط 2016، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود مركزها الثالث للأم والطفل في مجدل عنجر في البقاع الأوسط على بعد بضع كيلومترات من الحدود السورية. ويبقى المركز مفتوحاً 24 ساعة في اليوم على مدار الأسبوع، وتقدم الفرق المساعدة في عمليات الولادة غير المعقدة. وخدمات المركز متاحة لأكثر من 15 ألف امرأة لا يمتلكن أي إمكانية لإجراء عملية ولادة آمنة ومجانية.

محافظتي الشمال وعكار

يستضيف شمال لبنان عدداً كبيراً من السوريين (252,450 شخصاً؛ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أكتوبر/تشرين الأول 2016). تدير منظمة أطباء بلا حدود خمسة مراكز للرعاية الصحية الأولية في تلك المنطقة وتقدم خدمات صحية مجانية للاجئين السوريين واللبنانيين المحتاجين في محافظتي عكار وطرابلس. تتضمن خدمات منظمة أطباء بلا حدود: معالجة الحالات الحادة، والأمراض المزمنة، حزمة شاملة للصحة الإنجابية، استشارات الصحة النفسية واللقاحات، بالإضافة إلى أنشطة التوعية الصحية.

ففي طرابلس، تعمل منظمة أطباء بلا حدود مع مستشفى دار الزهراء منذ فبراير/شباط 2012 وتقدم الرعاية الصحية الأولية ومعالجة الأمراض المزمنة والصحة الإنجابية واللقاحات للاجئين السوريين واللبنانيين المحتاجين. كما تعمل منظمة أطباء بلا حدود في مستوصف الزهراء في منطقة جبل محسن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012 ومستوصف الدواء في منطقة باب التبانة منذ أبريل/نيسان 2013 بحيث تقدم الرعاية الصحية الأولية بما في معالجة الأمراض الحادة واللقاحات والصحة الإنجابية. وفي جبل محسن، تقدِّم منظمة أطباء بلا حدود، أثناء فترات تفشي العنف، الدعم لتحقيق استقرار المرضى قبل أن تتم إحالتهم إلى المستشفى.

وفي أبريل/نيسان 2015 في محافظة عكار، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود عيادة أخرى للرعاية الصحية الأولية في العبدة شمال طرابلس، تقدم العيادة الرعاية الصحية الأولية بما في ذلك الرعاية للحالات الحادة والأمراض غير المعدية بالإضافة إلى الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية. كما تقدم أنشطة للصحة النفسية والتوعية الصحية وكذلك اللقاحات. وفي سبتمبر/أيلول 2016، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود مركزاً صحياً في وادي خالد لتقديم العلاج إلى الأمراض غير المزمنة واستشارات الصحة النفسية.

اللاجئون الفلسطينيون القادمون من سوريا

قبل أن تبدأ الحرب هناك، كانت سورياً موطناً لحوالي 500 ألف لاجئ فلسطيني، قسم منهم ولد وترعرع في ذلك البلد. تعرضت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا، بما في ذلك حلب ودرعا ومخيم اليرموك جنوب دمشق، إلى الهجوم والحصار مما أدى إلى العديد من الوفيات والإصابات. وبحلول أبريل/نيسان 2014، كان قد تسجل أكثر من 3,070 فلسطيني سوري في الأونروا في لبنان وسعى 13,836 إلى الحصول على الدعم من الأونروا في الأردن.

ومنذ يونيو/حزيران 2013، يتم تقديم استشارات الرعاية الصحية الأولية في مستشفى النداء الإنساني في مخيم عين الحلوة، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وهو يضم الآن حوالي 100 ألف شخص.

وفي مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، والذي يبعد أربعة كيلومترات عن وسط بيروت، هناك أكثر من 30 ألف لاجئ (سوري، وفلسطيني، وفلسطيني سوري، وبعض الأقليات) يعيشون في ظروف مزرية. ومنذ سبتمبر/أيلول 2013، ومن أجل التعامل مع الاحتياجات الصحية المتزايدة في جنوب بيروت، تدير منظمة أطباء بلا حدود مركزاً للرعاية الصحية الأولية ومركزاً للصحة النسائية في شاتيلا. المشروع مخصص للاجئين السوريين بشكل أساسي، ولكنه يستقبل الفلسطينيين الذين فروا من سوريا والمجتمعات المحتاجة الأخرى التي تقطن في جنوب بيروت.

ويتم التركيز على اللاجئين غير المسجلين الذين لا يعدون مؤهلين للحصول على المساعدات الرسمية أو اللاجئين المسجلين الذين لديهم احتياجات جراحية إسعافية تقع خارج نطاق قائمة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للإصابات التي تتم تغطيتها. تقدم وحدة الأمومة الرعاية أثناء الحمل وعمليات الولادة البسيطة، مع إحالة الولادات المعقدة إلى المستشفيات المجاورة.

علاوة على ذلك، فإن عيادة الصحة الأولية التي تمت توسعتها مؤخراً تتعامل مع الرعاية الصحية في فترة ما بعد الولادة، وطب الأطفال، والأمراض المزمنة للبالغين والأطفال. كما يتم تقديم استشارات الصحة النفسية في كلا المرفقين وتجري معاينة أكثر من 6,500 مريض في الشهر الواحد في كلا المرفقين.

وفي مخيم برج البراجنة للاجئين، والذي يقع أيضاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، توسع منظمة أطباء بلا حدود عملها عن طريق افتتاح مركز صحي جديد لتقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك معالجة الأمراض المنقولة جنسياً، والصحة النفسية، وأنشطة التوعية الصحية للسكان المحليين. وفي مايو/أيار 2016، أطلق مركز منظمة أطباء بلا حدود الصحي في برج البراجنة برنامجاً للرعاية المنزلية للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة والذين لديهم مشاكل في القدرة على التحرك.

العراق

يستضيف الإقليم الكردي الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين في العراق والذين يبلغ عددهم 251,499 لاجئاً (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)، ولكن مع الاضطرابات الراهنة في البلد، فإن العبء الذي يحمله في تزايد مستمر. فعلى ضوء هذه الأزمة الهائلة، تقوم بعض المنظمات الدولية بتخفيف مساعداتها للاجئين السوريين في البلد. وفي العام الفائت، أدى انتشار العنف في العراق إلى عودة بعض اللاجئين السوريين إلى سوريا وعبر عشرات آلاف العراقيين الحدود نحو سوريا في أغسطس/آب 2014 قبل أن يعودوا مرة أخرى إلى مناطق أكثر أمناً في العراق.

دوميز

تقلص عدد سكان مخيم دوميز للاجئين (في محافظة دهوك) بشكل كبير في السنة الفائتة بسبب تحركات كبيرة للأشخاص. ويقدر عدد سكان المخيم في الوقت الراهن بحوالي 38,392 شخصاً (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكتوبر/تشرين الأول 2016).

وفي الفترة الممتدة بين مايو/أيار 2012 إلى أكتوبر/تشرين الأول 2015، كانت منظمة أطباء بلا حدود الفريق الرئيسي الذي يقدم الخدمات الصحية للاجئين السوريين في مخيم دوميز، بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية، والرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، والرعاية للأمراض المزمنة، والمساعدة للصحة النفسية.

ومنذ أغسطس/آب 2014، تدير منظمة أطباء بلا حدود وحدة أمومة داخل المخيم، وتركز فرق منظمة أطباء بلا حدود على تقديم الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية من خلال هذه الوحدة. تقدم الفرق المساعدة إلى 85 عملية ولادة في الشهر بمعدل وسطي وتضمن إجراء الإحالات للحالات المعقدة إلى مستشفى دهوك.

في أكتوبر/تشرين الأول، وبعد ثلاث سنوات من الأنشطة الطبية، سلّمت فرق منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الصحية العامة واستشارات الصحة النفسية إلى السلطات المحلية. كما تم تسليم معالجة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة إلى وزارة الصحة في يونيو/حزيران 2016.

أربيل

تقدّم منظمة أطباء بلا حدود خدمات الصحة النفسية في مخيمين للاجئين في محافظة أربيل – مخيم كوارجوسك ومخيم دار شكران.

تركيا

تستضيف تركيا أكثر من 2.5 مليون لاجئ سوري. وفي كيليس، تعمل منظمة أطباء بلا حدود بالشراكة مع ’تجمع المواطنين‘ لتقديم الرعاية الصحية الأولية والدعم النفسي الاجتماعي للاجئين السوريين. ففي الفترة الممتدة بين 1 يناير/كانون الثاني و31 أغسطس/آب، قدّم قسم الرعاية الصحية الأولية في المشروع 21,153 استشارة في قسم العيادات الخارجية. أما في برنامج الصحة النفسية، فقد تم إجراء 2,648 جلسة للصحة النفسية على مستوى الأفراد و1,804 استشارة جماعية أو جلسات في الزيارات المنزلية قام بها عاملون مدربون في مجال صحة المجتمع.

وفي محافظة سانليورفا، تعمل منظمة أطباء بلا حدود بالشراكة مع اثنين من المنظمات غير الحكومية التركية (دعم الحياة ومؤسسة الهلال الأزرق الدولية) من أجل تقديم خدمات الصحة النفسية. ومن خلال هذه المشاركة، يتم تقديم المساعدات إلى اللاجئين القادمين من كوباني وتل أبيض التي تتضمن توزيع الطعام ومستلزمات النظافة وتحسين البنية التحتية للماء والصرف الصحي في المخيمات.

وعملت منظمة أطباء بلا حدود في مخيم أكاكالي الانتقالي من نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وحتى إغلاقه في مايو/أيار 2016. وكان مخيم أكاكالي يستضيف 4 آلاف لاجئ حيث تم نقل حوالي 300 منهم إلى مخيمات أخرى بشكل طوعي بينما فضل الباقي الحياة خارجه. وقامت منظمة أطباء بلا حدود بتوزيع مستلزمات النظافة للأشخاص الذين قرروا أن يعيشوا خارج المخيمات في ضواحي بلدة أكاكالي.

تقوم منظمة أطباء بلا حدود بتقديم الدعم المالي والفني للوكالة الشريكة دعم الحياة في محافظة سانليورفا. ويوجد حالياً برنامج لتقديم الرعاية النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للاجئين السوريين في سانليورفا. كما تقدم منظمة أطباء بلا حدود الدعم المالي والفني لمؤسسة الهلال الأزرق الدولية للإغاثة والتنمية من أجل دعم أنشطتهم في الرعاية الصحية النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للاجئين السوريين وذلك من خلال مركز اجتماعي في أكاكالي.

وفي غازي عنتاب، تم افتتاح المركز الصحي التطوعي للأشخاص تحت الحماية المؤقتة في ديسمبر/كانون الأول ويتشارك في إدارته منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة أطباء عبر القارات. يقدم المركز استشارات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية للمرضى في قسم العيادات الخارجية والنساء والأطفال.

توقفت أنشطة منظمة أطباء بلا حدود حول الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية في أبريل/نيسان 2016، ولكن تستمر منظمة أطباء بلا حدود في تقديم الاستشارات إلى مرضاها عن طريق تقديم الدعم لجمعية الرعاية الصحية الأولية، وهي مرفق طبي سوري يتخذ من غازي عنتاب قاعدة له.

المقال التالي
Syria
Op-Ed 11 مارس/آذار 2015