Skip to main content
Johnson & Johnson demonstration - bedaquiline

إلى شركة جونسون آند جونسون: خفّضوا سعر دواء السل المُنقذ للحياة

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد
  • شركة جونسون آند جونسون لتصنيع الأدوية تبيع دواء السلّ الجديد "بيداكويلين" بحوالي 1,200 دولار أمريكي للعلاج الكامل، بينما لا يستطيع الكثير من مرضى السلّ تكبد تكاليفه
  • تعمل منظمة أطباء بلا حدود على المطالبة بتخفيض السعر إلى دولار واحد في اليوم الواحد، ما يخفّض كلفة العلاج الكامل إلى النصف
  • شاركنا في اعتصاماتٍ أمام مكاتب شركة جونسون آند جونسون في عدة مدن حول العالم للضغط على الشركة كي تخفض سعر الدواء المنقذ للحياة

جنيف – أطلقت منظّمة أطباء بلا حدود اليوم حملة عالمية تدعو فيها شركة الأدوية جونسون آند جونسون إلى تخفيض سعر دواء بيداكويلين المضاد للسل إلى مبلغ لا يتخطى الدولار الواحد في اليوم لجميع الأشخاص الذين يحتاجون إليه أينما كانوا، بهدف توسيع نطاق توفر علاج السل المقاوم للأدوية والحدّ من الوفيات.

على شركة جونسون آند جونسون تخفيض سعر البيداكويلين نظراً إلى أنّ عملية تطوير الدواء تحققت من خلال المساهمات المشتركة بما في ذلك من قبل أطبّاء بلا حدود نفسها.

وانضمّ إلى المنظّمة الناشطون في مجال مكافحة السل والمجتمع المدني في احتجاجات نُظّمت خارج مكاتب شركة جونسون آند جونسون في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل وبلجيكا وأوكرانيا وإسبانيا، مُطالبين الشركة بتوفير الدواء للأشخاص المصابين بالسل المقاوم للأدوية مقابل مبلغ لا يتعدى "الدولار الواحد في اليوم الواحد".

وتقول مستشارة سياسات علاج فيروس نقص المناعة البشري والسل في حملة أطبّاء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية شارونان لينتش، "تم تطوير دواء بيداكويلين باستخدام الضرائب المالية ومساهمات المجتمع الدولي المختصّ بمرض السل".

وتُردف قائلةً، "يجب أن يكون لأولئك الذين ساهموا في تطوير دواء بيداكويلين رأي في تحديد سعر هذا الدواء. ندعو شركة جونسون آند جونسون إلى تسعير دواء بيداكويلين بميلغ لا يتعدى الدولار الواحد في اليوم الواحد كي يصبح متاحاً لجميع المصابين بالسل المقاوم للأدوية. لن نتراجع حتى ينخفض سعر الدواء".

شركة جونسون آند جونسون تدرّ الأرباح المالية عبر اكتشافٍ ساهم فيه غيرها

تم تطوير دواء بيداكويلين بدعم كبير من الضرائب المالية والدعم الخيري وغير الربحي. وأمّا معظم العمل بالغ الأهمية والمرتبط بتوفير المعلومات عن استخدام الدواء وإثبات قيمته العلاجية، فأجرته مجموعة من الباحثين المعنيّين بالسل ووزارات الصحة ومقدّمو الرعاية بمن فيهم منظّمة أطباء بلا حدود، بتمويل من دافعي الضرائب والمانحين الآخرين.

وبالرغم من الجهود المشتركة في مجال البحث والتطوير التي بذلها المجتمع الدولي المختصّ بمرض السل، وحدها شركة جونسون آند جونسون تمتلك براءة اختراع هذا الدواء في بلدان متعدّدة وتتمتّع بالحقّ الحصري في تحديد البلد الذي سيتمّ فيه بيع الدواء.

نولودوي ماباندليلا، ناجية من السلّ المقاوم للأدوية يجب أن تتوقف شركات الأدوية مثل جونسون آند جونسون عن رفع سعر الدواء الذي يُعطي فرصة الحياة إلى الأشخاص المصابين بأشكال السل المقاوم للأدوية.
Noludwe Manabdela, TB Leader

خفّضوا السعر إلى النصف!

وتطلب الشركة حالياً سعر مضاعف للدواء مقارنةً بالسعر الذي تطالب به منظّمة أطباء بلا حدود: فقد سعّرت الشركة الدواء بقيمة 400 دولار أميركي مقابل علاج ممتدّ على ستة أشهر للبلدان المؤهلة لشراء الدواء من خلال المرفق العالمي للعقاقير - وهو آلية لشراء أدوية السل وإجراء التشخيص تعمل من خلال وكالة للأمم المتحدة.

ومع ذلك، توصّل باحثون من جامعة ليفربول إلى أن بالإمكان إنتاج البيداكويلين وبيعه بسعر أقلّ بكثير من المفروض- بسعر يبلغ 25 سنتاً في اليوم الواحد في حال بيعت 108,000 جرعةٍ علاجيةٍ سنوياً. أمّا مقابل دولار واحد في اليوم الواحد، فيُصبح سعر البيداكويلين 600 دولار أميركي للشخص الواحد للعلاج الممتدّ على 20 شهراً وهي فترة العلاج التي يحتاج إليها الكثير من المرضى المصابين بالسل المقاوم للأدوية.

ولكن في المقابل، يبلغ أدنى سعر تفرضه الشركة اليوم مقابل العلاج الممتدّ على 20 شهراً حوالى 1,200 دولار أميركي (دولاران أميركيان في اليوم الواحد) في البلدان المؤهلة لشراء الدواء من خلال المرفق العالمي للعقاقير، علمًا أنّ الشركة تفرض سعر أعلى بكثير للبلدان الأخرى. ويؤثّر هذا السعر المرتفع على إمكانية توسيع نطاق توفير الدواء في بلدان متعدّدة تُعاني من مرض السل المقاوم للأدوية، وبالأخص بما أن البيداكويلين يعتبر دواءً واحدًا فقط من بين أدوية متعدّدة مطلوبة في إطار النظام العلاجي.

Neilam Synrem (47)

دواء منقذ للحياة، يبسّط علاج السلّ

وتقول نولودوي ماباندليلا التي تلقت علاج للسل المقاوم للأدوية المتعدّدة في خايليتشا في جنوب أفريقيا وشُفيت أوائل العام 2019، "أنقذ البيداكويلين حياتي. عانيت من الكثير من الآثار الجانبية خلال علاجاتي السابقة التي شملت أدوية عن طريق الحقن".

وتضيف قائلةً، "بعد الانتقال إلى استخدام البيداكويلين، تحسّنت صحتي بسرعة أكبر. أتمنى أن لا يمر ما عشته على أي أحد. يجب أن تتوقف شركات الأدوية مثل جونسون آند جونسون عن رفع سعر الدواء الذي يُعطي فرصة الحياة إلى الأشخاص المصابين بأشكال السل المقاوم للأدوية".

ودواء بيداكويلين هو واحد فقط من ثلاثة أدوية جديدة للسل تم تطويرها في أكثر من نصف قرن، إلى جانب الديلامانيد والبريتومانيد. وتتطلّب الأنظمة العلاجية للسل المقاوم للأدوية المتعدّدة الموصى بها سابقاً والمُستخدمة من قبل معظم البلدان أن يتناول الناس حوالي 20 حبةً يومياً على مرّ سنتَين تقريباً وأن يتحمّلوا الحقنات اليومية المؤلمة والآثار الجانبية الحادّة بدءاً من الذهان والغثيان المستمر وصولاً إلى الصمم.

وهذه العلاجات دون المستوى الأمثل لم تنجح سوى بعلاج 55% من المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعدّدة و34% فقط من المصابين بالسل شبه الشديد المقاومة للأدوية.

تم تطوير دواء بيداكويلين باستخدام الضرائب المالية ومساهمات المجتمع الدولي المختصّ بمرض السل. يجب أن يكون لأولئك الذين ساهموا في تطوير دواء بيداكويلين رأي في تحديد سعر هذا الدواء. شارونان لينتش، مستشارة في حملة أطبّاء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية

استناداً إلى البيانات التي تم الحصول عليها من المجتمع المختصّ بالسل والتي تُظهر نتائج علاجية مُحسَّنة لدى الأشخاص الذين تناولوا دواء البيداكويلين، أوصت منظّمة الصحة العالمية عام 2018 باستخدام البيداكويلين كجزء أساسي من نظام علاجي عن طريق الفم بالكامل، يحلّ محل الأدوية عن طريقة الحقن.

نتائج مبشّرة، لكنّ الحصول على البيداكويلين مكلف

سبق وأظهر الاستخدام المتزايد للبيداكويلين منافعه بالفعل، حتى بين أوساط الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالآثار السيئة للعلاج، بمن فيهم الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والمصابين بالسل شبه شديد المقاومة للأدوية أو بالسل شديد المقاومة للأدوية. وخير دليل على ذلك ما حصل في بيلاروس؛ فمن بين 244 شخصاً تلقوا العلاج بدواء البيداكويلين – 96% منهم مصابين إمّا بالسل شبه شديد المقاومة للأدوية أو بالسل شديد المقاومة للأدوية – ارتفع معدل نجاح العلاج إلى 87%.

ويقول المستشار الطبّي في حملة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية بيلار أوستيرو، "شهدنا على إصابة الكثير من المرضى بالصمم، وخسارتهم لوظائفهم أو لحياتهم بسبب عدم توفر أي خيار آخر أمامهم سوى دواء السل المؤلم الذي يُعطى عن طريق الحقن".

ويُتابع قائلاً، "اليوم، يُثبت البيداكويلين أنّه دواء ثوري، مُقدّماً إلى المصابين بالسل المقاوم للأدوية القادرين على الحصول على الدواء فرصة أفضل ليُشفوا ومن دون أن يُصابوا بالآثار الجانبية السامة. نطلب أن يكون هذا الدواء ميسور التكلفة لكل من يحتاج إليه في أي مكان كان".

منذ أن أوصت منظمة الصحة العالمية منذ عام باستخدام البيداكويلين كدواء أساسي لعلاج السل المقاوم للأدوية المتعدّدة، تمت معالجة أقل من 12,000 شخصٍ بنظام علاجي يشمل البيداكويلين وفقاً لبرامج السل الوطنية. وهذا رقم ضئيل للغاية بالنظر إلى أن ما يُقدّر بحوالى 80% من أصل 558,000 شخصٍ أُصيبوا بالسل المقاوم للأدوية (التقرير العالمي عن مرض السل لعام 2018) ويجب أن يتلقوا علاجاً بهذا الدواء. لن يعمم استخدام العلاج الأفضل الذي يتضمن البيداكويلين بشكل سريع إلّا في حال قامت شركة جونسون آند جونسون بتوفيره على نطاق واسع وبتكلفة ميسورة، بما في ذلك من خلال السماح لمصنّعي أدوية السل بإنتاج نسخ جنيسة.

منظّمة أطباء بلا حدود هي أكبر مزوّد غير حكومي لعلاج السل عالمياً وتعمل على تقديم الرعاية إلى مرضى السل منذ حوالى 30 عاماً، غالباً إلى جانب الهيئات الصحية الوطنية لمعالجة المرضى في سياقات متنوّعة تشمل مناطق النزاع المزمن والأحياء السكنية الفقيرة والسجون ومخيمات اللاجئين والمناطق الريفية.

اعتباراً من أيلول/سبتمبر 2018، وضمن مشاريع المنظّمة في 14 بلداً، تمت معالجة أكثر من 2,000 شخصٍ بالأدوية الجديدة، من بينهم 633 شخصاً بدواء ديلامانيد و1,530 بدواء بيداكويلين و277 شخصاً بتوليفة من الاثنين معاً.
تعمل المنظّمة أيضاً على تخطي الحواجز المرتبطة ببراءة اختراع هذا الدواء وضمان دخول الكثير من المنتجين إلى الأسواق كحلّ أطول أجلاً لتوفير البيداكويلين ميسور التكلفة.

في فبراير/شباط 2019، دعمت المنظّمة الطعن في براءة اختراع شركة جونسون آند جونسون للدواء في الهند والمُقدّم من ناجيتَين من مرض السل المقاوم للأدوية. كما وتحثّ أطباء بلا حدود أيضاً الحكومة الهندية على إبطال براءة الاختراع وتشجيع مصنّعي دواء السل على أراضيها لتزويد برامج السل الخاصة بها بالبيداكويلين من خلال إصدار "ترخيص إلزامي"، نظراً إلى أن مرض السل المقاوم للأدوية هو بمثابة حالة طوارئ في مجال الصحة العامة. ويُمكن لذلك أن يُشكّل طريقة فعّالة للتغلّب في نهاية المطاف على الحواجز المرتبطة ببراءة الاختراع والتي تحول دون الحصول على المنتجات الصحية الأساسية، ويمكن للبلدان الأخرى أن تحذو نفس الحذو وتستخدم السعر المرتفع كذريعة لإصدار تراخيص إلزامية أيضاً.

المقال التالي
مرض الكورونا كوفيد-19
تحديث حول مشروع 24 مارس/آذار 2020