Skip to main content
Asbuli 2016

ارتفاع معدلات سوء التغذية إلى مستويات خطيرة في المنطقة الصوماليّة للبلاد

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

تشهد منطقة دولو في المنطقة الصومالية من إثيوبيا حالة طوارئ انسانيّة حيث بلغت أعداد المصابين بسوء للتغذية مستويات مقلقة وهو ما حذرت منه منظمة أطباء بلا حدود التي تعمل فرقها في منطقة دولو أكثر المناطق تضررا.

يقول ساسكيا فان دير كام، المستشار الغذائي لمنظمة أطباء بلا حدود: "تعتبر  أعداد الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد في منطقة دولو  أعلى نسبة تشهدها فرقنا في السنوات العشر الماضية من عملنا في المنطقة".

وأنشأت فرق منظمة أطباء بلا حدود، بالتعاون مع السلطات الصحيّة الإثيوبية، 27 مركزا للتغذية العلاجية للمرضى الخارجيين وأربعة مراكز للتغذية العلاجية للمرضى الداخليين لمعالجة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.

وفي دانود ولهيل-يوكوب وواردر وجالادي وداراتول، عالجت فرق منظمة أطباء بلا حدود 6,366 طفلا دون الخامسة يعانون من  سوء التغذية الحاد الشديد منذ يناير/كانون الثاني. وهو عدد يعادل 10 أضعاف عدد  الحالات في نفس الفترة من عام 2016، عندما تلقى 491 طفلا العلاج.

وفي أول أسبوعين من  شهر وحده، تم استقبال 322 طفلا مصابا بسوء التغذية الحاد في مراكز التغذية العلاجيّة الأربعة التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود. وعلى الرغم من جميع الجهود الطبية، فإن 51 من هؤلاء الأطفال لم ينجوا. وارتفع العدد الإجمالي للمتوفين في يونيو/حزيران إلى 67 طفلا.

وقال فان دير كام "إن وفاة هؤلاء الأطفال ال 67 تظهر خطورة الوضع". واضاف "إن ما نراه هو حالة طوارئ انسانيّة".

آلاف الأشخاص يعتمدون اعتمادا كاملا على المساعدات الخارجية

وتأتي أزمة سوء التغذية في أعقاب ضعف  موسمين للأمطار حيث شهد الكثير من الناس موت المواشي نتيجة للجفاف مما أجبرهم على التخلي عن أسلوب حياتهم البدوي التقليدي و استقروا في مخيمات غير رسمية أين لم يكن لديهم ما يكفي من الغذاء والمياه الصالحة للشرب للبقاء على قيد الحياة.

تقول فردوسا، التي جلبت حفيدتها البالغة من العمر ثلاث سنوات، مايدا، إلى إحدى مراكز التغذية العلاجية التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود: "عندما جاء الجفاف، ماتت حيواناتنا حتى لم يعد بإمكاننا البقاء في الأدغال.لم أرى أبدا مثل هذا الوضع. كانت لدينا الحيوانات التي تعطينا كل ما نحتاجه. الآن ليس لدينا شيء وأطفالنا أصبحوا مرضى ويموتون ".

ليس الجفاف شيئا جديدًا بالنسبة للناس في هذه المنطقة. ويعرف السكان أساسا كيفية التكيف بحيث لا يفقدون إلا القليل من الإبل والأبقار حتى تأتي الأمطار القادمة. ولكن بعد موسمين على التوالي من ضعف الأمطار، لم يعد الكثيرون قادرين على التكيّف، وهم الآن يعتمدون كليا على المساعدات الخارجية.

يقول كارلين كلايغر، رئيس مكتب الدعم في حالات الطوارئ التابع لمنظمة أطباء بلا حدود: "تشاهد فرقنا مجتمعات بأكملها دون أي حليب، حيث أن معظم حيواناتهم قد ماتت. بدون حيواناتهم، لم يعد لديهم مصدر للدخل أو وسيلة لنقل الغذاء والماء عند التنقل. الناس يطرقون أبوابنا  طلبا للغذاء.

مستويات سوء التغذية في تزايد بسبب نقص المعونات والمساعدات الغذائيّة

يتلقى الناس في المخيمات مساعدات غذائية، وتقدم الحكومة الإقليمية من 2 إلى 3 وجبات غذائيّة مطبوخة إلى الناس في معظم المخيمات غير الرسميّة. غير أن إمدادات الغذاء غير كافية للعدد الكبير من النازحين المحتاجين، وهي الآن في حالة نفاد.

وقال كلايجر: "في الأسبوع الأخير من شهر مايو/أيار، توقف توزيع الأغذية المطبوخة، وتأخر توزيع الحصص الغذائية الجافة شهريا، مما ترك أعدادا كبيرة من الناس دون أي طعام على الإطلاق".

وقال فان دير كام "الخطير ان برنامج الغذاء العالمي حذر من ان امداداته من المساعدات الغذائية الطارئة للمنطقة الصومالية سوف تنفد في نهاية يوليو مما يترك 1.7 مليون شخص اكثر عرضة لسوء التغذية".

تدعو منظمة أطباء بلا حدود الجهات المانحة والمنظمات الأخرى لزيادة دعمها للمنطقة الصومالية

وخوفا من التدهور الشديد للوضع الغذائي  والإنساني في المنطقة الصومالية. تخطط  منظمة أطباء بلا حدود لتوسيع نطاق استجابتها لحالات الطوارئ في مناطق أخرى، بما في ذلك منطقتي جر ونوغوب.

وقال كلايجر: "تعمل فرقنا مع السلطات الصحية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال لتزويدهم بالأغذية العلاجية للحد من الوفيات المباشرة، بدلا من توفير الرعاية الشاملة لعدد أقل من الأطفال".

واضاف "لكن لا يجب أن نكون مُجبرين على مثل هذه الخيارات الصعبة. على المزيد من المساعدات الغذائية والمزيد من المنظمات الانسانيةّ  الوصول الى هذه المنطقة على وجه الاستعجال".

تدعو منظمة أطباء بلا حدود الجهات المانحة إلى زيادة دعمها لإثيوبيا لضمان وصول إمدادات مستمرة من الأغذية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها. وبالتوازي مع ذلك، تحتاج المنظمات الإنسانية إلى إرسال فرق وإمدادات إلى المناطق الأكثر تضررا للحيلولة دون تصاعد الأزمة.