Skip to main content
Insein clinic, for treatment for HIV, TB, and Hepatitis C in Yangon. By Alessandro Penso, Feb 2018.

منظمة أطباء بلا حدود تشيد بخطوة منظمة الصحة العالمية في التوصية بخيارات المعالجة المحسنة لمرض السل

الحرب في غزة: اطّلع على استجابتنا
اقرأ المزيد

أطباء بلا حدود تدعو شركة جونسون آند جونسون إلى جعل دواء بيداكيلين في متناول جميع الأشخاص الذين يحتاجون إليه

جنيف - رحّبت أطباء بلا حدود اليوم بتوصيات منظمة الصحة العالمية الجديدة للعلاج المحسّن للأشخاص المصابين بمرض السل المقاوم للأدوية، والتي أعطت الأولوية لاستخدام أدوية مختلفة عن طريق الفم، بما في ذلك الدواء الجديد بيداكويلين، وحدّت من استخدام الأدوية التي يجب حقنها في الجسم.

يمكن لنظام المعالجة الجديد الذي يستغرق من 18 إلى 20 شهراً أن يساهم في تحسين معدلات الشفاء وتخفيض معدلات الوفيات وله آثار جانبية أقل بكثير.

وبغية وضع هذه التوصيات موضع التنفيذ، ولكي يحصل عليه مزيد من الأشخاص المصابين بمرض السل المقاوم للأدوية، فإن منظمة أطباء بلا حدود تدعو الشركة الدوائية الأمريكية جونسون آن جونسون، التي تنتج دواء البيداكويلين، إلى اتخاذ خطوات فورية تجعل الدواء في متناول كافة الأشخاص الذين يحتاجون إليه، وخاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط والبلدان التي ترتفع فيها نسبة الإصابة بهذا المرض.

في يومنا هذا، يتلقى فقط 20 في المئة من الأشخاص المصابين بمرض السل المقاوم للأدوية العلاج الذي يحتاجونه. إذ ينبغي على الأشخاص المصابين بمرض السل المقاوم للأدوية في الوقت الحاليّ أن يتحملوا مشاق نظام من الأدوية لمدة تصل إلى سنتين، وينطوي ذلك على تناول 20 قرصاً يومياً، مما من شأنه أن يؤدي إلى أعراض جانبية قد تصل شدتها إلى حد الذهان، بالإضافة إلى حقن مؤلمة يومياً لمدة تصل إلى ثمانية أشهر قد تؤدي إلى ضعف السمع والصمم.

عادة ما يحقق العلاج الحاليّ لمرض السل المقاوم للأدوية معدلات شفاء تصل إلى 55 في المئة فقط. في السنوات الست الماضية، تمت الموافقة على دوائين جديدين لمرض السل المقاوم للأدوية، ولكن تأثيرهما في تحسين معالجة مرض السل كان بطيئاً. 

وتقول المسؤولة الطبية الدولية لدى منظمة أطباء بلا حدود د. مرسيدس تاتاي المتواجدة حاليا  مع فريق المنظمة الذي يعالج الأشخاص المصابين بمرض السل المقاوم للأدوية ضمن مشروعها في مومباي في الهند: "لقد تأخر الوقت كثيراً بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بمرض السل كي يحصلوا على فرصة أفضل للشفاء من هذا المرض القاتل من خلال سبل معالجة أكثر فعالية ويمكنهم تحملها بسهولة أكبر".

وتضيف: "لا ينبغي على الحكومات والجهات الموزّعة للعلاج أن تهدر ولو دقيقة واحدة أخرى. ينبغي أن يضمنوا إمكانية حصول الأشخاص على أفضل سبل المعالجة بما في ذلك البيداكويلين. وهذا يعني أنه يجب على شركة جونسون آند جونسون أن تقوم بتخفيض سعر الدواء والتأكد من أنه في متناول جميع الأشخاص الذين يحتاجون إليه".
 

لقد تأخر الوقت كثيراً بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بمرض السل كي يحصلوا على فرصة أفضل للشفاء من هذا المرض القاتل من خلال سبل معالجة أكثر فعالية ويمكنهم تحملها بسهولة أكبر د. مرسيدس تاتاي، المسؤولة الطبية الدولية لدى منظمة أطباء بلا حدود

أعلنت شركة جونسن آند جونسون مؤخراً عن تخفيض سعر البيداكويلين في بعض البلدان، ولكن هذا لا يفي بالغرض من حيث جعل هذا الدواء ميسور التكلفة في البلدان الأكثر تضرراً من مرض السل المقاوم للأدوية. إن السعر المخفّض الذي وُعدت به بعض البلدان، وهو 400 دولار أميركي لفترة علاج تمتد إلى ستة أشهر، لا يزال مرتفعاً جداً.

إن البيداكويلين هو مجرد دواء واحد مقارنة مع نظام باهظ الثمن من أدوية متعددة، وغالباً ما تتطلب المعالجة الفعالة أكثر من ستة أشهر من البيداكويلين. في البلدان المستثناة من تخفيض السعر الذي قدمته شركة جونسون آند جونسون، تتقاضى الشركة حالياً ما بين 3,000 إلى 30,000 دولار أميركي عن المعالجة التي تمتد إلى ستة أشهر.

تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى أن لا يتجاوز سعر نظام معالجة مرض السل المقاوم للأدوية أكثر من 500 دولار أميركي، بهدف توسيع نطاق المعالجة. وتدعم منظمة أطباء بلا حدود دعوة الناشطين في مجالي فيروس نقص المناعة البشرية والسل الذين يطالبون شركة جونسون آند جونسون بتخفيض سعر البيداكويلين إلى 32 دولار في الشهر-أو 192 دولار لستة أشهر- في كافة البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط والبلدان التي ترتفع فيها نسبة الإصابة بمرض السل المقاوم للأدوية.

وبغية جعل البيداكويلين ميسور التكلفة على المدى الطويل وتوفّره بشكل مستدام -علماً بأن حقوق تصنيعه تمتد إلى عام 2023 على نطاق واسع- فإن منظمة أطباء بلا حدود تدعو أيضاً شركة جونسون آند جونسون إلى إصدار ترخيص إلى منظمة الحقوق الملكية للأدوية  مما سيتيح إمكانية الوصول إلى أدوية جنيسة ميسورة التكلفة.

وأما بالنسبة إلى البلدان التي ترتفع فيها نسبة الإصابة بمرض السل والتي ترغب في توسيع نطاق تقديم علاج السل إلى مزيد من الأشخاص، مثل الهند (والتي تعتبر أحد المزودين الرئيسيين لأدوية السل على المستوى العالمي)، فينبغي عليها أن تنظر في إصدار ترخيص ’للاستخدام الحكومي‘ للبيداكويلين من أجل تشجيع المنافسة بين الشركات المنتجة للأدوية الجنيسة بما يؤدي إلى تخفيض الأسعار، وذلك قبل انقضاء صلاحية حقوق التصنيع.

بدأنا أخيراً نشاهد الزخم السياسي الذي طال انتظاره والذي نحتاج إليه بشدة من أجل الحد من حالة الطوارئ الصحية العالمية هذه التي تؤثر على السكّان الأكثر حاجة في كل مكان إيلس توريلي، المديرة التنفيذية لحملة منظمة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية

بالإضافة إلى ذلك، حثت منظمة أطباء بلا حدود شركة جونسون آند جونسون وشريكتها الروسية شركة فارماستاندارد -المسؤولة عن الإمداد في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى- على العمل بسرعة لتسجيل الدواء وخاصة في البلدان العشر، من أصل ثلاثين بلداً حيث ترتفع فيها نسبة الإصابة بمرض السل المقاوم للأدوية، التي لم يتم تسجيل هذا الدواء فيها بعد. 

ومن المتوقع أن يقوم القادة العالميون المجتمعون في قمة الأمم المتحدة الأولى حول مرض السل في نيويورك في سبتمبر/أيلول بإعطاء الأولوية لإمكانية الوصول لكافة أدوية مرض السل وجعلها ميسورة التكلفة وذلك من أجل توفير أنظمة معالجة مثالية للأشخاص. 

تقول المديرة التنفيذية لحملة منظمة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية إيلس توريلي: "بدأنا أخيراً نشاهد الزخم السياسي الذي طال انتظاره والذي نحتاج إليه بشدة من أجل الحد من حالة الطوارئ الصحية العالمية هذه التي تؤثر على السكّان الأكثر حاجة في كل مكان".

وتضيف: "لدينا الآن أدوات أفضل لتشخيص هذا الوباء ومعالجته. لقد آن الآوان كي تنهض الحكومات إلى مستوى التحدي وتغلق فجوة التشخيص والمعالجة وتضع حداً للعدد الكبير من الوفيات غير المبررة الناجمة عن هذا المرض القديم".

تشارك منظمة أطباء بلا حدود في تقديم الرعاية لمرض السل منذ ثلاثين عاماً، وكثيراً ما عملت إلى جانب السلطات الصحية الوطنية في معالجة المرضى ضمن مجموعة واسعة من الأماكن، بما في ذلك مناطق النزاع طويل الأمد والأحياء الفقيرة من المدن والسجون ومخيمات اللاجئين والمناطق الريفية.

كشفت النتائج المؤقتة الأخيرة التي توصلت إليها منظمة أطباء بلا حدود وشركاؤها من الدراسة القائمة على الملاحظة التي أجرتها شراكة "القضاء على السل"* لـِ 1200 مريض مصابين بمرض السل المقاوم للأدوية ويتلقون العلاج بأن الدوائين الفمويين الجديدين بيداكيلين وديلامانيد يبدوان بأنهما أكثر أمناً من الأدوية شائعة الاستخدام التي يجب حقنها ضمن الجسم. لقراءة تفاصيل نتائج الدراسة يرجى الاطلاع على: http://www.endtb.org/resources/endtb-interim-analysis-july2018

* شراكة القضاء على السل" (توسيع أسواق الأدوية الجديدة لمرض السل Expand New Drug Markets for TB، endTB.org) هو شراكة بحثية تمولها UNITAID لمعالجة مرض السل المقاوم للأدوية المتعددة وإجراء بحوث معنية بالعمليات فيما يخص سلامة وفعالية البيداكيلين والديلامانيد في سبعة عشر بلداً منخفض الموارد (أرمينيا وبنغلاديش وبيلاروس وكوريا الشمالية وإثيوبيا وجوريجيا وإندونيسيا وكازخستان وقرغيزستان وكينيا وليسوتو وميانمار وباكستان والبيرو وفيتنام وجنوب أفريقيا).
 

المقال التالي
الحصول على الأدوية
بيان صحفي 25 اكتوبر/تشرين الأول 2016