افتتحت منظمة أطباء بلا حدود مستشفى لعلاج الإصابات البليغة وجراحة الطوارئ ضمن تجمع مستشفى الصداقة في عدن. ‏وقد أجرت طواقم المستشفى منذ افتتاحه أكثر من 30,000 استشارة في غرفة الطوارئ. كنا نعالج آنذاك مرضى يعانون من ‏كسور مفتوحة وحروق وإصابات بأعيرة نارية ومتفجرات. ولم يكن لدينا سوى غرفة عمليات وحيدة ووحدةً صغيرةً للعناية ‏المركزة، فيما كنا نفتقد إلى مختبر وأخصائي جراحة عظمية. لم نكن متخصصين، إلا أن المرضى أجبرونا على التعلّم.‏

سيطرت قوات أنصار الله بالتحالف مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح على العاصمة صنعاء. وأجرينا في تلك السنة ‏‏91,000 استشارة خارجية و4,300 عملية جراحية في خمسة مرافق صحية في أنحاء البلاد.‏

سيطرت قوات أنصار الله بمساعدة قوات موالية لصالح على مطار عدن. وبدأت معركة عدن بينها وبين ميليشيات الحراك الجنوبي ‏والجيش واليمني والقوات الموالية للرئيس الحالي عبدربه منصور هادي المنتخب عام 2012.‏

بدأ التحالف بقيادة السعودية والإمارات حملة ضربات جوية لصدّ قوات أنصار الله. وفي ذلك اليوم استقبلت فرق أطباء بلا ‏حدود في مستشفى عدن وعالجت أكثر من 100 جريح. أذكر عدم وجود نظام فرز مناسب للتعامل مع ذلك العدد الهائل من ‏الجرحى، إلا أننا بدأنا بطريقة ما بتصنيف الحالات وفقاً لشدتها. وقد عملنا ليلاً ونهاراً.‏

استجابةً لزيادة الاحتياجات الطبية فقد بدأت فرقنا تسيير عيادات جراحية متنقلة للمرضى الخارجيين في اثنين من الأحياء ‏الجنوبية للمدينة. وقد زاد معدل استقبال المرضى وعدد استشارات الطوارئ والعمليات الجراحية في مستشفى عدن ثلاثة أضعاف ‏تقريباً خلال عامي 2014 و2015.‏

فتح المطار الدولي أبوابه مجدداً بعد أن استعادت قوات موالية للرئيس هادي السيطرة على المدينة. وقد دُفعَت قوات أنصار الله ‏للتراجع باتجاه الأحياء الشمالية.‏

عملنا على تحسين إجراءات الوقاية من الالتهابات والسيطرة عليها داخل المستشفى وقمنا بتطبيق برنامج لإدارة مقاومة ‏المضادات الحيوية بهدف تحسين جودة الرعاية. ففي عام 2018، تبيّن أنّ 70 بالمئة من المرضى المصابين الذين خضعوا ‏لفحوصات مقاومة المضادات الحيوية يعانون من مقاومة لأدوية متعددة. نستقبل مرضى قادمين من جبهات القتال وقد تأخروا ‏كثيراً لحدٍّ وصل في بعض الأحيان إلى 12 أو 24 ساعة بعد إصابتهم. وبما أن عملية تحقيق استقرار حالاتهم لا تتم دائماً ‏بالشكل الصحيح، فإن علينا السيطرة على الالتهابات من خلال عزل المريض وتحليل البكتيريا واختيار المضاد الحيوي المناسب.‏

دعمت الفرق مركزاً لعلاج الكوليرا ضمن المستشفى بهدف علاج الأعداد المتزايدة من المرضى المصابين بالكوليرا وذلك بعد أن ‏اجتاح تفشي كبير البلاد.‏

بدأنا نطبّق تقنية التثبيت الداخلي للمرضى المصابين بكسور بهدف علاج الحالات المعقدة على المدى الطويل في المرحلة التالية ‏للجراحة. وقد عدّلنا عاماً تلو عام معاييرَ استقبال المرضى وأدخلنا مختلف الأنماط من المرضى كمن يعانون من إصابات بطنية أو ‏في الفك والوجه أو إصابات بليغة عينية. كما كنا نستدعي جراحاً خارجياً إن استدعت الحاجة إلى ذلك. تعمل وحدة العناية ‏المركزة بكامل طاقتها ونستقبل فيها على سبيل المثال المرضى الذين هم بحاجة إلى التنبيب.‏

أعادت فرقنا تأهيل طابق بأكمله في مستشفى الصداقة وعملت على تدريب طواقمه. وقد جهزنا غرفة عمليات للاستجابة إلى ‏تفشي الخناق، ثمّ قمنا بتسليمها في نهاية المطاف.‏

بعد أشهر من القتال على طول الجبهات بين تعز والحديدة، بدأ مؤخراً هجوم شنته القوات الموالية للرئيس هادي التي يدعمها ‏التحالف بقيادة السعودية والإمارات بهدف انتزاع الحديدة من قوات أنصار الله.‏

استجابةً للقتال العنيف على جبهة الحديدة فقد افتتحت فرقنا مستشفى جراحياً ميدانياً في المخا، علماً أن الحالات المعقدة تُحال ‏من مستشفى المنظمة في المخا إلى مستشفى الإصابات البليغة الذي تديره في عدن للحصول على رعاية إضافية. حيث أن هؤلاء ‏المرضى بحاجة إلى عمليات جراحية متعددة ورعاية تخصصية على فترة طويلة من الزمن.‏

أجرت فرق أطباء بلا حدود خلال عام 2018 أكثر من 6,000 استشارة طارئة ونفذت 5,400 عملية جراحية في مستشفى ‏عدن، علماً أن 90 بالمئة من الحالات الجراحية كانت مرتبطة بالعنف.‏