فقد زاد عدد المدن التي تحاصرها مجموعاتٌ مسلحة، الأمر الذي أجبرنا في بعض الأحيان على تعليق أنشطتنا أو وقفها كليًا. وفي عام 2022، بعد أن سيطرت المجموعات المسلحة على باما وسيبا وجيبو، حيث ندعم مراكز صحية ونعمل على تحسين إمدادات المياه، صار الوصول إلى تلك المناطق برًّا أمرًا شبه مستحيل. ولم يكن بالإمكان إيصال إمدادات الغذاء والأدوية إلا جوًا أو عن طريق القوافل العسكرية، ممّا أدى إلى نقصٍ شديدٍ في المواد وارتفاعٍ حادّ في الأسعار. 

كما واجهت المرافق الصحية في البلاد نقصًا في الطواقم، حيث فرّ الكثير من العاملين الطبيين هربًا من العنف. هذا واضطرت المنظمة إلى إقفال مشاريع لها في الإقليم الوسط شمالي وإقليم الساحل في عام 2022 نظرًا للتهديدات التي تعرض لها الطاقم والمرضى وتزايد نقاط التفتيش والقيود التي فرضتها المجموعات المسلحة على خطوط إمداداتنا.  

غير أن فرقنا واصلت تأمين المساعدة الإنسانية والطبية للنازحين والمجتمعات المحلية طيلة العام، حيث ركّزت على معالجة المشاكل الصحية الكبرى، بما فيها الملاريا وتفشيات الحصبة وأمراض أخرى والصحة النفسية والعنف الجنسي، إلى جانب دعم خدمات الرعاية الصحية الأساسية والتخصصية على مستوى المجتمع. كما عملت على توريد المياه وشيّدت عددًا من الآبار وجدّدت عددًا آخر منها في سبيل معالجة مشكلة النقص الشديد في مياه الشرب التي تفاقمت جراء النزاع المستمر.